ما هي مصارف الزكاة في الإسلام

كتابة:
ما هي مصارف الزكاة في الإسلام

أركان الإسلام

يرتكز الدين الإسلامي على خمسة أركان هي بالنسبة للإسلام بمثابة الدعائم التي بني عليها، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[١]ويجب على كلّ مسلمٍ الالتزام بهذه الأركان والإيمان بها والعمل بمقتضياتها حتى يصحّ إسلامه، ولا يمكن له إهمال أيّ ركنٍ منها إلّا بعذر يمنعه من القيام به، وسيتناول هذا المقال الحديث عن أحد أركان الإسلام الخمسة ألا وهو الزكاة، كما سيجيب عن سؤال ما هي مصارف الزكاة في الإسلام.[٢]

الزكاة في الإسلام

في مستهلّ الحديث عمّا جاء في سؤال ما هي مصارف الزكاة في الإسلام؟ لا بدّ من التعريف بالزكاة، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام التي بني الإسلام عليها، وهي تعني دفع جزءٍ من المال الخاص بالمسلم إلى الفقراء والمساكين إذا بلغ ماله قيمةً محددة يُقال لها "النصاب" وذلك عندما يحل عليها الحول -أي عامٌ كامل- وهي فرض عين على كلّ مسلم إذا توافرت شروطها، وهناك نوع من الزكاة يكون عن النفس وهي زكاة الفطر وهي فرض عين على كلّ مسلم، وسمّيت الزكاة بهذا الاسم لأنّها تزيد في المال الذي أخرجت منه،‏ وتزكيه وتطهّره من الإثم، فقد قال تعالى في سورة التوبة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}،[٣]فالزكاة حصّةٌ من مال الأغنياء تُصرف لطائفةٍ مخصوصة من فقراء المسلمين لتطّهر أموالهم وتزكيها.[٤]

شروط الزكاة

قبل الإجابة عن سؤال ماهي مصارف الزكاة سيتم ذكر شروطها، فصحيحٌ أنّ الزكاة ركنٌ من أركان الإسلام التي يقوم عليها، لكنّ للزكاة شروطًا يجب توافرها في المرء وماله حتى تصبح الزكاة فرضًا عليه وإلّا فتسقط عنه بغياب أحد شروطها، ومن شروط الزكاة ما يأتي:[٥]

شروط وجوب الزكاة

حدد الإسلام عدّة شروطٍ يجب توافرها في المسلم حتى تجب عليه الزكاة، فإن غاب أحد هذه الشروط سقطت الزكاة عنه وكان غير آثمٍ بتركها، وهذا من رحمة الله -جلّ وعلا- بعباده، وشروط وجوب الزكاة هي ما يأتي:[٥]

  • الإسلام: من شروط الزكاة أن يكون المكلّف مسلمًا، فلا تجب على الكافر، فالأصل في أداء العبادات هو الإسلام.
  • الحريّة: تعتبر الحرية أحد شروط الزكاة، فلا تجب الزكاة على العبد والرقيق لأنّ ماله بيد مالكه.
  • البالغ العاقل: أمّا بالنسبة للطفل الذي لم يبلغ أو للمجنون فإذا كان لهم أموال وجب الزكاة عليها يخرجها عنهم أحد أولياء أمورهم ولكنّها لا تسقط عنهم بحجة التكليف أو الجنون.

شروط مال الزكاة

وضع الإسلام شروطًا وجب توافرها في مال الزكاة حتى تجب الزكاة على هذا المال، فليس كلّ ما يملكه المرء عليه زكاة، وهذه الشروط يجب توافرها جميعًا وإلّا فتسقط الزكاة عن المال، ومن شروط مال الزكاة ما يأتي:[٥]

  • النّصاب: يشترط أن يبلغ المال الواجب للزكاة النّصاب، والنّصاب هو مقدار المال المملوك الذي إذا وصل إليه وجبت الزكاة عليه، ويختلف هذا النّصاب باختلاف أصناف المال المراد تزكيته، فنصاب النقود وعروض التجارة تختلف عن نصاب الزروع والثمار.
  • مرور الحول: أي مضي الحول على هذا المال الذي بلغ النصاب كاملًا أي سنة كاملة، والمراد بالسنة السنة القمرية لا الشمسية، والسنة القمرية تساوي ثلاثمئة وأربعة وخمسين يومًا.
  • الملك التام للمال: يشترط في مال الزكاة أنّ يكون ملكًا للمسلم ملكيّةً كاملة ذلك أن يكون قابضًا لماله، فلا تجب زكاة مهر المرأة الذي لم تقبضه، أو الدّين الذي في يد الغير.
  • صنف المال: ليست كلّ الأموال من الأصناف التي تجب عليها الزكاة، لذا يجب أنّ يكون المال من الأصناف التي تجب عليها الزكاة، فمثلًا الذهب المراد به الزينة لا تجب عليه الزكاة، أو العقار المخصص للسكن وغيرها.

ما هي مصارف الزكاة في الإسلام

لقد أجاب الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم عن سؤال ما هي مصارف الزكاة في الإسلام، وحصرها في ثمانية أصناف، فقد قال -جلّ وعلا-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[٦]والمراد بمصارف الزكاة هو الجهات التي يجب أن تُصرف لها أموال الزكاة، أمّا بالإجابة عن سؤال ما هي مصارف الزكاة في الإسلام بالتفصيل فهي كما يأتي:[٧]

  • الفقراء: وهم من كانوا أهل الحاجة، ويملكون القليل من المال لكنّه لا يكفيهم، وقيل بأنّ الفقير هو من يملك مالًا لكنّه لا يصل إلى نصاب الزكاة.
  • المساكين: وهم من كانوا لا يملكون شيئًا، أو قد يملكون القليل لكنّه لا يسد حاجاتهم.
  • العاملون على الزّكاة: وهم الأشخاص الذين يتولّون جمع الزّكاة، ولا يشترط أن يكونوا فقراء، بل أنّهم يعطون من مال الزكاة حتى ولو كانوا أغنياء.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم الأشخاص الذين دخلوا في الإسلام حديثًا، حيث أنّهم يُعطون من مال الزّكاة لتأليف قلوبهم.
  • في الرقاب: والمقصود بهم العبد أو الأَمَة وتكون الزكاة مصروفة لهم على ثلاثة أشكال:
    • المكاتبون المسلمون: فيعانون لفكّ رقابهم.
    • إعتاق الرّقيق من المسلمين.
    • فكّ أسر الأسرى من المسلمين.
  • الغارمون: وهم الأشخاص المدينون، والذين يكونون عاجزين عن سداد ديونهم، فإمّا أن تُعطى لهم الزكاة لفك دينهم أو تُعطى الزكاة لصاحب الدّين مباشرةً.
  • في سبيل الله: والمراد بذلك أن يتمّ إعطاء الغزاة المتطوعين للجهاد، وكذلك الإنفاق في مصلحة الحرب، وكلّ ما يحتاجه أمر الجهاد.
  • ابن السبيل: وهو الشّخص المسافر والذي تكون نفقته قد فرغت، ولا يُشترط فقره في بلده حتى تُصرف له الزكاة، بل يتمّ إعطاؤه ما يكفيه لكي يصل إلى بلده حتى ولو كان غنيًّا.

حكم تارك الزكاة

بعد الإجابة عن سؤال ما هي مصارف الزكاة في الإسلام والتعرّف على شروطها وجب معرفة حكم تاركها، فالزكاة فرض عين على كلّ مسلم توافرت فيه وفي أمواله شروط وجوب الزكاة، أمّا من ترك الزكاة جاحدًا لحكمها وناكرًا فرضها فهو كافرٌ بذلك بإجماع أهل العلم، فمن شروط الإيمان والإسلام التسليم الكامل بأوامر ونواهي الله تعالى واتّباع جميع فرائض الإسلام وعباداته، أمّا من ترك الزكاة بُخلًا وتهاونًا فهو قد عصى الله تعالى وارتكب ذنبًا عظيمًا ومردّه إذا مات على هذا إلى الله تعالى فإمّا أن يُعذّبه وإمّا أن يغفر له.[٨]

وقد جاء في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم ما يدلّ على عذاب تارك الزكاة يوم القيامة فقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}،[٩]أما الجاحدون لوجوب الزكاة فإن حكمهم حكم الكفرة ويحشرون معهم إلى النار وعذابهم مستمر أبد الآبدين كسائر الكفرة -والعياذ بالله-، والله تعالى أعلم.[٨]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  2. "أركان الإسلام"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية: 103.
  4. "زكاة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية: 60.
  7. "مصارف الزكاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "حكم تارك الزكاة جحودًا أو بخلًا أو تهاونًا"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
  9. سورة التوبة، آية: 34-35.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×