ما هي مضاعفات خزعة الرئة؟

كتابة:
ما هي مضاعفات خزعة الرئة؟

ما هي خزعة الرئة؟

خزعة الرئة (lung biopsy) هي إجراء طبي ينطوي على إزالة عينات من أنسجة الرئة يُعتقد بحدوث خلل فيها أو بوجود أورام في الرئة، ويوجد العديد من الأسباب التي قد تجعل الطبيب يُوصي بأخذ خزعة من الرئة، كما توجد عدّة أنواع لهذا الإجراء، يختار الطبيب النوع الأنسب للحالة.

في كثير من الحالات قد لا يكون أي نوع من هذه الأنواع مناسبًا للمريض، وغالبًا ما يُعاني المرضى من الخوف والقلق قبل إجراء الخزعة، إلّا أنّ فهم طبيعة الإجراء والنتائج المحتملة إضافةً إلى المخاطر والفوائد المتوقعة أمور يمكن أن يساعد في توفير راحة أكبر، وفي هذا المقال نُلقي نظرةً على أنواعه، وكيفية إجرائها، إضافةً إلى فوائد هذا الإجراء ومخاطره المحتملة.[١]


ما مضاعفات خزعة الرئة؟

كغيرها من الإجراءات الطبية الأخرى تحمل خزعة الرئة بأنواعها بعض المخاطر، وتُسبب حدوث بعض المضاعفات التي يمكن أن تكون خطيرةً في بعض الأحيان، وتختلف هذه المخاطر استنادًا على نوع الإجراء، وسبب الخزعة، ومن أهمها ما يأتي:


خزعة الإبرة للرئة

يمكن أن تسبب خزعة الإبرة بعض المضاعفات، من ضمنها ما يأتي:[٢][١]

  • انهيار الرئة نتيجة استخدام خزعة الإبرة للرئة؛ إذ إنّ إدخال الإبرة يُحدِث فجوةً في الرئة يمكن للهواء أن يتسرّب منها.
  • الألم والضغط في موقع خزعة الإبرة، أو الإصابة بالتقرح لبضعة أيام بعد الإجراء.
  • استرواح الصدر، وهو حالة تحدث عند انحصار الهواء في الفراغ الجنبي، مما قد يسبب انهيار الرئة.
  • النزيف في الرئة.
  • العدوى.
  • الالتهاب الرئوي.


الخزعة عبر القصبات الهوائية

يمكن أن تسبب خزعات الرئة المفتوحة بعض المضاعفات، التي قد تعتمد على نسبة أنسجة الرئة التي تمّت إزالتها خلال الإجراء، ومن ضمن هذه المضاعفات ما يأتي:[٢][١]

  • الألم والانزعاج، وعدم الراحة.
  • تلف الأسنان الناجم عن تنظير القصبات أو معدّات التخدير.
  • عدوى الصدر.
  • تغيرات في ضغط الدم.
  • ألم في الكتف.
  • النزيف.
  • جلطات الدم.
  • الالتهاب الرئوي.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الأمراض القلبية المختلفة، مثل النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية بعد الجراحة.
  • فقدان المريض قدرته على شرب السوائل مباشرةً بعد خزعة الرئة المفتوحة، مما يضطره إلى تلقي السوائل من خلال الأنابيب الوريدية إلى أن يتمكّن من الشرب مرةً أخرى.


خزعات التنظير

غالبًا ما تسبب الخزعات التنظيرية للرئة التهاب الحلق بعد إجراء الخزعة؛ وذلك بسبب إدخال أنبوب التنظير من خلال الأنف أو الفم للوصول إلى الرئتين، كما يمكن أن تسبب الإصابة بالسعال الحادّ، وحدوث بحة في الصوت، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب فور الشعور بالأعراض الآتية بعد إجراء الخزعة:[٣]

  • ضيق في التنفس.
  • آلام حادّة في الصدر.
  • الحمّى.
  • سعال الدم.
  • نزيف الرئة.


ما أنواع خزعة الرئة؟

يوجد العديد من الأنواع لخزعة الرئة، تختلف في طريقة الإجراء، والهدف من إجرائها، ومن ضمن هذه الأنواع ما يأتي:[٣]

  • الخزعة عبر القصبات (تنظير القصبات): يتضمّن هذا النوع من خزعة الرئة إدخال منظار مرن يحتوي على كاميرا خاصة وضوء في الفم أو الأنف وإيصاله إلى الرئة؛ لاستئصال الأنسجة المحددة التي غالبًا ما يتم تحديد موقعها بدقة عن طريق التصوير بالأشعة السينية، ويتمّ هذا الإجراء أثناء استيقاظ المريض، مع استخدام المخدر الموضعي لتخدير منطقة الحلق؛ لتوفير بعض الراحة للمرض أثناء إدخال الأنبوب، كما يمكن استخدام بعض أدوية التخدير الوريدية.
  • خزعة إبرة الرئة: غالبًا ما يُستخدم هذا النوع عند عدم الوصول إلى خلايا الرئة المراد أخذ عينة منها عن طريق تنظير القصبات، وتتمّ خزعة الإبرة عن طريق إدخال إبرة خاصة في الصدر بين ضلعين من أضلاع القفص الصدري لأخذ عينة من المنطقة الخارجية من الرئة، وغالبًا ما تكون تحت تأثير التخدير الموضعي لمنطقة إدخال الإبرة في الصدر، مع إمكانية استخدام أدوية الاسترخاء الوريدية.
  • خزعة الرئة بالمنظار (تنظير الصدر): يُعرف هذا النوع أيضًا باسم جراحة التنظير الصدري بمساعدة الفيديو (VATS)، ويُستخدم هذا الإجراء للتحقّق من وجود مشكلات خارج الرئتين، ويتم تحت تأثير التخدير العام عن طريق إدخال أنبوب تنفس أسفل الحلق وفي الرئتين، ومراقبة العمليات الحيوية المختلفة، بما في ذلك التنفس، وضغط الدم، ومستويات الأكسجين، ومعدل ضربات القلب، ثمّ إجراء عدّة شقوق جراحية صغيرة في الصدر بين الأضلاع، وإدخال المنظار الطبي المتصل بكاميرا في نهايته، وإدخال أدوات أخرى لسحب بعض الخلايا من الرئتين.
  • خزعة الرئة المفتوحة: عادةً ما يُستخدم هذا النوع لخزعة الرئة عند عدم التمكن من خلال الطرق الأخرى من الحصول على عينات من الخلايا، ويتمّ هذا الإجراء تحت تأثير التخدير العام، وإجراء قطع كبير في الصدر، قد يمتد من الصدر وتحت الذراعين إلى الظهر في بعض الأحيان، للوصول إلى الرئتين وإزالة عينة من الخلايا.


ما الهدف من أخذ خزعة من الرئة؟

توجد مجموعة كبيرة من الأسباب لإجراء خزعة الرئة، من ضمنها الآتي:[٢]

  • تقييم الشذوذ في أنسجة الرئتين الظاهر في صور الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية للصدر.
  • تحديد نوع الكتل والأورام التي تنمو في الرئة إذا ما كانت سرطانيةً أو حميدةً.
  • تحديد مدى انتشار الأورام السرطانية.
  • تشخيص حالات عدوى الرئة أو أمراض الرئة الأخرى.
  • تحديد أسباب تجمّع السوائل غير المبرر في الرئة.


التحضير لإجراء الخزعة

تتضمّن الإجراءات التحضيرية لخزعة الرئة ما يأتي:[٣][٤]

  • مناقشة نوع الإجراء الذي سيُستخدم لأخذ خزعة الرئة، والنتائج المتوقعة، والآثار الجانبية المحتملة للإجراء.
  • إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات الغذائية والعشبية المستخدمة، لا سيّما الأسبرين، وغيره من الأدوية الأخرى التي تُؤثر في تخثر الدم.
  • إخبار الطبيب بجميع الحالات المرضية التي يُعاني منها المريض، إضافةً إلى أي نوع من الحساسية تجاه بعض الأدوية، أو بعض المواد المستخدمة في العملية، أو أدوية التخدير.
  • إجراء فحص بدني شامل واختبارات الدم المتنوعة؛ للتأكد من أن خزعة الرئة آمنة للمريض.
  • إخبار الطبيب في حال كانت المريضة حاملًا أو تشك بوجود الحمل.
  • التوقيع على نموذج الموافقة لإجراء الخزعة.
  • التوقف عن الأكل والشرب قبل ثماني ساعات على الأقل من أخذ خزعة الرئة، مع إمكانية شرب الماء في صباح يوم الإجراء في حال كانت الخزعة ستُجرى أثناء استيقاظ المريض؛ أي باستخدام التخدير الموضعي.
  • إزالة أطقم الأسنان، والعدسات اللاصقة، والوسائل المساعدة على السمع، والشعر المستعار، قبل إجراء الخزعة.
  • إفراغ المثانة تمامًا قبل أخذ الخزعة.
  • ارتداء الملابس الخاصة بالعمليات، والدخول إلى غرفة العمليات للبدء بإجراءات أخذ الخزعة.


إجراءات الخزعة

تختلف إجراءات الخزعة باختلاف نوع الإجراء المستخدم، ويمكن تلخيص هذه الإجراءات كما يأتي:[٤]

  • خزعة تنظير القصبات: يتم إجراء خزعة التنظير عبر القصبات من قِبَل طبيب متخصص بأمراض الرئة، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق استخدام منظار الشعب الهوائية الرقيق والمرن، إلّا أنّه في بعض الحالات النادرة يمكن استخدام منظار الشعب الهوائية الصلب، وغالبًا ما يستغرق تنظير القصبات ما بين 30-60 دقيقةً.
  • خزعة الإبرة: يتم إجراء خزعة الإبرة من قِبَل طبيب متخصص باختبارات الأشعة السينية أو اختصاصي أمراض الرئة، إذ يتم استخدام الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية أو التنظير الفلوري لتوجيه إبرة الخزعة، ويتم تنظيف مكان إدخال الإبرة وتعقيمه، ثمّ تخدير المنطقة بمخدر موضعي، وإجراء ثقب صغير في الصدر وإدخال الإبرة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة حبس النَّفَس أثناء إدخال إبرة الخزعة، وتجنّب الحركة أو السعال أثناء وجودها في الصدر، ويتم جمع الكمية المطلوبة من أنسجة الرئة ثمّ إزالة الإبرة، ووضع ضمادة على موقع الثقب، ويحتاج المريض بعد ذلك إلى الاستلقاء على جانبه مدّة ساعة على الأقل للسماح بإغلاق موقع ثقب الإبرة، وغالبًا ما يستغرق هذا الإجراء حوالي 30-60 دقيقةً.
  • خزعة تنظير الصدر، والخزعة المفتوحة: تُجرى هذه الأنواع من خزعة الرئة تحت تأثير التخدير العام، بإجراء شق أو عدّة شقوق صغيرة بين الأضلاع فوق منطقة الرئة حيث يتم جمع عينة الأنسجة، كما يمكن تمرير ما يُسمّى منظار الصدر من خلال هذا الشق لعرض سطح الرئة وإزالة عينة من أنسجتها، وفي الخزعة المفتوحة يتم إجراء شق أكبر لأخذ عينة من الأنسجة، وبعد جمعها يتمّ إدخال أنبوب تصريف في المنطقة وإغلاق الشق بغرز طبية، ويكون أحد طرفي أنبوب التصريف في الفراغ المجاور للرئة، أمّا الطرف الآخر فيخرج من الصدر، ويتصل بوعاء تجميع للمساعدة على إعادة توسيع الرئة بعد الإجراء، وتُزال أنابيب التصريف عندما يتوقف التصريف من الصدر، ويتوقف تسريب الهواء من شق الصدر، وغالبًا من تستغرق هذه الأنواع حوالي ساعةً كاملةً، ليُنقل المريض بعد الانتهاء من الإجراء إلى غرفة الاستشفاء، ويبقى هناك مدّة ساعة تقريبًا، ثمّ يُنقل إلى غرفة أخرى في المستشفى، إذ يحتاج إلى الإقامة في المستشفى بضعة أيام لمراقبة وضعه الصحي بعد الإجراء.


إجراءات ما بعد الخزعة

تُرسل عينة خزعة الرئة إلى المختبر؛ لفحصها وتقييم تغيّرات الأنسجة فيها، وغالبًا ما تظهر نتائج الفحص في غضون أسبوع واحد فقط، وغالبًا ما يخضع المريض إلى التصوير بالأشعة السينية للصدر؛ للتأكد من عمل الرئتين، وعدم حدوث أي مضاعفات للعملية، وعادةً ما يشعر ببعض الألم والأعراض غير المريحة بعد الإجراء، إلّا أنّها تزول في غضون عدّة أيام.[٣][١]

يمكن استخدام مسكنات الألم التي يصفها الطبيب لتخفيف هذه الأعراض، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدة التعافي تكون أطول لدى الأشخاص الذين خضعوا لخزعة مفتوحة، ويستطيع المرضى العودة إلى ممارسة أنشطة حياتهم الطبيعية بعد زوال الأعراض، وفي الوقت الذي يُحدده الطبيب، مع ضرورة تجنّب الأنشطة التي تحتاج إلى مجهود بدني قوي.[٣][١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Alice Porter (2019-11-4), "What is a lung biopsy?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Lung Biopsy", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "What to Expect From a Lung Biopsy", webmd, Retrieved 2020-8-2. Edited.
  4. ^ أ ب "Lung Biopsy", uofmhealth, Retrieved 2020-8-2. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×