ما هي مضاعفات خلع الورك الخلقي؟

خلع الورك الخلقي

يعاني الأطفال حديثو الولادة من العديد من الاضطرابات التي تؤثر في كثير من أجزاء الجسم، ومن أبرز هذه الاضطرابات خلع الورك الخلقي (Hip Dysplasia, DDH) أو ما يُشار إليه باسم خلل التنسُج الوركي الخلقي، أو خلع الولادة، وهو حالة تحدث عند عدم تكوّن مفصل الورك بصورة صحيحة، حيث مفصل الورك يربط عظم الفخذ بالحوض، والجزء العلوي من عظم الفخذ يبدو في هيئة دائرة، أمّا الجزء الآخر من مفصل الورك يبدو في هيئة مقبس ملائم لشكل الجزء العلوي من عظم الفخذ، ويجلس رأس الفخذ داخل هذا المقبس ليكوّن مفصل الورك السليم، أمّا في حالة خلع الورك الخلقي يصبح مقبس الورك ضحلًا، بحيث لا يتمكّن من تثبيت رأس الفخذ داخله بإحكام، أو في الحالات الشديدة قد يبدو عظم الفخذ خارج المفصل تمامًا، وهذه الحالة أكثر شيوعًا لدى الإناث والأطفال البكر.^[١]

أعراض خلع الورك الخلقي

تختلف أعراض خلع الورك الخلقي باختلاف عمر الطفل، ويلاحظ الآباء وجود ساق أطول من أخرى عند الأطفال الرضَع، ومفصل الورك أقل مرونة من الآخر عند بدء المشي، ويعاني الطفل من العرج عند بدء المشي، وعلى الرغم من أنّ هذا الاضطراب أكثر شيوعًا منذ ولادة الشخص، لكنه قد يصيب الأشخاص البالغين، فعند المراهقين والشباب تبدو أول علامة يلاحظها هؤلاء ألم الورك أو العرج، ويسمع الشخص صوت فرقعة من المفصل، لكن لا تُعدّ هذه الأعراض مخصصة لهذا الاضطراب، بل تبدو علامات لاضطرابات الورك الأخرى.^[٢]

يعاني الطفل المصاب بهذا الاضطراب من ألم عند ممارسة الأنشطة الرياضية، ويظهر الألم بصورة رئيسة في مقدمة الفخذ، لكن يشعر به أيضًا في جانب الورك أو خلفه، وقد يبدأ هذا الألم تدريجيًا بصورة متقطعة، لكن بمرور الوقت يصبح أشد كثافة وتكرارًا، وفي الحالات الشديدة يرافق الألم عرجٌ خفيفٌ،^[٢] وتجب مراجعة الطبيب وتشخيص الحالة في أقرب وقت ممكن، إذ إنّ التشخيص والعلاج المبكر يساعدنا في حماية الطفل من أي خلل في نموه، والحفاظ على حركة مفصل الورك بصورة طبيعية مستقبلًا.^[١]

ما مضاعفات خلع الورك الخلقي؟

إذا لم يتلقَّ الطفل المصاب بخلع الورك الخلقي العلاج المناسب فإنّه يعاني من العديد من المضاعفات المؤلمة طويلة الأمد، والتي تتضمن ما يأتي:^[٣]

• تمزّق الشفا الوركي (Hip labral tear)، وتنجم هذه الحالة من تلف الغضروف الذي يُبطِّن تجويف مفصل الورك.
• التهاب مفصل الورك التنكسي، الذي يُشار إليه أيضًا بأخشونة مفصل الورك، وتسبب هذه الحالة ألم الورك وتيبسه.
• خلع مفصل الورك، ذلك نتيجة خروج رأس عظم الفخذ من المفصل بشكل كامل.
• عدم استقرار مفصل الورك، ويسبب هذا الارتخاء الألم في المفصل وضعفه.

أسباب خلع الورك الخلقي

يتكوّن مفصل الورك بصورة طبيعية من غضروف مرن يتصلب تدريجيًا إلى عظم، ويجب لرأس الفخذ أن يتناسب مع مقبس الورك لكي يعملان بمنزلة مفصل متحد، وإذا لم يتناسبا بالصورة الكافية لن يكوِّن المقبس العمق المناسب لتكوّن المفصل، ويتحرك رأس الفخذ من موضعه في رحم الأم؛ نتيجة عدم توفر المساحة الكافية، خاصةً خلال الشهر الأخير من الحمل، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين مقبس ضحل غير مناسب لتكوين المفصل، ويزداد خطر الإصابة في خلع المفصل الوركي لدى الأطفال البكر، والأجنة كبيرة الحجم، أو تلك التي تتخذ الوضع المقعدي داخل الرحم، ويزيد تقطيم الأطفال بشدة مع وضع الورك والساق بوضعية مستقيمة من خطر الإصابة بخلع الورك.^[٤]

تشخيص خلع الورك الخلقي

يحتاج الطبيب إلى إجراء الفحص البدني في الأيام الأولى من حياة الطفل، ومرة أخرى بعد نحو شهرين للتأكد من عدم الإصابة بخلع الورك الخلقي، لكن لا يعاني الطفل من أي علامات في السن المبكرة؛ لذا يساعد كلٌّ من الأشعة السينية (X-rays)، والموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب (CT scans) في التشخيص لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم على الستة أشهر، فتمكّن هذه الفحوصات الأطباء من رؤية محتوى مفصل الورك، وتحديد وجود أي خلل أو تلف في المفصل.^[٥]

علاج خلع الورك الخلقي

يحتاج الأطفال المصابون بخلع الورك الخلقي إلى مراجعة جراح عظام الأطفال، وهو طبيب اختصاصي في أمراض العظام للأطفال، ويهدف علاج هذا الاضطراب إلى إدخال كرة رأس الفخذ في مقبس الورك والحفاظ عل موقعه هناك، ذلك حتى ينمو المفصل بصورة طبيعية، ويعتمد العلاج بصورة أساسية على عمر المصاب، وتتضمن خيارات العلاج ما يأتي:^[٦]

• التثبيت، يحتاج الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الستة أشهر إلى وضع دعامة، وتُسمّى الدعامة المستخدمة في هذه الحالات جهاز بافليك (Pavlik harness)، ويساعد هذا الجهاز في إدخال رأس الفخذ في مقبس الورك، ويستمر هذا العلاج بين الستة إلى الاثني عشر أسبوعًا، ويخضع الطفل للفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية وغيره من الفحوصات كل أسبوع إلى ثلاثة أسابيع أثناء ارتداء هذا الجهاز، كما يضبط الطبيب الجهاز بشكل مناسب للطفل أثناء الزيارة، وينجح هذا الجهاز في العلاج، ولن يحتاج معظم الأطفال إلى تلقي أي علاج آخر، لكن في بعض الحالات النادرة لا ينجح هذا العلاج في إبقاء رأس الفخذ في مقبس الورك، وعندها لا بُدّ من اللجوء إلى العلاجات الأخرى.
• إرجاع رأس الفخذ في مقبس الورك يدويًا وتثبيته، ويحتاج الطفل إلى هذا العلاج عند عدم نجاح الطريقة السابقة، أو عند تأخر المصاب في طلب الرعاية الصحية لما بعد سن الستة أشهر، ولإجراء هذا العلاج يحتاج الطفل إلى التخدير العام؛ ذلك لكي لا يشعر بأي ألم، ويتبع الجراح الخطوات الآتية:
  • ضخّ مادة صبغية في المفصل لرؤية الجزء الغضروفي من رأس الفخذ.
  • تحريك رأس فخذ الرضيع لكي يعود إلى داخل مقبس الورك.
  • وضع دعامة على الورك، للحفاظ على موقعه الطبيعي، ويستمر الطفل في ارتداء الجبيرة ما بين الشهرين والأربعة أشهر.
  • إرخاء العضلة الضاغطة على الورك أثناء هذا الإجراء.

• إرجاع رأس الفخذ في مقبس الورك جراحيًا وتثبيته، يحتاج الطفل إلى الإجراء الجراحي عند عدم نجاح أي من الإجراءين السابقين، أو عند تأخر المصاب في طلب الرعاية الصحية لما بعد الثمانية عشر شهرًا، ويحتاج هذا الإجراء إلى التخدير العام، ويتبع الجراح الخطوات الآتية:
  • صنع شق في الجلد، وتحريك العضلات المحيطة بعيدًا؛ ذلك بهدف رؤية مفصل الورك مباشرةً.
  • إعادة رأس الفخذ إلى مكانه، وإغلاق الشق الجراحي باستخدام غرز خاصة.
  • وضع دعامة لورك الطفل لإبقائه في مكانه، ويستمر الطفل في ارتداء هذه الدعامة ما بين الستة إلى الاثني عشر أسبوعًا.
  • إجراء جراحة على عظم الحوض أحيانًا؛ بهدف تعميق مقبس المفصل في الورك، خاصةً للأطفال الذين تزيد أعمارهم على الثمانية عشر شهرًا.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Developmental dysplasia of the hip", nhs, Retrieved 8-7-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "What Is Hip Dysplasia?", webmd, Retrieved 8-7-2020. Edited.
3. ↑ "Hip Dysplasia: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 8-7-2020. Edited.
4. ↑ "Hip dysplasia", mayoclinic, Retrieved 8-7-2020. Edited.
5. ↑ "Hip Dysplasia: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, Retrieved 8-7-2020. Edited.
6. ↑ "Developmental Dysplasia of the Hip", kidshealth, Retrieved 8-7-2020. Edited.