محتويات
غزو أحد
غزوة أحد هي المواجهة الثانية للمسلمين مع المشركين؛ فقد تبعت غزوة بدر، وقد وقعت في السابع من شوال للعام الثالث الهجريّ بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين، وأبو سفيان للمشركين، وقد كان كلّ من خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جعل يقودان فرسانهم.
سبب غزوة أحد
بعد أن انتصر المسلمون على قريش في غزوة بدر؛ أرادت قريش استعادت مجدها وعزّتها؛ فبدأ أبو سفيان بشنّ عدّة حملات ضدّ المسلمين، إلّا أنّها كانت أقرب لأعمال قطّاع الطرق؛ فلم ينل منها الشيء الكثير، وفي هذه الأثناء كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يحاول تفريق شمل القبائل المحالفة لقريش؛ كي لا يجتمعوا على المسلمين، وقد نجح زيد بن حارثة في الاستيلاء على قافلة من قوافل قريش؛ ممّا جعل قريش ترى في المسلمين تهديداً حقيقياً لتجارها، ومكانتها وهيبيتها عند العرب؛ مما دفعهم لتجهيز العدّة والعتاد، ومن ثمّ الخروج لمواجهة المسلمين.
عندها رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستقرّوا في المدينة، فإن قدِم المشركون قاتلوهم في طرقها أو على حدودها؛ فوافقه في ذلك مجموعة من الصحابة، إلّا أنّ الشباب فضّلوا الخروج؛ حتّى لا يظنّ المشركون أنّهم يخشون مواجهتهم، ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيته بعد أن صلّى الجمعة، ولبس لباس الحرب، وتهيأ والمجاهدون للخروج.
القوّة والعتاد في أحد
شارك في الغزوة ما يُقارب سبعمائة مقاتل من المسلمين، وثلاثة آلاف مقاتل من المشركين، منهم ألفَ قرشيّ، وألفان من حلفائهم من ثقيف وكنانة وغيرها، إضافة إلى البعير، والخيل، والدروع.
سير المعركة في أحد
التقى الفريقان عند جبل أحد، وحقّق المسلمون نصراً واضحاً في بداية المعركة؛ فبدأ المشركون بالتراجع، ولمّا شاهد الرماة ذلك نزلوا عن جبل أحد، وكان الرسول صلّى الله عليه وسلم قد أمرهم بالوقوف عليه لحماية ظهور المجاهدين، إلّا أنّهم خالفوا أمره اعتقاداً منهم أنّ المعركة قد انتهت؛ ممّا دفع مجموعة من فرسان قريش للالتفاف بقيادة خالد بن الوليد، ثمّ مباغتة المسلمين من الخلف؛ مما بدّل موازين المعركة؛ فقد تطاول المشركون على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وحاولوا قتله، إلّا أنّ عدداً من الصحابة دافعوا عنه ببسالة وقدّموا التضحيات في سبيل حمايته.
نتائج غزوة أحد
خسر المسلمون في غزوة أحد، واستشهد منهم سبعون رجلاً، وقد كانت هذه المعركة بمثابة ابتلاء للمسلمين وتمحيصاً لهم؛ فقد كشفت عن العديد من المنافقين، كما انتشر فيها خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، مما هيّأ نفوس المسلمين لاستقبال خبر وفاة الرسول لاحقاً. أمّا الآثار السياسية فتمّثلت في أنّ اليهود استغلّت هذه الخسارة لنشر الفتن والخلافات في المدينة، كما أنّ الكثير من قبائل البدو حول المدينة اعتقدوا أنّ بإمكانهم قتال المسلمين الآن؛ بما أنّ ميزان القوّة قد اختلف، وضعفت شوكة المسلمين بنظرهم.