ما يستفاد من سورة طارق
تضمّنت سورة الطارق مجموعة من الفوائد نذكرها على النحو الآتي:[١]
- إثبات حفظ الله للإنسان ورعايته له
جاء القسم في مطلع السورة بالنّجوم التي تضيء السماء في اللّيل، وقد استخدمها الناس لتدلّهم على الطريق في ظلمات اللّيل، ثمّ أخبر الله بما جعل لكل إنسان من الملائكة التي تحفظه، فقال -تعالى-: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ* إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ).[٢]
- إقامة الأدلّة على أنّ الله قادر على بعث الخلق كرّة أخرى
طرحت السورة مجموعة من الأدلّة التي تبيّن قدرة الله على إحياء الناس من بعد موتهم من أجل البعث والحساب، قال -تعالى-: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ* إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ).[٣]
- إثبات الحساب يوم القيامة
أوضحت السورة أنّ الله يكشف يوم القيامة ما أخفى العبد، فقال -تعالى-: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ* فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ).[٤]
- إثبات أنّ القرآن منزل من عند الله سبحانه
ذكرت الآيات معجزة رسول الله الخالدة، وهي القرآن الكريم، وقيام الحجّة به على الناس، ووعيد الكافرين، وإمهال الله لهم ثمّ بيان جزاؤهم عند الله، قال -تعالى-: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ* وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ* إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ* وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ)..[٥]
- التأكيد على أنّ الله سيعذب الكافرين
قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا* فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)،[٦]ففي هذه الآيات إيناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين، أنّ الله سيهلك الكافرين ويعذبهم، فلا تستعجل عذابهم، وفيها تأكيد على أنّ كيد الكافرين ضعيف.[٧]
التعريف بسورة طارق
تعدّ سورة الطارق من السور المكيّة، ويبلغ عدد آياتها سبع عشرة آية بواحدٍ وستين كلمة، ورد في فضلها الحديث الضعيف عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من قرأها أعطاه الله من الأجر بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات)،[٨] وتعود تسميتها إلى ما افتتحت به السورة من القسم بالطارق.[٩]
وتقع بعد سورة البروج في ترتيب القرآن الكريم، وترتبط بها بما ورد في سورة البروج عن تكذيب الكافرين، فقال -تعالى-: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ)،[١٠] ثمّ ذكرت الآيات في سورة الطارق بدء خلق الإنسان، وعظيم أمر القرآن الذي كذّبه هذا الإنسان به، فكان معرضاً عنه.[١١]
موضوعات سورة الطارق
ذكرت سورة الطارق مجموعة من الموضوعات التي ظهرت من خلال الآيات، نذكر هذه الموضوعات فيما يأتي:[١١]
- القسم بالسماء وما فيها من النجوم، والكواكب التي تزيّنها، وأنّ لكل نفس ملائكة يحفظونها.
- الدعوة إلى التفكّر في أصل خلق الإنسان، وأنّ الذي خلقه أول مرة من العدم لا يُعجزه أن يعيد خلقه مرةً أخرى.
- القسم بالسماء التي تنزل منها المطر، والأرض التي تنبت منها النباتات، والقرآن كتاب الحق الذي يفرّق بين الحق والباطل، ومع ذلك فقد اشتدّ كيد الكفار في الإعراض عنه، لكنّ الله أشدّ كيداً منهم في تعذيبهم ولا يملكون أن يدفعوا هذا العذاب عن أنفسهم.
- طلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الله أن يمهل الكافرين قبل أن يوقع العقوبة بهم.
المراجع
- ↑ حذيفة مهدي (2015)، "التناسب في القرآن الكريم سورة الطارق أنموذجاً "، مجلة سر من رأى، العدد 43، المجلد 11، صفحة 177-178. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق ، آية:1-4
- ↑ سورة الطارق ، آية:5-8
- ↑ سورة الطارق ، آية:9-10
- ↑ سورة الطارق ، آية:11-14
- ↑ سورة الطارق، آية: 14-17.
- ↑ [جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 186. بتصرّف.
- ↑ أبو بكر الحداد (2008)، التفسير الكبير تفسير القرآن العظيم، للإمام الطبراني (الطبعة 1)، الأردن :دار الكتاب الثقافي، صفحة 475، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ الفيروزآبادي (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة :المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، صفحة 512، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق ، آية:19
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1993)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، مصر :الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، صفحة 1862، جزء 10. بتصرّف.