ما ينوب عن المفعول المطلق

كتابة:
ما ينوب عن المفعول المطلق

المفعول المطلق

المفعول المطلق من المنصوبات في اللغة العربيَّة، وهو اسم يؤكد عامله مثل: "سرتُ سيرًا"، ويبيّن عدده ونوعه زيادةً على التوكيد مثل: "درستُ دراسةَ الطامحين"، وسُميَ مفعولًا لأنَّه المفعول الحقيقي للفاعل، إذ لم يوجد من الفاعل إلا ذلك الحدث، ووصف بالمطلق؛ لأنَّه غير مقيد كغيره من المفاعيل بذكر شيء بعدده كالمفعول به ومعه وفيه ولأجله، والأصل في المفعول المطلق أن يكون مصدرًا، وما جاء منصوبًا على المفعولية المطلقة، وليس مصدرًا فهو نائب عن المصدر، وسيتحدث هذا المقال عن ما ينوب عن المفعول المطلق.[١]

العامل في المفعول المطلق

العامل فيه هو واحد من عدّة عوامل بحسب رأي أغلب النحاة، والتي تأتي على اختلافها من لفظ المفعول المطلق، وأولها هو الفعل الأصلي ويشترط في الفعل أن يكون غير تعجبي ولا ناقص ولا مُلغى عن العمل، ومثال على ذلك قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا}،[٢]كما يعمل في المفعول المطلق أشباه الأفعال مثل المصدر ومثال ذلك قوله تعالى: {فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا}،[٣]ويعمل في المفعول المطلق الصفة المُشبهة باسم الفاعل التي تدل على الحدوث والتجدد مثل: "أحمدٌ مجتهدٌ ابنه اجتهادًا"، ويعمل فيه اسم الفاعل مثل: "أنا قارئ قراءة نافعة"، أو اسم المفعول مثل: "الكريم محمود حمدًا بالغًا"، أو صيغة المبالغة مثل: "المؤمن مقدام إقدامًا".[٤]

حذف العامل في المفعول المطلق

يجوز حذف عامل المصدر المبين للنوع أو العدد إن وجد في الكلام ما يدل عليه كالقول للقادم من سفر مثل: "قدومًا مُباركًا" أو للعازم على الرحيل مثلًا: " سفرًا ميمونًا" ومنه "حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا"، أو كالقول: "درسًا متصلًا، ونَعَمْ قراءتين" جوابًا عن السؤال: "هل تدرس منهاجك؟ وهل قرأت الدرس؟"، أما عامل المصدر المؤكد فلا يحذف؛ لأنَّه سيق لتأكيد معنى العامل نفسه وتقويته وتقرير المراد منه والحذف منافٍ لذلك كلّه، وما جاء منه محذوفًا فجعله النحاة بابًا قائمًا بنفسه وهو باب المصدر النائب عن فعله، وهو المصدر الذي أنابه العرب عن فعله ومنعوا ذكر الفعل معه مثل: " تبًا للخائن وسحقًا للعدو".[٤]

أنواع المفعول المطلق

قبل الحديث عمّا ينوب المفعول المطلق، لا بدّ من الإشارة إلى أنواع المفعول المطلق وهو ثلاثة أنواع إما مصدر مؤكّد لمعنى الفعل أو مصدر مبيِّن للنوع أو مصدر مبين للعدد، والمصادر التي تؤكد الفعل تُسمى مصادر مُبهمة، أمَّا المصادر المبينة للنوع أو المبينة للعدد فتُسمى المصادر المختصة، وهي كالآتي:[٤]

  • المصدر المؤكِّد: ويأتي دالًا على حدث الفعل مثل: "كسرت الزجاج تكسيرًا"، فهو لا يبين عددًا أو صفة، ولا يُضيف أيّ إضافة للجملة سوى التأكيد.
  • المصدر المبين للنوع أو العدد: فمن الممكن أن يكون المفعول المطلق مصدرًا مبينًا للنوع إمَّا بالنعت مثل: "حلمتُ حلمًا جميلًا"، أو بالإضافة مثل: "قلتُ قول الحق"، وقد يأتي المفعول المطلق كذلك مبينًا للعدد مثل: "ضربتك ضربتين" ويأتي لبين عدد المرات التي وقعها الفعل،.
  • المصدر النائب عن فعله: وهو مصدر أنابه العرب عن فعله ومنعوا ذكر الفعل معه لمنع اجتماع العوض والمُعَوَّض، وهو إمَّا مصادر استخدمت وليس لها فعل مثل: "ويل زيد وويحه"، أو مصادر قامت مقام فعلها ولها فعل مستعمل مثل: "سكوتًا لا كلامًا" أو "سقيا بك ورعيا" أو "صبرًا لا جزعًا".

ما ينوب عن المفعول المطلق

ينوب عن المفعول المطلق لفظ آخر ولا يكون مُشتقًا من لفظ الفعل، ولا يكون حتى مصدرًا، وهذا المصدر يُنصب على المفعوليَّة، ويؤدي الوظيفة الدلاليّة والمعنوية ذاتها التي يقوم بها المفعول المطلق، كما أنَّه يكون له حكمه في الإعراب، ويُسمى هذا اللفظ نائب مفعول مطلق كما يُسمى نائب عن المصدر، وينوب عن المفعول المطلق ما يأتي:[٥]

  • صفتهُ مثل: "درست أفضلَ دراسةٍ" والأصل: درست دراسةً أفضلَ دراسةٍ.
  • ضمير المصدر مثال ذلك قوله تعالى: {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}.[٦]
  • الإشارة إلى المفعول المطلق ويغلب أن يأتي بعد الإشارة مصدر كالمحذوف مثل: "أحسنَ الاجداد في كفاحهم وعلمهم، فينبغي أن نسير على آثارهم فنكافح ذلك الكفاح".
  • ما يشاركه في أصل مادة الاشتقاق وهو إمَّا اسم مصدر مثل: "أعتنك عونًا وكلمتك كلامًا"، أو مصدر لفعل آخر كقوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}.[٧]
  • ما دلَّ على نوع المفعول المطلق مثال: "قعدَ القرفصاء ورجع القهقرة".
  • مرادف المصدر مثل: "ضحكت تَبسُمًا"، قمتُ للعالم وقوفًا".
  • ما دلَّ على آلة المصدر التي عُرفت في إحداثه مثل: " ضربت المذنب صوتًا" .
  • ينوب عن المفعول المطلق لفظا "كلّ وبعض" وما في معناهما مضافة لمثل المصدر المحذوف مثل: "أحبب عملك كلَّ الحبّ"، "أكرم الزائر بعضَ الإكرام"، "وأخلص في مودتك جميع الإخلاص".
  • ما دلَّ على هيئةِ المصدر مثل: "مشى اللصّ مشية الهرّ، ووثب الشجاع وثبةَ النمر".
  • وينوب عن المفعول المطلق "ما" و "أيّ" الاستفهاميتان أو الشرطيتان و "مهما" الشرطيَّة إذا دلَّت على الحدث كقوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.[٨]

أحكام المفعول المطلق

المفعول المطلق المؤكد لعامله لا يُثنى ولا يُجمع باتفاق؛ لأنَّه قُصد به الجنس مثل: "ماء، خل، زيت"، ولأنَّه بمنزلة تكرار العمل فيقال: "فاز المجدّ أو المجدان أو المجدون فوزًا"، والمصدر المبين يثنى ويجمع باتفاق مثل: "قابلتك مقابلتين" أو "زرت أخاك ثلاث زورات"، والمصدر المبين للنوع تجوز فيه التثنية والجمع على الأرجح كما في قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}،[٩] "سلك معاوية في حكمه سلوكي الحكيم: الشدةُ واللين".[٥]

المراجع

  1. "المفعول المطلق "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2019. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية: 164.
  3. سورة الإسراء، آية: 63.
  4. ^ أ ب ت "لمفعول المطلق"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب " المفعول المطلق "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2019. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية: 115.
  7. سورة المزمل، آية: 8.
  8. سورة الشعراء ، آية: 227.
  9. سورة الأحزاب، آية: 10.
3313 مشاهدة
للأعلى للسفل
×