مبطلات الصيام عند الرجل

كتابة:
مبطلات الصيام عند الرجل

مبطلات الصيام

فَرَضَ الله -تعالى- الصيام على المسلمين، وجعله رُكناً من أركان الإسلام التي لا بد للفرد من الإتيان بها وإتقانها؛ وذلك لتحقيق هدف عظيم وغاية جَلِيَّة ألا وهي التقوى، فقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[١] إلا أنَّ هناك مبطلات للصيام، وتشترك الكثير من مبطلات الصيام بين الرجال والنساء، ولكن سوف نتفرد بذكرِ مبطلات الصيام عند الرجال.

مبطلات الصيام عند الرجل

الجِماع

ويعتبر من أعظم المفطرات وأغلظها، فمن جامع امرأته في نهار رمضان مختارًا متعمدًا، وأدخل قُبُلهُ في قُبُلِها فقد بَطُل صومه وفسد، سواء أنزل منيًّا أم لم يُنزل، وعليه توبة وإتمام ذلك اليوم، والقضاء والكفارة المغلظة.[٢]

وذلك لما ثبت أنه: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا)، إلى آخر الحديث.[٣][٢]

الاستمناء

وهو استخدام اليد أو غيرها لإنزال المني، وهو فعلٌ مستقبح محرَّم لقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).[٤][٢]

ويُفطر الاستمناء أثناء الصيام، ويترتب عليه إكمالُ صيام ذلك اليوم وقضاؤه في يوم آخر والمسارعة إلى التوبة؛ لقول الله -تبارك وتعالى- في الحديث القُدسي: (يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي)،[٥] أمَّا من استمنى ولم يُنزل المني فعليه التوبة وصيامه صحيح.[٢]

الأكل والشرب

لا شك أن تناول الطعام والشراب متعمِّدًا بعد ظهور الفجر الصادق يبطل الصيام ويجعله فاسدًا، فكل ما دخل مريء الإنسان وجوفه من الطعام والشراب بعد هذه المُدَّة يُفسد الصيام، قال -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).[٦]

التدخين

التدخين آفة عظيمة وعادة قبيحة منتشرة في مجتمعاتنا في هذا الزمن، وقد ابتُلي فيها كثيرٌ من الناس، وعدَّ العلماء التدخين من مبطلات الصيام وذلك لأنها تَدخل المريء والجوف، وكذلك المبالغة في استنشاق البخور، أما الروائح الطيبة فلا تُبطل الصوم.[٧]

قال بعض أهل العلم: "فبالنسبة للأكل والشرب سواء كان حلالاً أم حراماً، وسواء كان نافعاً أم ضاراً أو لا نافعاً ولا ضاراً، وسواء كان قليلاً أم كثيراً، وعلى هذا فشُرب الدخان مفطر، ولو كان ضاراً حراماً".[٨]

الحُجامة

يُفطر الصائم إذا احتجم عند بعض أهل العلم؛ وذلك لخروج الدم من جسمه فيصبح ضعيفًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أفطر الحاجم والمحجوم)،[٩] ويُقاس عليها الفصد والتبرُّع بالدم أما أخذ عينات الدم وذلك للفحص الطبي فلا بأس به، وأما إذا خرج الدم من الجسم كجرح أو قلع سن أو غيرها فلا تُفطر الصائم، أما عند الجمهور فهي غير مفطرة ودليلهم احتجام النبي وهو صائم -عليه الصلاة والسلام-.[٨]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:183
  2. ^ أ ب ت ث محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 3155. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1111، صحيح.
  4. سورة المعارج، آية:31
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1894 ، صحيح.
  6. سورة البقرة، آية:187
  7. ابن عثيمين، كتاب فصول في الصيام والتراويح والزكاة، صفحة 8. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب 48 سؤالا في الصيام، صفحة 8.
  9. رواه أبو داود، في سنن أبو داود، عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:2370 ، صحيح.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×