متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت

كتابة:
متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت

ما هي متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت؟ وما هي أعراضها؟ ومتى تتطلب العلاج؟ إليك الإجابة في ما يأتي:

في هذا المقال سنخصص الحديث حول حالة صحية نفسية غريبة تعرف باسم متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت أو التهاذر (Witzelsucht)، وأعراضها وكيفية العلاج.

ما هي متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت؟

صحيح أنه في كل مكان لا بد أن تجد شخصًا ما مولعًا بإلقاء النكات المضحكة طوال الوقت، لكن بعض الناس لا يعني إلقاءهم للنكات بشكل مستمر وجود الرغبة بإضحاك الآخرين، وإنما هي حالة مرضية غريبة تجعلهم يُدمنون على قول النكات والسخرية من الآخرين.

ذلك بسبب إصابتهم باضطراب يجعل عندهم إدمانًا غريبًا على قول النكات في كل لحظة وفي كل وقت وهو حالة طبية نادرة تتمثل بتغير في سلوك المصاب حيث يميل إلى إلقاء نكات غير ملائمة في أوقات غير مناسبة.

أسباب الإصابة بمتلازمة الإلقاء المتواصل للنكت

هذا الاضطراب ينتج بسبب حدوث تلف في الفص الجبهي في منطقة القشرة الأمامية المدارية (Orbitofrontal cortex) في الدماغ، فهذه المنطقة مسؤولة عن وظائف المعالجات المعرفية واتخاذ القرارات، وفي التحكم وتعديل السلوك الاجتماعي.

هذا التلف له أسباب عدة، مثل: وجود أورام أو كتل سرطانية، أو التعرض لحوادث أدت إلى النزيف الدموي، أو حدوث جلطات دماغية، أو الإصابة بالتهابات بكتيرية أو فيروسية. 

ما هي أعراض متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت؟

يؤدي هذا الاضطراب إلى ظهور الأعراض الآتية:

1. الثرثرة بقصص لا جدوى منها

يلقي المصابون بهذا المرض نكتًا غير مفهومة أو غير مركبة ومتوازنة، بحيث أن أجزاء الطرفة لا تتناسب مع بعضها البعض، وتكون أكثرها من نوع الجناس والتلاعب بالألفاظ مثال ذلك عند قول أحدهم أنه يعاني من ألم في بطنه فيقول له ألم حبر أم ألم رصاص.

ويقوم بمثل هذا التلاعب اللفظي في أي وقت وفي كل وقت، ويكرر هذا السلوك بشكل طفولي وسخيف وغير مناسب لمكانته وعمره.

2. فرط النشاط الجنسي

إن المُصابين بهذا الاضطراب قد يعانون أيضًا من فرط النشاط الجنسي ويميلون إلى الإكثار من استخدام الألفاظ والتعليقات الجنسية بشكل غير ملائم وفي أوقات غير مناسبة.

بالإضافة لذلك فإن المصابين بهذا المرض يعانون من الاندفاعية وعدم القدرة على التحكم بالذات وكبح الجماح، والعجز في التعامل مع العواطف وترتيب المشاعر، والانشغال الزائد بالجنس، والصلابة المعرفية وعدم القدرة على تفهم مشاعر الآخرين.

3. البلادة وعدم إظهار أي رد فعل

من ناحية أخرى فإن من يعاني من هذه المتلازمة لا يظهر عليه أي رد فعل عاطفي على النكتة، ويواجه صعوبة في تفسير كامل لمحتوى النكتة، سواءً أكان قد ألقاها المريض بنفسه أو ألقاها أحد غيره.

ويكون هناك عدم استجابة تصل إلى حد البلادة في ردة فعله على نكت الآخرين ويرجع هذا بسبب عدم وجود وتفكك الارتباط ما بين العمليات المعرفية والردود العطافية لمحفزات النكتة نفسها.

بمعنى أنه حتى عندما يفهم المريض النكتة وما يضحك فيها فإنه لا يضحك ولا يعبر عن ذلك حتى بابتسامة وحتى لو استوعب الأساس المعرفي من الفكاهة فإنه لا يستجيب بشكل فعال أيضًا.

4. أعراض أخرى لمتلازمة الإلقاء المتواصل للنكت

والتي تشمل على:

  • التلاعب بالألفاظ حتى بعد تلقيه تلميحات من الناس تعي برفضهم لهذا السلوك الشاذ.
  • عدم إدراك المصاب أنه على خطأ ويعتقد أن ما يفعله أمر طبيعي، لذلك فإنهم لا يستجيبون لردود فعل الآخرين.

علاج متلازمة الإلقاء المتواصل للنكت

العلاج الأمثل لهذا الاضطراب يكون بعلاج المسبب، مثل: استئصال الورم، وعلاج الالتهاب.

ولكن في بعض الحالات التي يكون فيها التلف الدماغي دائمًا ولا مجال لترميمه يتم الاستعانة بالعلاجات الدوائية، فقد تبين أن استخدام مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRI) له دور كبير في التقليل من أعراض هذا الاضطراب والسيطرة على السلوك الغريب. 

بالإضافة إلى وجود دور مساعد لأدوية منظمات المزاج وأدوية مضادات الذهان، ولكن بسبب ندرة هذا الاضطراب وقلة الحالات المصابة به فلا يوجد دراسات مبنية على الأدلة العلمية متينة توضح العلاج الأمثل لهذا الاضطراب.

3185 مشاهدة
للأعلى للسفل
×