متلازمة الذهان الخبيث معلومات هامة

كتابة:
متلازمة الذهان الخبيث معلومات هامة

ما هي متلازمة الذهان الخبيث؟ ما هي علاقتها بمضادات الذهان؟ ما هي أعراضها؟ وهل من الممكن علاجها؟ معلومات هامة نوردها في المقال الآتي.

متلازمة الذهان الخبيث هي مشكلة صحية نادرة يطلق عليها طبيًّا اسم المُتَلاَزِمَة الخَبيثَة للدَّواءِ المُضادِّ للذُّهان (Neuroleptic malignant syndrome - NMS)، فلنتعرف عليها في ما يأتي:

ما المقصود بمتلازمة الذهان الخبيث؟

متلازمة الذهان الخبيث هي حالة عصبية خطيرة غالبًا ما تظهر كنوع من المضاعفات الجانبية لاستخدام أدوية معينة، مثل مضادات الذهان (Antipsychotic drugs - Neuroleptic medication)، كما من الوارد أن تنشأ نتيجة لأسباب أخرى كذلك.

تؤدي هذه المتلازمة عادة لظهور مجموعة من الأعراض المميزة على المريض، أبرزها الحمى وتصلب العضلات.

في ما مضى كانت متلازمة الذهان الخبيث تفضي للوفاة بنسبة 76% من الحالات، ولكن ومع تطور الطب وزيادة الوعي حول هذه المشكلة، بدأت معدلات الوفاة بين المصابين بمتلازمة الذهان الخبيث بالانخفاض، لتصل في وقتنا الحاضر نسبة تتراوح ما بين 10-20%.

على الرغم من أن هذه المتلازمة قد تكون خطيرة، إلا أنها مشكلة صحية قابلة للعلاج، لا سيما إذا ما تم تشخيصها وعلاجها مبكرًا.

أسباب متلازمة الذهان الخبيث وعوامل الإصابة

هذه أبرز الأسباب والعوامل التي قد تحفز الإصابة بمتلازمة الذهان الخبيث: 

1. استخدام الأدوية المضادة للذهان

أحد أكثر أسباب متلازمة الذهان الخبيث شيوعًا هي استخدام مضادات الذهان، وهي أدوية تعمل على تثبيط إنتاج نوع معين من المواد الكيميائية في الدماغ يطلق عليه اسم الدوبامين (Dopamine)، وتستخدم عادة لعلاج أمراض مثل: الاضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder)، والفصام (Schizophrenia).

ومن الأمثلة على مضادات الذهان التي قد تسبب متلازمة الذهان الخبيث ما يأتي:

  • الأنواع القديمة من مضادات الذهان، مثل: الكلُوربرُومازين (Chlorpromazine)، والهالُوبِيرِيدُول (Haloperidol)، والبيرفينازين (Perphenazine).
  • الأنواع الحديثة من مضادات الذهان، والتي يطلق عليها الأطباء عادة اسم (Atypical antipsychotics)، مثل: الآريبْبِرازول (Aripiprazole)، والبريكسبيبرازول (Brexpiprazole)، والكلُوزابين (Clozapine).

على الرغم من أن تناول مضادات الذهان هي غالبًا السبب الشائع لهذه المتلازمة، إلا أن انطباق العوامل الآتية تحديدًا على المرضى الذين يستخدمون هذا النوع من الأدوية قد يرفع من فرص الإصابة: 

  • زيادة الجرعة الدوائية المستخدمة بشكل سريع.
  • استخدام جرعات عالية من الأدوية المذكورة.
  • الحصول على الأدوية من خلال الحقن.
  • تغيير الأدوية المستخدمة واستبدال بعض أنواع مضادات الذهان بأنواع أخرى.

2. استخدام بعض الأدوية المضادة للقيء والغثيان 

قد تنشأ متلازمة الذهان الخبيث أحيانًا نتيجة استخدام بعض الأدوية المخصصة لمقاومة الغثيان والتقيؤ، والتي قد تسهم كذلك في تثبيط الدوبامين، مثل الأدوية الآتية:

  • الدُومْبِيرِيدُون (Domperidone).
  • الدُروبِيرِيدُول (Droperidol).
  • المِيتوكلوبراميد (Metoclopramide).

3. التوقف عن استخدام أدوية مرض باركنسون

من أسباب متلازمة الذهان الخبيث المحتملة التوقف السريع عن استخدام بعض أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون، مثل دواء ليفودوبا (levodopa).

4. عوامل أخرى 

كما قد تسهم بعض العوامل الأخرى في رفع فرص الإصابة بهذه المتلازمة، مثل:

  • استخدام بعض أنواع الأدوية الأخرى، مثل: الليثيوم، ومضادات الاكتئاب، ودواء الرِيزِيرْبين (Reserpine) الخافض لضغط الدم.
  • الإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: بعض الأمراض العصبية، والتجفاف.
  • وجود إصابة سابقة بمتلازمة الذهان الخبيث في تاريخ المريض الطبي. 

أعراض متلازمة الذهان الخبيث 

قد تتسبب متلازمة الذهان الخبيث بتحفيز ظهور أعراض غالبًا ما يتم تصنيفها في 4 فئات رئيسة، كما يأتي:

1. مشكلات متعلقة بالحركة

غالبًا ما يظهر هذا النوع من الأعراض على هيئة تصلب عام في عضلات الجسم قد يترافق مع رعشة، وفي بعض الحالات قد تظهر مشكلات الحركة المرتبطة بمتلازمة الذهان الخبيث على هيئة أعراض أخرى، مثل اضطراب حركي يدعى طبيًّا بالرقص (Chorea).

2. الحمى

غالبًا ما تترافق متلازمة الذهان الخبيث مع الإصابة بارتفاع حرارة الجسم، لتصل لمعدلات تتراوح ما بين 38-40 درجة مئوية.

3. مشكلات ذهنية وعصبية

قد يبدأ هذا النوع من الأعراض على هيئة نوع من الهذيان، لتتطور بعد ذلك لأعراض أكثر حدة، مثل: النوام (Lethargy)، وتوقف المريض عن التجاوب مع بيئته المحيط.

4. فرط النشاط اللا إرادي 

قد تتسبب متلازمة الذهان الخبيث بظهور نوع من الأنشطة اللاإرادية في الجسم والتي قد تؤثر سلبًا على الصحة، لتسبب مضاعفات مثل:

  • تسارع القلب.
  • اضطراب النظم.
  • تسارع الأنفاس.
  • اختلال ضغط الدم.
  • فرط التعرق، وفرط إنتاج اللعاب.

تشخيص متلازمة الذهان الخبيث

لتشخيص متلازمة الذهان الخبيث، عادة ما يتم تحري مدى مطابقة الحالة لبعض الشروط المعيارية، مثل قيام المريض باستخدام بعض أنواع مضادات الذهان لمدة تتراوح ما بين 1-4 أسابيع بالتزامن مع حصول الآتي:

  • ظهور الأعراض الآتية تحديدًا: ارتفاع درجة الحرارة، وتصلب العضلات.
  • ظهور 5 أعراض على الأقل من الأعراض الأخرى المذكورة أعلاه.

كما قد يتم إخضاع المريض لبعض الفحوصات التي قد تساعد على تأكيد التشخيص، مثل:

  • فحوصات الدم والبول.
  • مُخَطَّطُ كَهْرَبِيَّةِ الدِّماغ.

علاج متلازمة الذهان الخبيث 

لعلاج هذه المتلازمة، غالبًا ما يتم إدخال المريض لوحدة العناية المركزة في المشفى، حيث قد يتم إخضاعه للإجراءات الآتية:

  • إيقاف الدواء المضاد للذهان إن كان هذا هو السبب أو إعادة استئناف تناول دواء معين إن كان انسحابه من الجسم هو السبب.
  • خفض حرارة الجسم باستخدام الكمادات الباردة، وإخضاع المريض للتنفس الصناعي. 
  • استخدام أنواع معينة من الأدوية، مثل: أدوية لتحفيز استرخاء العضلات مثل دواء الدانتُرولِين (Dantrolene)، وأدوية مرض باركنسون التي قد تساعد على رفع مستويات الدوبامين مثل دواء الأَمانتادين (Amantadine).
  • المُعَالَجَة بالتَّخْلِيْجِ الكُهْرَبِيِّ (Electroconvulsive therapy).
7534 مشاهدة
للأعلى للسفل
×