محتويات
متلازمة باركنسون
متلازمة باركنسون هي عبارة عن اضطراب يصيب الحركة، ويؤثر على الجهاز العصبي، وتزداد أعراضها سوءًا بمرور الوقت، إذ يشخّص حوالي 50.000 حالة بمرض باركنسون في الولايات المتحدة سنويًا، ويتعايش حوالي نصف مليون شخص مع هذا المرض،[١]
وتصيب متلازمة باركنسون الرجال والنساء على حدٍ سواء، إلا أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بنسبة 50 في المئة من النساء عامةً، ويزداد خطر إصابة النساء به مع تقدم السن، وفقًا لدراسة أُجريت في فرنسا عام 2015،[٢][٣]
ويشيع مرض باركنسون لدى كبار السن غالبًا، إذ يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عامًا، فتبدأ الأعراض بالظهور لديهم نتيجة للتدهور تدريجيًّا للخلايا العصبية في جزء الدماغ المتوسط الذي يتحكم في حركات الجسم، ويمكن أن تساهم الأدوية في علاج أعراض مرض باركنسون والتقليل من العجز لدى الأشخاص.[٤]
أعراض متلازمة باركنسون
هناك العديد من الأعراض التي تظهر لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة باركنسون، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:[٥]
- الارتعاش والاهتزاز: إذ يصيب اليد أو الذراع بدايةً، ويزداد حدوثه عند استرخاء الأطراف.
- بطء الحركة: إذ تصبح حركات الجسم أبطأ من المعتاد، وينجم عن ذلك صعوبة في أداء المهام اليومية، والمشي بتثاقل وبخطوات صغيرة.
- تصلب العضلات: إذ يشعر المصاب بمتلازمة باركنسون بتصلب وشد في العضلات، مما يصعّب عليه التحكم في حركتها وتشكيل ملامح الوجه، وقد يعاني من تشنجات عضلية مؤلمة، وتعد هذه الأعراض الثلاثة الأعراض الرئيسية لمتلازمة باركنسون، وقد يعاني الأشخاص من أعراض جسدية ونفسية أخرى، ومنها ما يأتي:
- مشاكل في التوازن: فقد يتعرض المصاب للسقوط أو إيذاء نفسه.
- آلام الأعصاب: فقد يشعر الشخص بأحاسيس مزعجة، مثل الحرق، أو البرودة ،أو الخدر.
- مشاكل في التبول: كالتبول المتكرر ليلًا أو سلس البول.
- الإمساك.
- ضعف الانتصاب لدى الرجال.
- صعوبة الإثارة وتحقيق النشوة الجنسية لدى النساء.
- الدوخة أو تشوش الرؤية أو الإغماء عند الانتقال من وضعية الجلوس، أو الاتكاء إلى وضعية الوقوف.
- فرط التعرق.
- صعوبة في البلع: مما يسبب سوء التغذية والجفاف.
- كثرة إنتاج اللعاب.
- الأرق: مما يسبب كثرة النعاس خلال النهار.
- الاكتئاب والقلق.
- ضعف الإدراك: إذ يعاني المصاب من مشاكل طفيفة في الذاكرة، ومشاكل تتعلق بالأنشطة التخطيطية والتنظيمية.
- الخرف: فقد يعاني الشخص المصاب بمتلازمة باركنسون من مشاكل حادة في الذاكرة، وتغيرات في الشخصية، ورؤية أشياء غير موجودة وتصديق الأوهام.
أسباب متلازمة باركنسون
تنشأ متلازمة باركنسون نتيجة لموت الخلايا العصبية في الدماغ، ورغم عدم تأكّد العلماء من المسبب الحقيقي لهذه المتلازمة، إلا أن هناك عددًا من الأسباب المحتملة، ومنها ما يأتي:[٣]
- انخفاض مستويات الدوبامين: يربط العلماء انخفاض مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي، مع الإصابة بمتلازمة باركنسون، ويحدث ذلك عند موت الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ، ويلعب الدوبامين دورًا في إرسال الرسائل إلى جزء الدماغ الذي يتحكم في الحركة والتنسيق، لذا يصعّب انخفاض الدوبامين من قدرة الأشخاص على التحكم في تحركاتهم، ويزيد من ظهور أعراض المرض لديهم.
- انخفاض مستويات النورايبنفرين: يلعب النورايبنفرين، وهو ناقل عصبي آخر، دورًا مهمًا في التحكم بالعديد من وظائف الجسم التلقائية، مثل دوران الدم، لذا يتسبب موت النهايات العصبية، المنتجة لهذا الناقل، لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة باركنسون، في ظهور مشاكل أخرى، إضافة الى المشاكل الحركية، مثل الإعياء، الإمساك، انخفاض ضغط الدم الانتصابي، والذي يحدث عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار.
- خرف أجسام ليوي: فقد يتواجد لدى المصابين بمتلازمة باركنسون كتل من البروتين في الدماغ، تعرف بأجساد ليوي، ويرتبط خرف أجسام ليوي مع هذه المتلازمة.
- العوامل الوراثية: قد تكون متلازمة باركنسون وراثية أحيانًا، وقد يشترك عدد من العوامل الجينية والبيئية في تكوّن هذه المتلازمة حسب اعتقاد العلماء، ومن العوامل البيئية المحتملة التعرض للسموم، مثل المبيدات الحشرية والمذيبات والمعادن وغيرها.
- عوامل المناعة الذاتية: فقد توصل العلماء الى دليل على وجود ارتباط جيني محتمل بين متلازمة باركنسون وحالات المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي،[٦] كما خلص الباحثون في السجلات الصحية في تايوان إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض الروماتيزم المناعية الذاتية أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة باركنسون بنسبة تصل الى 1.37 من أولئك الذين لا يعانون من تلك الأمراض[٧]
علاج متلازمة باركنسون
لسوء الحظ لا يوجد علاج شافي لمتلازمة باركنسون، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، وقد تتطلب بعض الحالات المتقدمة اللجوء إلى الإجراء الجراحي، وتساهم أدوية علاج الباركنسون في السيطرة على مشاكل المشي والحركة والرعشة عبر زيادة مستوى الدوبامين في الجسم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي:[٨]
- كاربيدوبا وليفودوبا: يعدّ الليفودوبا الدواء الأكثر فعالية في علاج متلازمة باركنسون، نظرًا لقدرته على دخول الدماغ عبر ارتباطه بكاربيدوبا لمنع تحوله خارج الدماغ إلى الدوبامين وضمان حدوث ذلك داخل الدماغ.
- تسريب كاربيدوبا وليفودوبا: يستخدم هذا الدواء عبر إدخال جل يحتوي على المادة الفعالة إلى داخل الأمعاء الدقيقة عبر أنبوب.
- المواد المساعدة للدوبامين: لا تتحول هذه الأديوية إلى الدوبامين، ولكنها تشابهُه في التأثير على الدماغ، ولكن هذه الأدوية ليست فعالة في تخفيف الأعراض كالكاربيدوبا والليفودوبا، وقد يعاني المصاب من بعض الأعراض الجانبية التي تتشابه كثيرًا مع أعراض كاربيدوبا وليفودوبا، مثل الهلوسة، والسلوك القهري.
- مثبِّطات أكسيداز أحادي الأمين ب: توقف هذه الأدوية عملية تعطيل الدوبامين في الدماغ من خلال تثبيط إنزيم أكسيداز أحادي الأمين ب، وقد يعاني المصاب من بعض الأعراض الجانبية، مثل الغثيان أو الأرق.
المراجع
- ↑ "Parkinson’s Disease", report.nih.gov, Retrieved 22-11-2018.
- ↑ Frédéric Moisan, Sofiane Kab, Fatima Mohamed, and others, "Parkinson disease male-to-female ratios increase with age: French nationwide study and meta-analysis"، jnnp.bmj.com, Retrieved 22-11-2018.
- ^ أ ب Yvette Brazier (19-10-2018) "Parkinson's disease and its causes"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-11-2018.
- ↑ "Understanding Parkinson's Disease -- the Basics", www.webmd.com,14-7-2017، Retrieved 22-11-2018.
- ↑ "Symptoms - Parkinson's disease", www.nhs.uk,9-6-2016، Retrieved 22-11-2018.
- ↑ Witoelar A, Jansen IE, Wang Y, and others (1-7-2017), "Genome-wide Pleiotropy Between Parkinson Disease and Autoimmune Diseases."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-11-2018.
- ↑ Chang CC, Lin TM, Chang YS, and others (2-2018), "Autoimmune rheumatic diseases and the risk of Parkinson disease: a nationwide population-based cohort study in Taiwan."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-11-2018.
- ↑ "Parkinson's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 8-12-2019. Edited.