متلازمة راي والأسبرين ما العلاقة بينهما؟

ما متلازمة راي؟

كثير من الأشخاص سمعوا عن تحذيرات كثيرة عن تناول الأطفال الأسبرين؛ خوفًا من وقوع مضاعفات خطيرة دون أن يعلموا ما هذه المضاعفات وما أعراضها. فالأسبرين دواء مشهور يُستخدَم عن طريق العديد من الناس، لكن له أعراض جانبية ومضاعفات مختلفة، ولعلّ أهمها متلازمة راي.

تُعرَف متلازمة راي بأنّها مرض خطير نادر يسبب تورُّم الكبد والدماغ، ويصيب أي شخص في أي عمر، لكنّه أكثر انتشارًا بين الأطفال واليافعين خلال مرحلة تعافيهم من عدوى فيروسية؛ مثل: الإنفلونزا والجدري المائي، وهي متلازمة مهددة للحياة؛ لذا يجب التوجه للطبيب فور الإصابة بها؛ لأنّ التشخيص والعلاج المبكر أمران مصيريان، لكن للأسف يخلط الأطباء بينها وبين الالتهاب السحائي أو السكري أو التسمم لتشابه الأعراض، كما قد يصعب عليهم تشخيصها بسبب عدم وجود اختبار محدد لتشخيص الإصابة بها^[١] فما علاقة هذه المتلازمة بتناول الأسبرين؟ هذا ما يجيب عنه هذا المقال.

ما علاقة دواء الأسبرين بمتلازمة راي؟

لا يعرف الأطباء السبب وراء الإصابة بمتلازمة راي، لكن توجد عدة عوامل تشارك في الإصابة بها، وأهم عامل والذي ثبتت علاقته الوثيقة بالإصابة بهذه المتلازمة استخدام الأسبرين في علاج المصاب بأعراض العدوى الفيروسية، كما وُجِدَ أنّها تحدث لدى الأطفال واليافعين، وبشكل خاص للمصابين منهم باضطراب أكسدة الأحماض الدهنية، وهو اضطراب أيضي يجعل أجسامهم غير قادرة على تكسير الأحماض الدهنية.

التركيب الكيميائي للأسبرين هو الساليسيلات؛ لذا فأي دواء له التركيب نفسه قد يحفّز الإصابة بمتلازمة راي؛ مثل: بسموث سبساليسيلات (Bismuth subsalicylate) وكذلك المنتجات المحتوية على زيت وينترغرين (Wintergreen)‏ التي تستخدم عادةً موضعيًا. لذا يُحذَّر من إعطاء أيٍّ من هذه الأدوية لأي طفل يشكّ في إصابته أو أصيب بالفعل بعدوى فيروسية، ويُحذّر عند تناول هذه الأدوية لعدة أسابيع من الحصول على لقاحات الفيروسات؛ مثل: لقاح الجدري المائي.^[٢]

ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الأسبرين؟

الأسبرين من أهم الأدوية وأقدمها وأكثرها استخدامًا في كل دول العالم، فهو أول دواء مكتشف من عائلة الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب (NSAID)، ويُستخدم لتسكين الألم وخفض الحرارة، وعلاج الالتهاب بالجرعات المرتفعة، كما يستخدم لمنع تكوين الجلطات الدموية والوقاية من الإصابة بالذبحة القلبية والسكتة الدماغية بجرعة صغيرة (75-81 ملليغرامًا فقط)، كما يستخدم بجرعات صغيرة للوقاية من سرطان القولون والمستقيم أحيانًا.^[٣]

يُؤخَذ الأسبرين طبقًا لتعليمات الطبيب، ويُحذَّر من تناوله بجرعات أصغر من الموصى بها أو أكبر، كما يُنصَح بأخذه بعد الطعام في حال سبَّب أي ألم في المعدة وفي الوقت ذاته يوميًا، ويجدر التنويه إلى تجنُّب طحن حبوب الأسبرين المغلفة معويًا أو ممتدة التحرُّر (extended-release) أو مضغها إلّا في حالة الحبوب القابلة للمضغ والمخصَّصة لذلك، ومن الضروري إخبار الطبيب إذا كان الشخص يتناول الأسبرين قبل إجراء أي عملية جراحة أو لا.^[٤]

وعلى الرغم من الاستخدامات الكثيرة للأسبرين، لكن يُحذّر من استخدامه للأطفال واليافعين الأصغر من 16 عامًا إلّا في حالات محددة تحت رعاية الطبيب كما في حالة الإصابة بمرض كواساكي أو بعد إجراء جراحة في القلب؛ لمنع تكوين جلطات الدموية، وفي الحالات الأخرى من الألم والالتهاب وارتفاع الحرارة يُستبدل الإيبوبروفين والباراسيتامول بالأسبرين.^[٣]

ما أعراض متلازمة راي؟

تظهر أعراض متلازمة راي سريعًا خلال أيام قليلة من التعافي من العدوى الفيروسية في أربع مراحل متتالية؛ هي:^[٥]

• المرحلة الأولى: تقيؤ مستمر، وانخفاض طاقة الجسم، والدوخة، وسرعة التنفس، وأعراض تدل على خلل في الدماغ، بالإضافة إلى الخمول والدوخة وفقد الاهتمام بالأشياء.
• المرحلة الثانية: تهيج وسلوك عدواني وتغيرات في الشخصية.
• المرحلة الثالثة: الارتباك والقلق والهلوسة وسلوك غير عقلاني.
• المرحلة الرابعة: تشنجات وإغماء.

ما المضاعفات المحتملة لمتلازمة راي؟

مع انتشار وعي الأطباء بمتلازمة راي وطرق تشخيصها وعلاجها مبكرًا انخفض معدل وفاة المصابين بها كثيرًا من 50% من الحالات إلى 20% فقط؛ مما يعني أنّ معظم الأطفال واليافعين المصابين بها سوف يتعافون وينجون منها، لكن قد يصاب الطفل باضطرابات دماغ طويلة الأجل، وتختلف حدة هذه الاضطرابات طبقًا لمدى تورم الدماغ وتضرُّره، فالحالات التي تتدهور سريعًا وتدخل في حالة إغماء الأكثر عرضة للإصابة بضرر دماغ واسع.^[١]

علاج المصاب بمتلازمة راي

لا يوجد دواء للقضاء على متلازمة راي، لكن يُنفّذ العلاج بالاكتشاف المبكر للحالة والسيطرة على الأعراض جيدًا؛ لتجنب وقوع المضاعفات -كتلف الدماغ وتوقف القلب-؛ لذا فأي طفل يُشخَّص بالإصابة بمتلازمة راي يجب أن يحجز فورًا في وحدة العناية المركزة في المستشفى للحصول على العلاج الذي يهدف إلى دعم وظائف الجسم الحيوية المختلفة؛ مثل: التنفس والدورة الدموية، كما يهدف إلى حماية الدماغ من الضرر المستمر الذي ينتج من التورم، ولتنفيذ ذلك يصف الطبيب الأدوية الآتية:^[٥]

• المحاليل الوريدية والكهارل -كالصوديوم والبوتاسيوم- للحفاظ على رطوبة الجسم، وإبقاء الجلوكوز والأملاح والعناصر المختلفة في المستوى الطبيعي.
• مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة المتراكمة في الجسم؛ مثل: الموجودة حول الدماغ ومسببه تورمه.
• مضادات التسمم بالأمونيا لخفض مستواها في الجسم.
• الأدوية المضادة للتشنجات للتحكم بالنوبات التي قد تصيب الطفل.
• التنفس الصناعي في حالة وقوع مشكلات في التنفس.

نصائح للوقاية من متلازمة راي

أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بمتلازمة راي تجنب استخدام الأسبرين للأطفال واليافعين، على الرغم من أنّ الأسبرين مسموح باستخدامه للأطفال الأكبر من ثلاثة أعوام لكن بوصفة طبية من الطبيب وتحت رعايته.

ولاكتشاف الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة راي لاحقًا تجري بعض المستشفيات فحصًا لحديثي الولادة لاكتشاف إصابتهم باضطراب أكسدة الأحماض الدهنية، وعند التأكد من إصابة الطفل بهذا الاضطراب يُحظر عليه تناول الأسبرين أو أي أدوية محتوية على الساليسيليت إطلاقًا. ولتجنب الإصابة بهذه المتلازمة؛ يجب على كلّ الآباء والأمهات الانتباه جيدًا لأي دواء يتناوله الطفل وقراءة المواد الفعالة الموجودة فيه بدقة، فالأسبرين له عدة أسماء أخرى؛ مثل: حمض أسيتيل ساليسليك (Acetylsalicylic acid)، وأسيتيل ساليسليت (Acetylsalicylate)، وحمض ساليسيليك (Salicylic acid)، والساليسالات (Salicylate)، كما يجب الانتباه جيدًا عند تناول الطفل لقاح الجدري أو لقاح الانفلونزا السنوي؛ لتجنب تناول الأسبرين في الوقت نفسه.

أمّا في حالة الأطفال الذين يحتاجون إلى تناول الأسبرين تحت إشراف الطبيب؛ كالأطفال المُصابين بمرض كواساكي، فيجب التأكُّد من أخذهم مطعوم الإنفلونزا السنوي، وجرعتين من مطعوم جدري الماء تحت إشراف الطبيب.^[٦]

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Dan Brennan (2018-11-4), "What Is Reye's Syndrome?"، webmd, Retrieved 2020-6-20. Edited.
2. ↑ Cindie Slightham (2016-11-18), "Reye’s Syndrome"، healthline, Retrieved 2020-6-20. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Yvette Brazier (2017-12-18), "Uses, benefits, and risks of aspirin"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-20. Edited.
4. ↑ Sanjai Sinha (3-4-2020), "Aspirin "، drugs, Retrieved 22-6-2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب} Tom Seymour (2017-6-16), "Reye's syndrome: What to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-20. Edited.
6. ↑ Mayo Clinic Staff (2018-8-8), "Reye's syndrome"، mayoclinic, Retrieved 2020-6-20. Edited.