متلازمة شفط العقي حالة خطيرة قد تصيب المولود

كتابة:
متلازمة شفط العقي حالة خطيرة قد تصيب المولود

ما هي متلازمة شفط العقي؟ ما هي أسبابها وأعراضها؟ وهل هي حالة مرضية خطيرة أم عابرة؟ أهم المعلومات والتفاصيل في المقال الآتي.

فلنتعرف في ما يأتي على متلازمة شفط العقي (Meconium aspiration syndrome - MAS) وبعض المعلومات الهامة حولها:

ما هي متلازمة شفط العقي؟ 

العقي (Meconium) هو البراز الأول الذي يخرجه الطفل المولود حديثًا، ويتصف العقي عادة بأنه لزج، ولونه أخضر داكن، وذو قوام سميك، ويتكون العقي عادة من مزيج من المواد المتنوعة، مثل: بعض إفرازات القناة الهاضمة، ودهون، وبروتينات.

أما متلازمة شفط العقي (Meconium aspiration syndrome - MAS) فهي مشكلة صحية قد تنشأ عند المواليد الجدد نتيجة قيام الطفل باستنشاق مزيج يحتوي على السائل الأمينوسي والعقي، وقد يحصل هذا إما قبل بدء الولادة أو أثناء عملية الولادة أو بعدها.

مع دخول العقي إلى الجهاز التنفسي للمولود تتدنى قدرة الطفل على التنفس بشكل طبيعي من الرئتين، إذ قد يتسبب العقي في الآتي:

  • انسداد المجاري التنفسية لدى الطفل.
  • تهيج المجاري التنفسية وإلحاق الضرر بأنسجة الرئتين.
  • تثبيط عمل منشط السطح الرئوي (Surfactant)، وهي مادة دهنية تساعد على فتح رئتي الطفل بعد ولادته حتى يتمكن من التنفس بطريقة طبيعية.

تصيب متلازمة شفط العقي ما نسبته 5-10% من المواليد الجدد، وتعد أحد الأسباب الشائعة لوفاة المواليد الرضع حول العالم، إذ قد تتسبب هذه المتلازمة بأعراض حادة للطفل من الممكن أن تؤدي للوفاة.

إذا حصل الطفل على العناية الطبية اللازمة يستطيع أن يتعافي من هذه الحالة بشكل تام.

أعراض متلازمة شفط العقي 

إليك قائمة بأبرز الأعراض التي من الممكن ملاحظتها على المولود المصاب بمتلازمة شفط العقي:

  • بشرة يميل لونها للون الأزرق.
  • تباطؤ نبض القلب لدى الطفل.
  • مشكلات تنفسية، مثل: تسارع نفس الطفل، وصعوبة التنفس، والخفخفة (Grunting) في التنفس.
  • عرج ووهن في جسم الطفل.
  • انسحاب عضلات صدر الطفل التي تغطي ضلوعه إلى الداخل عندما يحاول التنفس.
  • تضخم أو انتفاخ صدر الطفل، بسبب احتباس الهواء في داخله.
  • ظهور بقع متسخة داكنة أو خضراء اللون على جسم الطفل، أو قد يلاحظ الطبيب أن السائل الأمينوسي لونه أخضر أو داكن على غير العادة.

وفي حال طالت فترة تعرض الطفل للعقي الموجود في السائل الأمنيوسي قد يتسبب هذا بظهور أعراض أخرى على الطفل، مثل: اصفرار البشرة والأظافر.

أسباب متلازمة شفط العقي وعوامل الخطر 

قد يقوم الطفل بإخراج فضلاته الأولى قبل خروجه من الرحم أو أثناء الولادة، وهنا قد يقوم الطفل باستنشاق العقي الممزوج بالسائل الأمينوسي إما أثناء وجوده في الرحم، أو أثناء عملية الولادة، أو بعد ولادته مباشرة.

إليك قائمة بأبرز العوامل التي قد ترفع من فرص ولادة طفل مصاب بمتلازمة شفط العقي:

  • شعور الجنين بنوع من الضيق، وهذا الضيق قد يدفعه لأخذ أنفاس عميقة وقوية مستنشقًا بذلك العقي مع السائل الأمنيوسي، وهذه بعض العوامل التي قد تسبب شعور الجنين بالضيق: انقباضات الطلق، والإصابة بعدوى أو بالتهابات، ونقص مستويات الأكسجين في الدم.
  • تشيخ المشيمة نتيجة تأخر الولادة عن موعدها المتوقع، لا سيما إذا ما بقي الجنين في الرحم فترة تتجاوز 42 أسبوعًا.
  • ولادة الطفل في أوانه ولكن بحجم جسم قد يكون صغيرًا بالنسبة لعمره.
  • مواجهة الأم لصعوبات معينة أثناء عملية الولادة.
  • عملية ولادة طويلة.
  • تناقص كميات الأكسجين التي يحصل عليها الجنين لسبب ما.
  • إصابة المرأة ببعض المشكلات الصحية أثناء فترة الحمل، مثل: ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري.
  • قيام المرأة بالتدخين أثناء فترة حملها.

تشخيص متلازمة شفط العقي

هذه بعض الإجراءات الطبية التي قد تساعد على تشخيص الحالة:

  • فحص نبض قلب الجنين من خلال جهاز مراقبة الجنين (Fetal monitor) قبل الولادة.
  • تحليل غازات الدم (Blood gas analysis) والذي قد يساعد على قياس نسب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
  • فحص السائل الأمينوسي لمعرفة إذا كان يحتوي على العقي، أو إخضاع الطفل لفحص منظار الحنجرة (Laryngoscope) للبحث عن بواقي العقي التي قد تكون عالقة على حبال الطفل الصوتية.
  • فحص صدر الطفل بالأشعة السينية للبحث عن بواقي العقي في مناطق مختلفة من جهازه التنفسي.

علاج متلازمة شفط العقي 

هذه بعض الخيارات الطبية المطروحة والتي قد يتم اللجوء إليها مع الطفل بعد ولادته:

  • شفط محتويات الجزء العلوي من المجاري التنفسية، بما في ذلك الفم، والأنف، والحلق.
  • شفط محتويات الجزء السفلي من المجاري التنفسية، ولكنه إجراء علاجي لا ينصح به.
  • إعطاء الطفل أكسجين من خلال جهاز تنفس صناعي أو من خلال قناع أكسجين.
  • علاجات أخرى، مثل: مضادات حيوية لمقاومة الالتهابات، ومحاليل وريدية لتغذية الطفل.

يختلف البرنامج العلاجي الذي قد يتم إخضاع الرضيع له تبعًا لعوامل مختلفة، مثل: كمية العقي وكثافة قوامه، ومدى قدرة الطفل على التنفس بشكل طبيعي، وطول المدة التي بقي فيها الطفل معرضًا للعقي. 

4579 مشاهدة
للأعلى للسفل
×