متلازمة ويرنر
تُعرَف متلازمة ويرنر بالشُياخ، ومرض وراثي يرتبط بظهور علامات الشيخوخة المُبكّرة، بالتالي زيادة فرصة التعرُّض للسرطان وبعض الأمراض الأُخرى، وتبدأ علامات متلازمة ويرنر بالظهور خلال مرحلة الطفولة أو المُراهقة، إذ لا تظهر على الشخص المُصاب مظاهر الانتقال من عمر الطفولة إلى المراهقة ببدء التغيُّرات الجسميّة، فيبقى قصير القامة مُقارنةً بأقرانه من نفس الفئة العمريّة.
كما تبدأ علامات الشيخوخة المُبكّرة بالظهور على الأشخاص المُصابين في مرحلة العشرينيّات من العمر، وتتطوّر أكثر في مرحلة الثلاثينيّات، إذ قد تترافق عندها مع ظهور بعض الأمراض كهشاشة العظام وغيرها، إلّا أنّ أكثر الأمراض المُرتبطة بمتلازمة ويرنر هي قابليّة أجسامهم للإصابة بأنواع السرطان المختلفة، وتصلُّب الشرايين الذي يؤدّي إلى نوبات قلبيّة.[١]
أسباب متلازمة ويرنر
يعود السبب الرئيس لِلإصابة بمتلازمة ويرنر إلى حدوث طفرات في الجين المُسمّى بِ WRN، إذ يعطي هذا الجين التعليمات اللازمة لإنتاج بروتين ويرنر المسؤول عن أداء العديد من المهام المُرتبطة بإصلاح الـDNA والحِفاظ عليه، بالإضافة إلى قدرة هذا البروتين على المشاركة في عمليّة نسخ DNA أثناء التحضير لانقسام الخليّة، بالتالي فإنّ الطفرة التي تحدث في الجين WRN تؤدّي إلى إنتاج بروتين ويرنر غير طبيعي، وقصير نسبيًا، وغير قادر على أداء وظيفته، ويُعزي الخبراء سبب ذلك إلى أنّ البروتين القصير لن يستطيع الانتقال إلى نواة الخليّة حيث يجدُ ارتباطه الطبيعي بسلسلة DNA.
بالإضافة إلى أنّ القسم الآخر من الباحثين يُفسّر الخلل الناجم عن هذه الطفرة إلى أنّ البروتين غير الطبيعي الناتج يمكن تحطيمه بسرعة أكبر من تحطيم بروتين ويرنر الطبيعي، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الباحثين ما زالوا يجهلون كيفيّة تسبُّب هذه الطفرات بظهور الأعراض المُرافقة لمُتلازمة ويرنر، تتميّز الخلايا التي تحتوي على بروتين ويرنر المُعدّل بسبب الطفرة بانقسامها بسرعة أقل من نظيراتها، أو ربمّا توُّقف انقسامها تمامًا في وقت مبكّر، مما يسبّب ظهور مشكلات في النمو لدى المريض، بالإضافة إلى أنّ مشاركة البروتين المُعدّل قد يُسبب تراكم شريط DNA التالف في الخلية، ممّا يؤدي إلى إضعاف نشاط الخلية الطبيعيّة، والتسبُّب بكثير من المشكلات الصحيّة.[٢]
أعراض متلازمة ويرنر
تختلف الأعراض التي يتعرّض لها المُصابون بمتلازمة ويرنر من شخصٍ إلى آخر، وليس من المفترض أن يُعاني كُل شخص مُصاب بمُتلازمة ويرنر من جميع الأعراض المُدرجة أدناه، ومن هذه الأعراض:[٣][١]
- ظهور دُوّارة الشعر.
- نمو الصدر بطريقة غير طبيعيّة.
- مشكلات غير طبيعيّة في الصوت.
- الإصابة بالسّاد (إعتام عدسة العين).
- الأنف المُحدّب.
- تساقط الشعر.
- ظهور التجاعيد.
- تغيُّر لون الشعر إلى الرمادي.
- الإصابة بمرَض السكري النوع الثاني.
- ظهور تقرُّحات على الجلد.
- انخفاض كثافة العظام، والإصابة بهشَاشة العظام بعد ذلك.
علاج متلازمة ويرنر
للأسف لا يوجد علاج تامّ لمُتلازمة ويرنر، ويحتاج المُصابون إلى فريق من الأطبّاء مُتعدّدي التخصُّصات للسيطرة على الأعراض الناجمة عن الإصابة به، إذ تُعالَج حالة إعتام عدسة العين (السّاد) عن طريق إجراء عمليّة جراحيّة، أمّا فيما يتعلّق بالمشكلات الصحيّة الأُخرى، كتقرُّحات الجلد، ومرَض السكّري، والسرطانات المختلفة، وأمراض الجهاز الدوري فإنّها تحتاج إلى فحص جسدي دوري للتأكُّد من القدرة على السيطرة على الأعراض المُتفاقمة.
أمّا في حالة الإصابة ببعض الأورام السرطانيّة الخبيثة فإنّه يمكن اللجوء إلى العمليّات الجراحيّة لإزالة الأورام، أو عن طريق العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، كما يمكن اتباع بعض التعليمات الأُخرى التي من شأنها أن تُحسّن من حياة المُصاب بمُتلازمة ويرنر، كأن يعتمد في طبيعة غذائه على الأطعمة قليلة الدَسَم، وممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، والابتعاد عن التدخين، كما يُمكن استشارة مختصّ نفسي لمساعدة المريض وأفراد عائلته على اجتياز الآثار المُترتّبة على الإصابة بمُتلازمة ويرنر.[٤]
المَراجع
- ^ أ ب "Werner Syndrome", cancer,2018-9، Retrieved 2019-2-18. Edited.
- ↑ "Werner syndrome", ghr.nlm.nih,2019-2-12، Retrieved 2019-2-18. Edited.
- ↑ "Werner Syndrome", rarediseases, Retrieved 2019-2-18. Edited.
- ↑ Dr Fuki HISAMA, Dr George MARTIN and Dr Junko OSHIMA (2012-4), "Werner syndrome"، orpha, Retrieved 2019-2-18. Edited.