متى تحدث النوبة الوعائية المبهمة؟

كتابة:
متى تحدث النوبة الوعائية المبهمة؟

ماذا تعني النوبة الوعائية المُبهمة؟

من بين جميع الظروف التي يسقط فيها الفرد مغشيًّا عليه يتكرّر مشهد فُقدان الوعي، الذي قد يكون نتيجة ما يُسمّى طبيًا النوبة الوعائيّة المُبهَمة أو الاستجابة المُبهميّة (Vasovagal Syncope, VVS)، التي تُعدّ أكثر حالات الإغماء شيوعًا من بين الأنواع الأخرى، وهي فُقدان مؤقّت للوعي ناجمٌ عن ردّ فعلٍ عصبيّ مُفرِط يكون عادةً تجاه المؤثّرات العاطفيّة أو النفسيّة، مما يُسبّب تباطؤًا مفاجئًا في ضربات القلب، أو توسّعًا في الأوعية الدموية وانخفاضًا في الضغط. وفي الحقيقة ترجع أهميّة التعامل الجدّي والمُناسب في جميع حالات الإغماء بأنواعها المُختلفة إلى ضرورة معرفة أسباب حدوثها، ومُحاولة تجنّب تكرارها؛ لما ما قد تُسبّبه من أذى.[١][٢]


ما أسباب حدوث النوبة الوعائية المُبهمة؟

تحدث النوبة الوعائيّة المُبهمة عندما يضّطرب عمل الأعصاب المسؤولة عن تنظيم ضربات القلب وانقباض الأوعية الدمويّة أو انبساطها، وسبب الاضطراب هذا راجع للتعرّض لبعض المُحفّزات، كالخوف أو التغيير المفاجئ لوضعية الجسم، فقد يُسبّب التعرّض لها توسّعًا في الأوعية وانخفاض ضغط الدم نتيجة ذلك، ويُسبِّب أيضًا تراكم الدم في الساقين، مما يُسبِّب إبطاء ضربات القلب، فيُؤدّي ذلك كله قلة كمية الأكسجين والدم الواصلة إلى الدماغ، ليُصاب الفرد حينها بالإغماء، ومن أبرز هذه المُحفّزات يُذكر الآتي:[١][٢]

  • الخوف.
  • عند سحب الدّم أو أخذ عينة منه.
  • عند رؤية الدم.
  • التعرّض لصدمة عاطفيّة أو حدث مؤلم.
  • التعرّض لألم قويّ ومُفاجئ.
  • الإصابة بنوبة سعال قويّة.
  • الإفراط في شرب المشروبات الحكوليّة.
  • تعاطي المُخدّرات.
  • تغيير وضعية الجسم فجأةً من الوقوف إلى الجلوس أو بالعكس.
  • الوقوف لمدة زمنيّة طويلة متواصلة.
  • الشدّ القويّ عند التغوّط.
  • مواجهة صعوبة شديدة في التبوّل.
  • التعرّض للحرارة.
  • مُمارسة الرياضة المُكثّفة أو الشديدة.
  • فرط التنفُّس.


ما أعراض النوبة الوعائية المُبهمة؟

يشعر الفرد بمجموعة من العلامات والأعراض قبل فُقدانه الوعي عند إصابته بالنوبة الوعائيّة المُبهَمة، منها:[٣]

  • شحوب البشرة.
  • الشعور بخفّة وزن الرأس.
  • الشعور بالغثيان.
  • التثاؤب.
  • إفراز العرق بكثرة، مع الشعور ببرودته.
  • الرؤية النفقيّة، وهي تضيّق مدى الرؤية للمُصاب، إذ يرى فقط ما هو أمامه مُباشرةً، وتقلّ قُدرته على الرؤية الجانبيّة.

أمّا أثناء النوبة نفسها فيختبر المُصاب بعض الأعراض الأخرى، مثل:[٣]

  • انخفاض نبض القلب وضعفه.
  • توسّع حدقة العينين.
  • القيام بحركات مُضطربة ومُتشنّجة.


ما خطوات تشخيص النوبة الوعائية المُبهمة؟

تتطلّب الخطوة الأساسيّة في تشخيص النوبة الوعائيّة المُبهمة استثناء أن يكون سبب فُقدان الوعي ناجمًا عن أمراض أو اضطرابات في القلب، ولأجل ذلك يُجري الطبيب الفحوصات الآتية:[٣]

  • تخطيط كهربائيّة القلب (ECG)، الذي يتكشف الاضطرابات في نُظم القلب أو أيّ مشكلات أخرى فيه، وقد يُطلَب من الشخص إجراء نوع خاص منه يتطلب استخدام جهاز يحمله لمدّة تتراوح ما بين يوم واحد إلى شهر كامل.
  • مُخطّط صدى القلب (Echocardiogram)، الذي يُصوّر القلب ويُبيّن إذا ما كان سبب فُقدان الوعي خللًا في بنيته، كاضطرابات صمّامات القلب.
  • فحص الجُهد أثناء مُمارسة التمارين.
  • فحص الدم، الذي يُساعد في تشخيص وجود اضطرابات أُخرى قد تكون لها صلة في سبب الإغماء، كفقر الدم.

بعد استثناء وجود أيّ مشكلات في القلب يُجري الطبيب فحص الطاولة المائلة؛ للكشف عن تغيّرات الضغط الناجمة عن تغيّر زاوية وقوف الجسم، وذلك من خلال الخطوات الآتية:[٣]

  • يستلقي المُصاب على ظهره فوق طاولة.
  • تتغيّر وضعية الطاولة وتميل إلى أعلى بزوايا مُختلفة.
  • يُراقب الفنيّ المسؤول قراءات الضغط وضربات القلب للمُصاب؛ للبحث إذا ما كان تغيّر زاوية ميلان الطاولة ووضعيتها سيؤثّر فيهما.


ما علاج النوبة الوعائية المُبهمة؟

تنقضي أعراض النوبة الوعائيّة المُبهَمة عادةً بعد دقيقة واحدة، ولتقليل احتماليّة التعرّض لنوبة إغماء أُخرى يُنصح المُصاب بالانتظار ما بين 15-30 دقيقةً قبل الوقوف مُجدّدًا،[٣] وعدا ذلك فإنّ هذا الحالة لا تتطلّب اتّباع أو تناول علاج مُحدّد، ويكفي تجنّب التعرّض للمُحفزات قدر الإمكان، لكن إن تكرّر حدوث النوبات الوعائيّة المُبهَمة وتعارضت مع سير حياة المُصاب فذلك أمرٌ يستدعي مُراجعة الطبيب؛ لتحديد الأسباب بالضبط وعلاجها حسب حالة المُصاب وعُمره وتاريخه المرضيّ، وتتضمّن الخيارات العلاجيّة ما يأتي:[٤]

  • الكورتيكوستيرويدات، التي تزيد من نسبة السوائل والصوديوم في الدم، وبذلك تُحافظ على ضغط الدم من الانخفاض.
  • مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة (SSRI)، التي تُعادل ردود فعل الجهاز العصبيّ في الجسم.
  • ناهضات مُستقبلات الأدرينالين ألفا 1 (Alpha-1-adrenergic Agonists)، التي ترفع ضغط الدم.
  • في بعض الحالات الشديدة قد يجد الطبيب خيار استخدام ناظمة دائمة Pacemaker مُناسبًا بعد مُناقشة المُصاب بإيجابياتها وسلبياتها.
  • علاجات أخرى تتضمن بعض التدابير البسيطة، مثل:[٣]
    • ممارسة التمارين الخاصة بالقدمين، وارتداء الجوارب الضاغطة للتقليل من تجمُّع الدّم فيهما.
    • زيادة تناول الملح في النظام الغذائي.
    • تجنُّب الوقوف لفترات طويلة قدر الإمكان، خصوصًا في الأماكن المزدحمة والأماكن الحارة.
    • شرب كميات كافية من الماء.


المراجع

  1. ^ أ ب Richard N. Fogoros (16-3-2020), "Overview of Vasovagal Syncope"، verywellhealth, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Jenna Fletcher (3-1-2020), "What to know about vasovagal syncope"، medicalnewstoday, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Vasovagal syncope", mayoclinic,18-12-2018، Retrieved 9-5-2020. Edited.
  4. Ann Pietrangelo (10-10-2019), "Everything You Need to Know About Vasovagal Syncope"، healthline, Retrieved 9-5-2020. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×