محتويات
متى ظهر الإسلام
ظهر الإسلام مع بدء نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فعندما نزل الوحي إلى النبي الكريم ذهب مع زوجته خديجة -رضي الله عنها- إلى ورقة بن نوفل فبشر بنبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة للإسلام سراً؛ فآمن معه زوجته خديجة، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم من الصحابة الكرام.[١]
وبعد ثلاث سنوات من الدعوة للإسلام سراً، وتكون النواة الأولى للدولة الإسلامية؛ بدأت الدعوة الجهرية وواجه النبي الكريم والصحابة -رضوان الله عليهم- الكثير من الصعوبات والأذى من قريش ومن جاورهم من القبائل؛ فأمر الله -تعالى- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى المدينة لتأسيس الدولة الإسلامية.[٢]
الإسلام في عهد المدينة المنورة
هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة مع صديقه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وعند وصولهما إلى المدينة المنورة استقبلهما المهاجرون والأنصار بكل فرح وسرور، وأمر النبي الكريم ببناء مسجد، وهو أول مسجد تم إقامته في المدينة المنورة، وبداية الفتوحات الإسلامية التي أدت إلى انتشار الدعوة الإسلامية ودخول عدد كبير في الإسلام، وتوسع رقعة الدعوة الإسلامية.[٣]
وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد أسس مع أصحابه -رضوان الله عليهم- الدولة الإسلامية، وأكمل الصحابة من بعده مهمة نشر الدعوة الإسلامية وإصالها لجميع بقاع الأرض، فازدهر الإسلام في عهد الخلافة الراشدة ووصل إلى مناطق واسعة في العالم، وازدادت رقعة الدولة الإسلامية.[٤]
الإسلام في الخلافة الراشدة
خلافة أبو بكر الصديق
بعد وفاة النّبِي مُحمّد -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- استلمَ زمامَ الأمور أبو بكرِ الصدّيق بعدَ أن بايعهُ الناس، فقامَ أبو بكر الصدّيق وقال خطابهُ المشهور وهو: "أمّا بَعد، أيّهُا النّاس، فَإني قَد وُلِّيتُ عَليكُم وَلَستُ بِخيرِكُم، فَإنْ أحسَنتُ فأعِينونِي، وإنْ أسَأتُ فَقوِّمُونِي، الصّدقِ أمانَة، والكذبِ خِيانة، والضَعيفُ فِيكُم قَوِيٌّ عِندِي حَتّى أرجِعَ عَليهِ حَقَّه إن شاءَ الله، والقَوِيُّ فِيكَم ضَعيف حَتى آخذُ الحَقَّ مِنهُ إن شاءَ الله".[٥]
"لا يَدَع قَومٌ الجِهادِ فِي سَبيلِ الله إلا خَذَلَهُم الله بالذّلِّ، ولا تشيعُ الفاحِشَة فِي قَومٍ إلا عَمَّهُم اللهُ بالبَلاء، أطِيعونِي ما أطَعتُ اللهَ ورسُولَهُ، فإذا عَصيتُ اللهَ ورسولهُ فَلا طَاعَةً لِي عَليكُم، قُومُوا إلى صَلاتِكُم يَرحَمَكُم الله"، وقد قامت في عهده مجموعة من الإنجازات، ومنها ما يأتي:[٥]
- حروب الردة
هِيَ الحُروبِ الّتِي حَصَلَت فِي عَهدِ أبو بَكِر الصِدّيق لارتِدادِ مجموعة من العَرَب عَنِ الإسلام؛ فَقَرّرَ أبُو بَكِر الصِدّيق بمُحَارَبَةِ جَميعَ المُرتَدّينَ عَنِ الإسلامِ فَقامَ بإرسالِ عَكرَمَة بِن أبِي جَهِل -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- لِمُحارَبَةِ لَقيط بِن مالك فِي دَبا، وخالِد بِنِ الوليد -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- لمحاربةِ مُسَيلَمَة بِن حَبيب فِي مَعرَكَةِ اليَمَامَة.
- جمعَ القرآن
عندما ذهب المسلمين للجهاد في معركة اليمامة وكانت من أشرس المعارك التي واجهت المسلمين فمات الكثيرُ من حفظةِ القرآن والعلماء، فأمرَ أبو بكر الصدّيق زيد بن ثابت بجمعِ القرآن؛ خوفاً من ضياعهِ وكانَ أبو بَكِر شَديدَ الخوفِ مِن الوُقُوعِ فِي الخَطَأ فِي نَقلِ القُرآنِ.
- فتح العراق، في عهد أبو بكر أرسلَ خالد بن الوليد لفتحِ العراق، بحيث أرسل أربع جيوش لفتحِ الشّام.
خلافة عمر بن الخطاب
فُتَحَ فِي عَهدِ عمر بن الخطاب الكَثيرُ مِنَ الدُول وَهِيَ : بلادُ الشّام، وبلادِ الرّافِدَين "العراق"، وَمِصِر، وَاستشهد عُمَر بِنِ الخَطّاب -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- على يدِ أبو لؤلؤةِ المجوسي، وقام بالعديد من الإنجازات، ومنها ما يأتي:[٦]
- قَامَ عُمَر بإحصَاءِ أسماءِ الجُنودِ الفَاتِحِينَ لِيَجعَلَ لَهُم رَواتِب تُغَطّي مَطالِبَهُم، وأقَامَ الدَواوين، وَقَامَ بِتَقسِيمِ الدَولَةِ إلى ثَمانِيَةِ أجزاء وَهِيَ: مَكّة والمدينة وفلسطين والشام والجزيرة الفراتيّة والبصرة والكوفة ومصر، وَعَيّن فِيها والياً يَنُوبُ عَنهُ فِي القيادةِ فِيها.
- قَامَ عُمَر بِتحدِيدِ نِظامِ القَضاءِ وأصُولهِ وَهُوَ أوّل مَن قَامَ بِفصلِ السّلطَةِ القَضَائيّة عَنِ سُلطةِ الحُكّام.
خلافة عثمان بن عفان
استمر حُكمِ عُثمان 12 سَنَة، وَفِي السّنين السّتَةِ الأولى كانَت سَنواتٍ هَادِئَة على المُسلِمين، وَسِتُّ السِنينِ الأخرى كانَ هُناكَ اضطِرابات وَفِتَن وأكثَرُها كانَت فِي مَنطِقَة العِراق وَمِصِر، وتم القيام بالعديد من الإنجازات، ومنها ما يأتي:[٧]
- فُتحَت بلادٌ تُركيا وَقُبرُص وأرمِينية.
- توسِيعِ المَسجِد النّبَوي، وَقَد أنشَأ أوّل أسطُول بَحري إسلامي لِحمايةِ الشّواطِئ الإسلامِيّة مِن هَجَمَاتِ البِيزَنطِيين.
- جَمَعَ جَميعَ المُسلمين على مُصحف واحد بَعدَ أن انتشر الإسلام وَزادَت اللّهجاتِ المُختَلِفَة وَكانَ الخَوفُ مِن اختلافِ لَهجَةِ القُرآن، وبالتّالي قَامَ عُثمان بَجَمعِ المُسلمين على لَهجَةِ قُريش وَهِيَ لَهجَةُ القرآنِ الكريم، وَعُرفَ هَذا المُصحَف بِالُمُصحَف العُثماني الّذي كُتِبَ بِرَسمِهِ وَخَطّ يَدهِ وَهُوَ مَوجودٌ فِي الوقتِ الحالي.
خلافة علي بن أبي طالب
بُويِعَ عَليّ بِن أبِي طالِب للخِلافَةِ فِي المَدِينةِ المُنوّرة فِي اليومِ الثّانِي لِمَقتَلِ عُثمان، بِحَيث رأى سَيّدنا عَليّ بتأجِيلِ القِصاصِ على قَتَلَةِ عُثمان حَتّى تَستَقِرّ الأمُور فِي المَدينَةِ المُنوّرة وأشارَ عَليهِ الكَثِيرُ مِنَ الصّحابَةِ وآخَرِينَ اعتَرَضُوا، وَمِن بَعدِها قَامَ عَليّ بِنَقلِ الخِلافَةِ الإسلاميّة إلى الكُوفة وانتَقَلَ هُناك.[٨]
وفِي 16 مِن رَمَضان سَنَةِ 40هـ تَرَبّص اثنان مِن الخَوَارِج بِعَليّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- عِندَ خُروجِهِ لأداء صَلاةِ الفَجِر فَقَتَلُوهُ عِندَ بَابِ المَسجِد، وَبَعدَها بَدأت الخِلافَةُ الأمَويّة على يَدِ مُعاوِيَة بِن أبي سُفيان وانتهاءِ حُكمِ الخُلفاءِ الرّاشِدِين.[٨]
المراجع
- ↑ أحمد العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 57- 58. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 45. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد الوهاب، مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد الوهاب، صفحة 127. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 65. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 65- 82. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 82- 108. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 108- 130. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 130. بتصرّف.