متى فرض الحج
ذهب بعض العلماء إلى القول إنَّ الحج فُرض في السنة التاسعة للهجرة، وقيل إنَّ الله -تعالى- لم يفرض الحج على الناس قبل السنة التاسعة للهجرة؛ وذلك لأن فرضه قبل هذه المدة سيحدث المشقة والخلل فقريش كانت قد منعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من العمرة، ولأن مكّة كانت في يد المشركين في ذلك الوقت، لذلك فالراجح من آراء العلماء أنَّ الحج فُرض على المسلمين في السنة التاسعة.[١]
ويستدل أصحاب هذا القول بقول الله -تعالى- في سورة آل عمران، حيث فرض الله -تعالى- الحج في هذه السورة، في قوله: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)،[٢]وهذه الآية نزلت في عام الوفود وهو العام التاسع الهجري.[١]
وذهب بعض العلماء إلى القول إنَّ الحج فُرض في السنة السادسة للهجرة، واستدلُّوا على قولهم بقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه)، [٣]وهذه الآية نزلت في السنة السادسة للهجرة في العام الذي كان فيه صلح الحديبية.[١]
أركان الإسلام
إنَّ الأركان هي القواعد الأساسيّة والأعمدة التي يقوم عليها البناء، وأركان الإسلام هي الأشياء الأساسية التي يقوم عليها هذا الدين، وقد وضَّح الله -تعالى- ورسوله الأمين في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هذه الأركان، وهي خمسة أركان يجب الالتزام بها جميعها.
ولا يمكن أن يقبل الإنسان بعضها وينكر بعضها؛ لأن الإسلام الصحيح يقتضي الإيمان بهذا الأركان الخمسة والالتزام بها، وأركان الإسلام: الشهادتان، الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج.
الحج في الإسلام
يمكنُ تعريف الحج في الإسلام على أنَّه أحد أركان الإسلام الخمسة التي بُنيَ عليها هذا الدين، وقد وردَ هذا في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يقول فيه: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ).[٤]
والحجُّ في الإسلام هو أن يقصد الحاجّ بيت الله الحرام في أشهر وأيّام معلومة، ليقومَ بأعمال مخصّصة، والحج عبادة فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المسلمين القادرين على تأديتها، قال -تعالى- في محكم التنزيل: (وللهِ عَلى النَّاسِ حجُّ البيتِ مَنِ استطَاعَ إليهِ سبيلًا* ومنْ كَفَرَ فإنَّ الله غنيٌّ عن العالمين)،[٢]، فمن استطاع فعليه حجُّ البيت وأداء مناسك الحج؛ زُلفًى وتقرُّبا من الله -تعالى-، ومن لم يستطع فلا حرج عليه كما قال -تعالى-. [٥]
الفرق بين الحج والعمرة
عند توضيح الفرق بين الحج والعمرة لا بدَّ من تعريف كلٍّ منهما، وإظهار أركانه وحكمه، فالحج: كما وردَ سابقا هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كلِّ مسلّم يستطيع تأدية هذه الفريضة، فالحج فرض واجب على كلِّ مسلم بالغ عاقل قادر ماليا وجسديا، وإنَّ أركان الحج التي يتبعها الحاج لتصحَّ حجتُهُ هي:[٦]
- الإحرام.
- الوقوف بعرفة.
- طواف الإفاضة.
- السعي بين الصفا والمروة.
وأما العمرة: فهي زيارة مكة المكرمة وبيت الله الحرام بشكل خاص، وقد تعددت آراء العلماء في حكمها، فمنهم من قال: إن العمرة واجبة على كلِّ من يستطيع الاعتمار والحج، واستندَ أصحابُ هذا القول على قولِهِ تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه)،[٣]، ومن العلماء من نفى الوجوب عنها مستندا على حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي جاء فيه: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سُئلَ عن العمرةِ أواجبةٌ هِي؟، قال: لا، وأن تَعتَمروا فهو أفضلُ)،[٧]وأمَّا بالنسبة لأركان العمرة التي يجب أن يتبعها كلُّ معتمر فهي كما يأتي:[٦]
- الإحرام
- الطواف
- السعي بين الصفا والمروة.
المراجع
- ^ أ ب ت سيد قطب، في ظلال القرآن، صفحة 193. بتصرّف.
- ^ أ ب {آل عمران: الآية 97}
- ^ أ ب {البقرة: الآية 196}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ مكانة الحج في الإسلام, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-12-2018، بتصرّف
- ^ أ ب "الحج والعمرة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2022. بتصرّف.
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الترمذي، المصدر: تحفة المحتاج، الصفحة أو الرقم: 2/130، خلاصة حكم المحدث: حسن