متى يتغير لون عيون الأطفال؟

كتابة:
متى يتغير لون عيون الأطفال؟

لون عيون الأطفال في الأشهر الأولى

إنّ لون عيون المولود الجديد هو ما يجذب انتباه كل من يراه، وكُثر هم الأطفال الذين يُبصرون النور بعيونٍ زرقاء، لكن قلائل الذين يبقى لديهم هذا اللون الجميل عندما يكبرون، وعادةً ما يتساءل الآباء عن لون العيون الحقيقي لطفلهم، وتبدأ مرحلة التكهّن بما هو اللون النهائي، إذ إنّه من الشائع أن يستمرّ لون عيون الأطفال بالتغيّر خلال الأشهر الأولى بعد الولادة قبل أن يستقرّ اللون المحدد،[١] فما هي أسباب تغيُّر لون عيون الأطفال؟ ومتى يظهر اللون الحقيقي لها؟ وما هو دور العوامل الوراثية في تحديده؟


لون عيون الأطفال

عند الحديث عن لون العيون فالمقصود حقًا هو قزحية العين (Iris)، وهي أحد أجزاء العين الخمسة التي تتضمن القرنية، والمُلتَحِمَة، والقزحية، وحدقة العين، والصُّلبة، وتعد القزحية عضلةً تقع خلف القرنية وتحيط بها حدقة العين التي تتحكم بكمية الضوء الداخلة إلى العينين، فالحدقة تتوسع عند إدخال كمية كبيرة من الضوء، وينجم عن التغيّر في توسّع الحدقة تحفيز انتشار صبغة الميلانين الخاصّة بتحديد لون العيون أو انحسارها، ممّا قد يُغير لون العينين قليلًا، وعلى الرّغم من أنّ لون العيون مكتسب وراثيًّا من الآباء، إلا أنّ نمط الوراثة معقد، ويشترك فيه أكثر من جين واحد، فتتحد هذه الجينات لتقدّم طيفًا كاملًا من الألوان ويتحدّد لون العيون، بينما تقوم جينات أخرى بتحديد نمط إفراز الصبغة في القزحية ومكانه.[٢][١]


متى يتغير لون عيون الأطفال؟

عادةً قد يتغيّر لون عيني الطفل خلال السنة الأولى من عمره عدّة مرات، خاصةً بين الشهر الثالث والسادس بعد الولادة، ليصل في بعض الحالات إلى حدّ الشهر التاسع والعام الأول، وحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون فغالبًا ما يُرجّح احتمال أن يكون لون عيون الطفل هو اللون البني، إذ أُجريت دراسة عام 2016 على 192 طفلًا حديث الولادة وكانت نتائج لون القزحية كما يأتي:[٣]

  • البني بنسبة 63٪.
  • الأزرق بنسبة 20.8٪.
  • الأخضر بنسبة 9.9٪.
  • تغاير تلون القزحيتين الجزئي (Partial heterochromia) بنسبة 0.5٪.


لماذا يتغير لون عيون الأطفال؟

يعتمد لون القزحية على بروتين يسمى الميلانين، ويحتوي جسم الإنسان على خلايا تسمى الخلايا الصبغية، التي تفرز الميلانين وتنقله إلى مكانه الصحيح، بما في ذلك إلى قزحية العين، ومع مرور الوقت إذا لم تفرز الخلايا الصبغية الميلانين بكمية كافية تكون عيون الطفل زرقاء، وإذا أفرزت كميةً أكثر قليلاً تكون خضراء أو عسليةً، وإذا أفرزت هذه الخلايا المزيد من الميلانين وبكمية كافية تبدو العيون بنيّةً (لون العين الأكثر شيوعًا)، ولأنّ الخلايا الصبغية تستغرق ما يقارب العام لإنهاء عملها فقد يكون من الصعب تحديد لون العين قبل العام الأول من عمر الطفل.

كما يعتمد لون العين بصورة رئيسة على عوامل جينية ووراثية تعتمد على لون عين الوالدين أو أحد الأجداد، خاصّةً الأطفال أصحاب البشرة الفاتحة، إذ يكون لون العينين عند الولادة فاتحًا كذلك؛ بسبب قلّة معدل الميلانين في الجسم.[١]


كيف تؤثر العوامل الوراثية على لون عيون الأطفال؟

يتأثر مقدار إنتاج الخلايا الصبغية للميلانين بما يقارب 16 جينًا، وتوجد عند كلّ شخص جينات معينة تحدّد لون العينين، ومن هذه الجينات توجد نسخة أخرى يطلق عليها اسم "أليل"، بمعنى أنّه يوجد أليل للعيون البنية و أليل مختلف للعيون الزرقاء، بالتالي فإنّ لون عيون الطفل يعتمد على مزيج من الأليلات التي يرثها من والديه، ومن أكثر الجينات شيوعًا للتأثير في لون العيون جين OCA2 وجين HERC2، ويمكن للجينات الأخرى أن تقترن بهذين الجينين، ممّا يُغير بعض النتائج.[٣]

وتجدر الإشارة إلى أنّ الألوان الداكنة تميل إلى السيادة، لذلك قد يتغلّب اللون البني على اللون الأخضر، كما قد يتغلّب اللون الأخضر على اللون الأزرق، ومع ذلك هذا لا يحدث دائمًا، فمن الصعب وضع تنبؤات صارمة وسريعة حول لون عيون الطفل، لكن توجد بعض الاحتمالات لذلك، منها ما يأتي:[٤]

  • إذا كانت للوالدين عيون بنية اللون لكن أحد أجداد الطفل لديه عيون زرقاء يوجد احتمال ضئيل أن تكون عيون الطفل زرقاء اللون.
  • إذا كانت لأحد الوالدين عيون زرقاء والآخر بنية عندئذٍ تكون فرصة امتلاك الطفل لعيون زرقاء اللون بنسبة 50/50.
  • في بعض الحالات يحدث تباين للون القزحية (Heterochromia iridis)، وفي هذه الحالة تكون قزحية إحدى العينين بلون مختلف عن قزحية العين الأخرى، كأن يكون لون إحدى عينيّ الطفل بنيّ ولون العين الأخرى أزرق.


دور الميلانين في لون عيون الطفل

يمثل الميلانين الذي تنتجه الخلايا الصبغية الدور الأكبر في تحديد لون الشعر ولون البشرة، تمامًا كما تقوم أشعة الشمس بتحويل الجلد إلى لون أغمق فإن الخلايا الصبغية تعطي القزحية الميلانين الذي يميّز لون العين، فعندما يولد الطفل ويتعرض للضوء الساطع في غرفة الولادة يبدأ ذلك الضوء بتحفيز إنتاج الميلانين في القزحية، مما قد يؤدي إلى تغيّر لون العين، وبسبب غياب الضوء أثناء الحمل فإنّ عيون الأطفال حديثي الولادة تبدو رماديّةً أو تظهر باللون الأزرق في وقت مبكر، بالتالي إضافة كمية قليلة من الميلانين تعطي اللون الأخضر، ومع الزيادة تصبح عيون المولود بنيّةً أو حتى سوداء.[٥]

ومن الجدير بالذّكر أنّ عيون الأطفال تحتاج إلى المتابعة والرّعاية الطبية باستمرار؛ إذ يُوصى بأن تبدأ زيارات الطّفل لطبيب العيون خلال المرحلة العمرية بين 6-9 شهور؛ وذلك لأنّ هذه المرحل هي الأفضل لمراقبة تطور العينين بالطريقة الصّحية والسليمة، فيتأكد الطّبيب من حركة عضلات العينين، ومحاذاتهما، وتركيز الرؤية، وغيرها من العلامات التي تُقيّم صحة العينين، كما يجب تنبيه الأهل إلى أهمية ملاحظة أي أعراض أو علامات تُشير إلى وجود مشكلة في العينين، مثل: انزعاج الطّفل المستمر من الإضاءة، أو ملاحظة أي إفرازات من العينين واحمرارهما، ووجود حكة فيهما.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Newborn Eye Color", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-08-06. Edited.
  2. Burt Dubow, OD (2019-04-01), "Eye color: How it develops and why it changes", www.allaboutvision.com, Retrieved 2020-08-06. Edited.
  3. ^ أ ب Karen Gill, Sara Lindberg (2020-06-10), "When Do Babies Eyes Change Color?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-06. Edited.
  4. Sherri Gordon, Brian Levine (2019-10-17), "All About Your Babys Eye Color", www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-06. Edited.
  5. Sharon Mazel (2019-05-22), "Babys Eye Color", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-06. Edited.
  6. "Babys Eyes & First Eye Exam", www.mb-opto.ca, Retrieved 2020-08-12. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×