متى يجب الصراخ على الطفل

كتابة:
متى يجب الصراخ على الطفل

الصراخ على الطفل

هل تَصرُخ على طِفلِك؟! وهل تعتقد أنه هو الحل الوحيد لتربية الأطفال؟ يجب أن تُفكر مرةً أُخرى، فالصُراخ المُستمر على الأطفال له العديد من الأضرار السلبيّة قصيرة المدى وطويلة المدّى، وفي هذا المقال توضيح للوقت الذي يُمكن فيه الآباء الصُراخ، وعرض الكثير من البدائِل التي يُمكن اتباعها بدلًا منه، إضافةً إلى نصائح تُساعد الآباء على التوقُف عن الصُراخ على أطفالِهم.


متى يجب الصراخ على الطفل؟

الصُراخ والعصبيّة لا يُساعدان الأطفال على الاستِماع، لذا يجب التوقُف عنهما وعدم استخدمها في أي وقت؛ لأنّه عندّ الصُراخ على الطِفل يتم تنشيط النظام الحوفيّ في الدّماغ (limbic system)، وهو الجزء المسؤول فيه عن الاسِتجابات السلوكيّة والعاطِفيّة، مما قد يؤدي إلى هروب الطِفل أو زيادة سلوكه العدوانيّ، لذا يُنصح بالتوقف عن استِخدام الصُراخ، وبدلًا من ذلك التحدُّث مع الطِفل واتباع طُرق بديلة يُمكن من خلالها الاستغناء عن الصُراخ عليه.[١]


ما أضرار الصراخ على الطفل؟

يوجد العديد من الأضرار المُحتملة للصُراخ على الأطفال، من أهمها ما يأتي:[٢]

  • ردة الفعل العكسية: بزيادة المشكلة تعقيدًا؛ إذ أظهرت الأبحاث أنّ الصراخ المستمر يمكن أن يزيد من السلوك السيئ للطفل على المدى البعيد، لذا يجب عدم اتباع هذا الأسلوب، كما أظهرت دراسات أُخرى قائمة على علاقات الأطفال بآبائهم أنّ الصراخ على الأطفال الذين يبلغون من العمر 13 عامًا قد يزيد السلوك السيئ لديهم في العام التالي.[٣]
  • التغيّرات في نمو الدماغ: أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين تعرضوا خلال مرحلة الطفولة للإساءة اللفظية تمّت مُلاحظة اختلافات لديهم في أجزاء من الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات واللغة بالاعتماد على نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ (MRI).[٤]
  • الاكتئاب: أثبتت الدراسات أنّ الأطفال الذين يبلغون من العمر 13 عامًا وتم الصراخ عليهم بسبب السلوكيات السيئة سجلوا نسبةً أعلى من أعراض الاكتئاب، وقد أظهرت دراسات أُخرى وجود علاقة موثوقة بين الاعتداء العاطفي والاكتئاب أو القلق، إذ يمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى تفاقم السلوك السيئ المُدمر للذات، مثل: تعاطي المخدرات، أو زيادة النشاط الجنسي الخطر.[٥]
  • آثار الصحة الجسدية: فالأطفال الذين تعرضوا للإساءة اللفظية يزيد لديهم خطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة تتعلق بالصحة البدنية.
  • الألم المزمن: أثبتت دراسة حديثة أنّ تجارب الطفولة السيئة كالتعرض للإساءة اللفظية أو أنواع أُخرى من الإساءة تزيد من خطر الإصابة بالحالات الصّحية المزمنة، التي يكون الألم من أهم أعراضها على المدى البعيد، مثل: التهاب المفاصل، والصداع الشديد، ومشكلات الظهر والرقبة، والآلام المزمنة الأخرى.[٦]


بدائل الصراخ على الطفل

يوجد العديد من الممارسات الانضباطية التي يمكن اتباعها دون الصراخ على الطفل، تتضمن ما يأتي:[٧]

  • التمهُل قبل الصراخ: يُنصح بإعطاء الآباء أنفُسهم مُهلةً قبل الصراخ، من خلال التنفس العميق والتفكير قبل اتخاذ أي قرار.
  • مصارحة الطّفل بالمشاعر: يُنصح الآباء بالتحدّث مع أطفالهم عمّا يجول في خاطرهم جراء تصرف الطّفل السيئ، ومُصارحته بتبعات هذا السّلوك؛ فهذا يُساعده على تطوير موقف محترم تجاه الذات والآخرين وتكوين علاقات صحية في المستقبل.
  • حل المشكلاتات بهدوء: التصرّف بطريقة سيئة عند الأطفال جزء من النمو والتطوّر؛ لذا فتهذيب هذه التصرفات يجب أن لا يكون بطريقة حازمة؛ تجنبًا لتكرار السلوك السيئ في المستقبل، إذ يُنصح بحل هذه السلوكيات بالهدوء والتحدث مع الأطفال باحترام، مع مراعاة أن يجلس الوالدان أو يقفا عند توجيه الكلام للطفل عند مستوى طوله؛ أي ليس من بعيد أو من عُلو.
  • القليل من العواقب والتهديدات: العقاب والتهديد يؤديان إلى توليد المزيد من مشاعر الغضب، ويمنعان الطفل من التطوير الداخلي، ويعززان عنده الشعور بعدم الأمان.
  • تلبية الاحتياجات الأساسية: تساعد تلبية الحاجات الأساسية للطفل في شعوره بالسعادة وتحسين سلوكه، مما يُقلل من احتمالية إساءة التصرف.


نصائح للتوقف عن الصراخ على الطفل

يوجد العديد من النصائِح التي يُمكن اتباعها للتوقف عن الصُراخ على الطِفل، منها ما يأتي:[٨]

  • معرفة الأسباب التي تُزعج الآباء من سُلوكيات الأطفال وما السبب الذي دفعُهم للصُراخ، وهل يُمكن استِخدام طريقة أُخرى بدلًا منه.
  • تذكير النفس الدائِم أن الصُراخ على الطفل قد يُسبب العديد من الآثار الجانبيّة التي ذِكرُت سابِقًا.
  • قد يكون الصُراخ ناتِجًا عن مُعاملة سيئة سابقة للآباء وهو السبب في استخدامه مع أطفالِهم، لذا يُنصح بطلب المُساعدة المُحترفة من قِبل طبيب نفسيّ للتحكُم بالتصرُفات وتنظيم العِلاقات بين الآباء والأطفال.
  • يُنصح بالتركيز على نقاط قوة الطِفل وتنميتها وإعطائها الحيز الأكبر من الوقت بدلًا من التركيز فقط على سلوكياته الخاطئة ومحاولة خلق ردة فعل سلبية لها في كل مرة.
  • التوقُف عن التفكير المُستمر والقلق في مُستقبل الأطفال وما إن كانت سلوكياتُهم قد تؤثر عليهم في المُستقبل، واستِبدالُها بأفكار إيجابيّة وواقعيّة.
  • أداء التمارين الرياضيّة وتمارين التنفُس التي تُساعد على التقليل من الإجهاد والعصبية، بما في ذلك المشي واليوغا والتأمل.


المراجع

  1. "Stop Yelling At Your Kids", webmd, Retrieved 18-6-2020.
  2. "5 Serious Long-Term Effects of Yelling At Your Kids", healthline, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  3. [srcd.onlinelibrary.wiley "Longitudinal Links Between Fathers’ and Mothers’ Harsh Verbal Discipline and Adolescents’ Conduct Problems and Depressive Symptoms"], srcd, 2013, Issue 85, Folder 3, Page 45. Edited.
  4. "Exposure to Parental Verbal Abuse Is Associated With Increased Gray Matter Volume in Superior Temporal Gyrus", ncbi, 2011, Issue 45, Folder 1, Page 280-1016. Edited.
  5. "The Long-Term Health Consequences of Child Physical Abuse, Emotional Abuse, and Neglect: A Systematic Review and Meta-Analysis", ncbi, 2012, Issue 10, Page 1371-10013949. Edited.
  6. "When Emotional Pain Becomes Physical: Adverse Childhood Experiences, Pain, and the Role of Mood and Anxiety Disorders", Wiley Online Library, Issue 73, Folder 10, Page 1403-1428. Edited.
  7. "The Long-Lasting Effects of Yelling at Your Kids", healthline, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  8. "How to Stop Yelling at Your Kids: Use These 10 Tips", empoweringparents, Retrieved 18-6-2020. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×