محتويات
السكري وهرمون الإنسولين
الإنسولين هو هرمون يفرز من البنكرياس ليساعد خلايا الجسم على استهلاك الجلوكوز، فيضبط مستواه في الدم، لذا هو هرمون حيوي وضروري للجسم، لكن في بعض الحالات يعجز البنكرياس عن إفرازه تمامًا أو بالكم الكافي، فيرتفع مستوى الجلوكوز كثيرًا ويصاب الفرد بما يعرف بمرض السكري، وهو مرض مزمن له أكثر من نوع، أشهرها السكري من النوع الأول الذي يصيب عادةً الأطفال وصغار السن، وينتج عن تلف خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين، والسكري من النوع الثاني الأكثر انتشارًا الذي يصيب عادةً البالغين، وينتج هذا النوع من عدم إفراز هرمون الإنسولين بالكم الكافي للجسم أو من مقاومة خلايا الجسم له رغم إفرازه فلا يستطيع القيام بوظائفه، بالتالي يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، ويوجد نوع آخر من السكري وهو سكري الحمل، الذي يصيب النساء خلال مدة الحمل فقط ويختفي عادةً بعد الولادة.[١]
متى يحتاج مريض السكري إلى الإنسولين؟
يعدّ هرمون الإنسولين الصناعي أحد خيارات علاج مرض السكري؛ فهو يعوّض نقص الهرمون الطبيعي في الجسم، فمريض السكري من النوع الأول لا يستطيع العيش دون هذا الهرمون، لذا يأخذ الهرمون الصناعي مدى الحياة، بينما مريض السكري من النوع الثاني يُعالَج بتعديل نمط الغذاء ونمط الحياة، وتناول بعض الأدوية، لكن في حال فشل هذه الطرق في التحكم بمستوى الجلوكوز في الدم يكون هرمون الإنسولين هو الحل.
أما النساء المصابات بسكري الحمل فبعضهن يضطر إلى استخدام هرمون الإنسولين خلال الحمل لضبط مستوى الجلوكوز في الدم حتى يحين موعد الولادة.[٢][١]
كيف يتم إعطاء الإنسولين؟
يؤخذ هرمون الإنسولين على شكل حقن باستخدام الإبر أو أقلام الإنسولين أو المضخة التي تركب للمصاب بالسكري، ويعتمد اختيار وسيلة الحقن على التفضيلات الشخصية للمصاب وحالته المادية والصحية، ولحقن الإنسولين بطريقة صحيحة يجب أن يتعلم المصاب ذلك من الطبيب أو الصيدلي.
يمكن حقن الإنسولين بأكثر من مكان في الجسم، مثل: الفخذ، والأرداف، وأعلى الذراع، والبطن بعيدًا عن السرة بمقدار 5 سنتيمترات تقريبًا، ويجب على المصاب بالسكري تبديل مكان الحقن باستمرار لتجنب زيادة سماكة الجلد من كثرة الحقن، كما تختلف الجرعة من مصاب إلى آخر وكذلك عدد الجرعات اليومية، فالبعض يحتاج إلى جرعة واحدة فقط يوميًا، بينما البعض الآخر يحتاج إلى 3-4 جرعات يومية تبعًا للحالة ونوع الإنسولين المستخدم.[٢]
ما هي أنواع الإنسولين؟
توجد عدة أنواع من حقن الأنسولين تختلف في سرعة عملها، ووقت وصولها إلى الذروة؛ أي إلى أقصى فعالية لها، ومدة استمرار فعاليتها في الجسم، وهي على النحو الآتي:[٣]
- الإنسولين سريع المفعول: يبدأ مفعوله بعد 15 دقيقةً من الحقن، ويصل إلى أقصى فعالية خلال ساعة، ويستمر مفعوله 2-4 ساعات، وأشهر هذه الأنواع الليسبرو والأسبارت.
- الإنسولين قصير المفعول: يعرف أيضًا بالأنسولين المنتظم، يبدأ مفعوله بعد 30 دقيقةً، ويصل إلى أقصى فعالية خلال 2-3 ساعات، ويستمر مفعوله 3-6 ساعات من الحقن.
- الإنسولين متوسط المفعول: يبدأ مفعوله خلال 2-4 ساعات من الحقن، ويصل إلى أعلى مستوياته خلال 4-12 ساعةً، ويستمر مفعوله 12-18 ساعةً.
- الإنسولين طويل المفعول: يبدأ مفعوله بعد عدة ساعات من الحقن، ويستمر 24 ساعةً تقريبًا، وأشهر أنواعه الجلارجين والديتيمير.
- الإنسولين ممتد المفعول: يبدأ مفعوله بعد 6 ساعات من الحقن، ويستمر 36 ساعةً وأكثر.
- الإنسولين المختلط: هو نوعان من الإنسولين مخلوطان معًا في زجاجة واحدة لتسهيل الحقن على المصاب، فيسحب الجرعة من زجاجة واحدة بدلًا من زجاجتين، مما يفيد المرضى ضعيفي البصر ومن لا يتمتعون بمهارة عالية في سحب الجرعات.
في عام 2015 اكتُشِفَ نوع جديد من الإنسولين، وهو الإنسولين المستنشق، الذي يُجنّب المصاب الحقن المؤلم، ويحتوي البخاخ على إنسولين سريع المفعول يؤخذ قبل كل وجبة لكلا النوعين من مرض السكري، ويبدأ مفعول البخاخ خلال 12-15 دقيقةً من استنشاقه، ويصل إلى ذروته بعد 30 دقيقةً ويستمر مفعوله 180 دقيقةً تقريبًا، لذا فهو لا يغني عن الإنسولين طويل المفعول، فيضطر المصاب إلى استخدام الحقن أيضًا لكن بمعدل أقل.[٣]
ما الآثار الجانبية للإنسولين؟
تختلف الآثار الجانبية للإنسولين باختلاف نوعه، وفي ما يأتي أكثر هذه الآثار شيوعًا:[٤]
- اكتساب الوزن الزائد مع بداية استخدام الإنسولين.
- انخفاض سكر الدم بشدة.
- الطفح الجلدي والتكتلات والتورم مكان حقن الإنسولين.
- القلق أو الاكتئاب.
- السعال عند استخدام النوع المستنشق.
يعدّ انخفاض سكر الدم من أهم الآثار الجانبية للإنسولين، ويحدث عند أخذ جرعة زائدة أو في الوقت الخاطئ، ويسبب هذا الانخفاض ظهور أعراض على المصاب، مثل: الدوخة، والإجهاد، وصعوبة التحدث، والارتباك، وشحوب الجلد، والتعرق، وتشنجات العضلات، وفقدان الوعي، ولتجنب هذه الآثار يجب على المصاب بالسكري الالتزام بمواعيد الإنسولين وجرعاته الموصوفة، وغالبًا يصف الطبيب نوعين منه يعملان بسرعات مختلفة لتحكم أفضل بمستوى السكر في الدم.[٤]
كيف يتم حفظ الإنسولين؟
يجب أن يحتفظ مصاب السكري بزجاجات من الإنسولين تكفيه لمدة أسبوعين على الأقل استعدادًا لأي طوارئ، ويمكنه الاحتفاظ بالزجاجة المفتوحة التي يستخدمها بدرجة حرارة الغرفة بشرط ألا تتعدى 25 درجةً مئويةً، لذا يجب الانتباه إلى ارتفاع الحرارة في الأيام الصيفية الحارة أو عند استخدام أجهزة التدفئة المختلفة، بينما الزجاجات المغلقة التي لم تُفتح بعد تحفظ في الثلاجة، وتبلغ درجة الحرارة المثالية لحفظ الإنسولين 2-6 درجة مئوية، وأي زجاجة متروكة خارج الثلاجة بدرجة حرارة الغرفة لمدة أكثر من 28 يومًا تصبح تالفةً ويجب التخلص منها فورًا، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب الحذر من حفظ الإنسولين في الفريزر؛ لأن التجميد يكسره ويتلفه.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Diabetes and insulin", betterhealth, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ^ أ ب Valencia Higuera (2019-5-7), "Everything You Need to Know About Insulin"، healthline, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ^ أ ب "Insulin Basics", diabetes, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ^ أ ب Jenna Fletcher (2020-6-17), "What are the side effects of insulin therapy?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-25. Edited.
- ↑ "Insulin and diabetes", diabetes, Retrieved 2020-6-25. Edited.