متى يظهر الجسم الأصفر

كتابة:
متى يظهر الجسم الأصفر

متى يظهر الجسم الأصفر؟

تتكوّن الدورة الشهرية لدى المرأة عامةً من مرحلتين، المرحلة الأولى تُعرَف باسم المرحلة الجريبية أو التكاثرية (Follicular Phase)، والمرحلة الثانية هي المرحلة الأصفرية أو مرحلة ما بعض الإباضة (Luteal phase)، وهذه هي المرحلة التي يظهر فيها الجسم الأصفر، وهذا يعني أنّ الجسم الأصفر يظهر بعد عملية الإباضة التي تحدث قبل حوالي 10-16 يومًا من نزول دم الحيض لدى المرأة، والتي يُطلَق فيها بويضة ناضجة من المبيض[١][٢]

من المعروف أنّ مبايض المرأة تحتوى على أكياس صغيرة مملوءة بسوائل تُعرَف باسم جريبات المبيض (Ovarian follicles)، وهذه الجريبات تحتوي في داخلها على بويضات غير ناضجة تُعرَف باسم الخلايا البيضية (Oocyte)، وخلال أول أسبوعين من الدورة الشهرية، تُنظّم الهايبوثالاموس أو تحت المهاد (تحت المهاد هي جزءٌ صغيرٌ من الدماغ، وتقع في قاعدته، بالقرب من الغدة النخامية، وتنظّم العديد من الوظائف المهمة في الجسم)،[٣] إفراز بعض أنواع الهرمونات من الغدة النخامية، والتي تُحفّز بدورها عددًا من جريبات المبيض لتبدأ الخلايا البيضية بداخلها بالنمو والتطوّر إلى بويضة ناضجة[٤].

في النهاية فإنّ واحدًا من هذه الجريبات عادةً ما يسود ويبقى ويتحلّل الباقي، وهذا الجريب يُطلِق البويضة الناضجة منه حينما يأتي موعد الإباضة، وبالتالي يبقى الجريب فارغًا، لذا تتجمّع وتتحوّل الخلايا المكوّنة له بعد إطلاق البويضة ليُكوّن ما يُعرَف لاحقًا باسم الجسم الأصفر[٤].


هل يمكن ملاحظة أعراض أو علامات تدل على تشكل الجسم الأصفر؟

لا، لا توجد أيّ أعراض أو علامات معروفة تدلّ على تشكّل الجسم الأصفر، ولكن في الحالات التي يشكّ فيها الطبيب بوجود خطأ في تكوّن أو تشكّل الجسم الأصفر، من الممكن أن يستدلّ على تكوّنه من خلال فحص مستوى هرمون البروجستيرون في الدم، لأنّ الجسم الأصفر يُفرز هذا الهرمون، أو من خلال فحص السونار المهبلي (Vaginal sonograms)، للكشف عن كثافة بطانة الرحم خلال المرحلة الأصفرية التي يتكوّن خلالها الجسم الأصفر[١].


ما الدور الذي يلعبه الجسم الأصفر في الخصوبة والحمل؟

يلعب الجسم الأصفر دورًا مهمًا في الخصوبة وحدوث الحمل واستمراره، ويرجع هذا الأمر إلى دوره المهم والأساسي الذي يتمثّل في إفراز هرمون البروجستيرون المهم للحمل واستمراره أيضًا، إذ بعد تخصيب البويضة من الحيوان المنوي وحدوث الحمل، تنزرع البويضة في الرحم، وتتكوّن مشيمة أولية للجنين، وهذه المشيمة تُفرز هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG) وهو هرمون الحمل، وهذا يُحفّز الجسم الأصفر على إنتاج المزيد من هرمون البروجستيرون، وفيما يأتي بيان لأهمية هرمون البروجستيرون في أول الحمل:[١][٤][٥]

  • يسمح بنمو الرحم دون شعور المرأة بأي تقلّصات.
  • نمو وزيادة كثافة بطانة الرحم، ممّا يُسهّل انزراع البويضة المخصبة بعد حدوث الحمل.
  • يُحسّن من تدفّق الدم ووصول الأكسجين.

يستمرّ الجسم الأصفر في إفراز المزيد من هرمون البروجستيرون حتى يصبح الجنين قادرًا على إنتاج كميات كافية من هرمون البروجستيرون لاستمرار الحمل، وهذا يحصل تقريبًا بين الأسبوع 7 إلى 9 من الحمل، ويبدأ حجم الجسم الأصفر في الانخفاض في الأسبوع 10 من الحمل، وتجدُر الإشارة إلى أنّه في حال عدم حدوث الحمل أساسًا، فإنّ الجسم الأصفر يُقلل من إفراز هرمون البروجستيرون والإستروجين تدريجيًا ويتحلّل وتحدث دورة الحيض حينها.[٥]


هل يمكن أن يتعرض تكون الجسم الأصفر لأخطاء أو مشكلات؟

نعم، من الممكن أن يتعرّض تكوّنه لبعض الأخطاء أو المشكلات، منها ما يأتي:[٤][٥]

  • كيسة الجسم الأصفر (Corpus Luteum Cysts)، عادةً ما يحتوي الجسم الأصفر على فتحةٍ فيه نتيجة لإطلاق البويضة الناضجة، ولكن في بعض الأحيان، تنغلق هذه الفتحة مرةً أخرى، ويمتلئ الجسم الأصفر بالسوائل، ممّا يُكون كيسة الجسم الأصفر، وعادةً ما تكون هذه الكيسة غير مؤذية وغير مؤلمة، وتذهب من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج بعد عدّة أسابيع أو 3 دورات شهرية، ولكن في بعض الأحيان، من الممكن أن تسبب هذه الكيسة أعراضًا ظاهرةً وتتطلّب حينها العلاج، ومن هذه الأعراض:
    • الانتفاخ.
    • ألم حادّ في منطقة الحوض
    • دورة حيض مؤلمة.
    • زيادة الوزن.
    • الشعور بالألم في الفخذين وأسفل الظهر.
    • زيادة عدد مرات التبول.
    • الشعور بالألم أثناء العلاقة الزوجية.
    • مواجهة صعوبة في التبوّل والتبرّز.
    • نزيف مهبلي غير طبيعي.


  • ضعف طور الجسم الأصفر (Corpus luteum defect)، أو كما يُعرَف باسم عوز المرحلة الأصفرية، وفي هذه الحالة لا ينتج الجسم الأصفر كميات كافية من هرمون البروجستيرون، ممّا يتسبّب بدورة شهرية خفيفة وارتفاع خطر الإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Corey Whelan (17/1/2019), "How Does the Corpus Luteum Affect Fertility?", healthline, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  2. "How can I tell when I'm ovulating?", nhs, 1/5/2019, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  3. Jill Seladi-Schulman (21/3/2018), "Hypothalamus Overview", healthline, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Rachel Gurevich (20/4/2020), "Overview of the Corpus Luteum", verywellfamily, Retrieved 1/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت Lori Smith (26/12/2017), "What is a corpus luteum?", medicalnewstoday, Retrieved 1/3/2021. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×