مخارج الحروف من اللسان

كتابة:
مخارج الحروف من اللسان
اللسان هو أهم أعضاء النطق، وله الأثر الكبير في إخراج معظم الحروف، ويُعبر عن اللسان باللغة والكلام، قال الله -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ)،[١] أي بلغة قومه، وهو مخرج عام فيه عشرة مخارج خاصة على الرأي المختار، وهو رأي ابن الجزري والجمهور، كما سنفصل لاحقا، ويخرج منها ثمانية عشر حرفاً.[٢]


مخارج الحروف من اللسان

وتقسم مخارج الحروف من اللسان إلى:

مخارج غير الطرف

وهي المخارج الخاصة من اللسان والتي لا تخرج من طرف اللسان، وهي خمسة كما يأتي:[٣]

  • مخرج أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك العلوي، ويخرج منه حرف القاف، قال ابن الجزري: "والْقَافُ... أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ".[٤]
  • مخرج أقصى اللسان أقرب إلى الأمام قليلاً مع ما يحاذيه من الحنك العلوي، ويخرج منه حرف الكاف، قال ابن الجزري: "والْقَافُ... أَقْصَى اللِّسَانِ فَوْقُ ثُمَّ الْكَافُ أَسْفَلُ".[٤]
  • مخرج وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك العلوي، ويخرج منه ثلاثة حروف، وهي الجيم والشين والياء الغير مدية، والياء الغير المدية هي الياء المتحركة أو اللينة، قال ابن الجزري: "وَالْوَسْطُ فَجِيمُ الشِّينُ يَا".[٤]
  • مخرج إحدى حافتي اللسان اليمنى أو اليسرى مع ما يحاذيها من الأضراس العليا، ويخرج منه حرف الضاد، قال ابن الجزري: "وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ إِذْ وَلِيَا... لاضْرَاسَ مِنْ أَيْسَرَ أَوْ يُمْنَاهَا".[٤]
  • محرج أدنى حافتي اللسان الأمامية إلى منتهاها مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف اللام، قال ابن الجزري: "وَاللاَّمُ أَدْنَاهَا لِمُنْتَهَاهَا".[٤]

مخارج الطرف

وهي خمسة مخارج خاصة، كما يأتي:[٥]

  • مخرج طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه النون، قال ابن الجزري: "وَالنُّونُ مِنْ طَرْفِهِ تَحْتُ اجْعَلُوا".[٤]
  • مخرج طرف اللسان مع شيء من ظهره مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه الراء، قال ابن الحزري: "وَالرَّا يُدَانِيهِ لظهر أدخل".[٤]
  • مخرج طرف السان مع ما يحاذيه من أصول الثنايا العليا، ويخرج منه ثلاثة أحرف، وهي: الطاء والتاء والدال، قال ابن الجزري: "والطاء والدال وتا منه ومن... عليا الثنايا".[٤]
  • مخرج طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، مع إبقاء فرجة بين اللسان والأسنان، ويخرج منه ثلاثة أحرف، وهي: الصاد والسين والزاي، قال ابن الجزري: " والصفير مُسْتَكِنْ مِنْهُ وَمِنْ فَوْقِ الثَّنَايَا السُّفْلَى"،[٤] واستعاض عن ذكر الحروف الثلاثة بذكر الصفة المشتركة بينهن، وهي الصفير.
  • مخرج طرف اللسان مع ما يحاذيه من أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه ثلاثة أحرف، وهي: الظاء والثاء والذال، قال ابن الجزري: "وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِلْعُلْيَا مِنْ طَرَفَيْهِمَا".[٤]

كيفية معرفة المخرج الخاص من اللسان

سنعرض هذه المخارج من الداخل إلى الخارج كما بينها علماؤنا، وسنلاحظ أن اللسان لا يخرج الصوت وحده، وإنما يحتاج إلى عضو آخر من أعضاء النطق حتى يصدر الصوت، فقد يصطدم اللسان بالحنك العلوي، أو بأطراف الثنايا، أو غيرها من أعضاء النطق، وحيث ينقطع الصوت يكون المخرج.[٢]

أهمية اللسان في تفخيم الحروف وترقيقها

عدا عن أهمية اللسان في إخراج عدد كبير من الحروف، فإن له أهمية موازية في تحقيق التفخيم والترقيق للحروف، فحقيقة التفخيم تعتمد على استعلاء أقصى اللسان،[٦] وهذه أهمية بالغة في إعطاء الحروف حقوقها وتمييزها عن الحروف المشتركة في المخرج.

كيفية الإتقان في مخرج اللسان

هذه مجموعة من التوجيهات في إتقان مخرج اللسان كما يأتي:

  • العلم بمخرج كل حرف من الحروف من خلال الاطلاع على الكتب التي توضح مخارج الحروف، أو الشروحات على المقدمة الجزرية، فهي مرجع أساسي في علم التجويد.
  • معلم القرآن الضابط المتقن، الذي يبين هذه المخارج ويعطي الصوت الصحيح لنطقها، ويصلح لطلابه مشاكلهم في النطق ويعينهم على كيفية اللفظ الصحيح.
  • التدريب المستمر واليومي لتحقيق مرونة أعضاء النطق وسهولة نطق الحروف منفردة ثم مرونة الانتقال بين المخارج مع إعطاء كل مخرج حقه.
  • تدوين مشاكل التلاوة ونقاط الضعف، وإعطائها الأولوية في التدريب والمعالجة، فوضع اليد على المشكلة أول خطوات حلها، ثم متابعة معلم القرآن ليقيس مقدار التقدم في حل المشكلة.
  • التحلي بالصبر والمثابرة والعزية وقوة الإرادة، وزيادة الحافز الداخلي من خلال معرفة الأجور المترتبة على تعلم تلاوة القرآن الكريم مجوداً، وأجور المجاهدة في حل مشاكل التلاوة، واحتساب الأجر.

المراجع

  1. سورة إبراهيم، آية:4
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 83-84. بتصرّف.
  3. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 128-129، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ابن الجزري (2001)، المقدمة الجزرية (الطبعة 1)، صفحة 8-9، جزء 1.
  5. صفوت سالم (2003)، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد (الطبعة 2)، جدة:دار نور المكتبات، صفحة 33-34، جزء 1. بتصرّف.
  6. أبو عمر و الداني (1988)، التحديد في الإتقان والتجويد (الطبعة 1)، بغداد:مكتبة دار الأنبار، صفحة 108-109، جزء 1. بتصرّف.
4715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×