مخاطر النوم أمام التلفاز

كتابة:
مخاطر النوم أمام التلفاز

النوم أمام التلفاز

بشكلٍ عام فإنّ هناك العديد من الأشخاص الذين يفضّلون النوم أثناء مشاهدتهم للتفاز بالرغم من أنّ ذلك ليس هو السيناريو الذي يفترض أن يحدث من وجهة نظرٍ صحيّة، إلا أنّهم يفضّلون القيام بذلك بهدف التحايل قدر الإمكان على العقل الباطن وتأثيراته المختلفة، وذلك إنّه في الوضع الطبيعيّ أو في الحالات التي يتعرّض بها الأشخاص إلى اضطراب ما بعد الصدمة.[١]

فإنّه عند اقتراب الشخص من الدخول في مرحلة النوم يبدأ العقل الباطن باستعادة بعض الأمور والأفكار التي قد تكون غير محبّبةٍ للشخص، والتي يحاول الأشخاص عدم التفكير بها قدر الإمكان مثل التفكير بالموت، أو التفكير ببعض المواقف السيئة التي قام بها الشخص أو تعرض لها، ولهذا السبب قد يلجأ الأشخاص إلى النوم أثناء مشاهدة التلفاز لتجنّب إفساح المجال للعقل الباطن للتعرّض لهذه الأفكار بالرغم من وجود العديد من مخاطر النوم أمام التلفاز، وسيتم مناقشة هذه المخاطر والتأثيرات السلبيّة من خلال هذا المقال.[١]


مخاطر النوم أمام التلفاز

هل للنوم أمام التلفاز أثر سلبي على الفرد؟

بالرغم من رغبة العديد من الأشخاص للنوم أثناء مشاهدتهم للتلفاز وبرامجه المختلفة للأساب التي تم ذكرها سابقًا إضافةً إلى رغبتهم في التسلية في حضور برامجهم المفضّلة، إلا أنّه من المهم معرفة مخاطر النوم أمام التلفاز لتجنّب التعرّض لهذه الأضرار والمخاطر، ومن أهم مخاطر النوم أمام التلفاز ما يأتي[٢]:


الأرق

بحسب بعض الدراسات التي تم إجراؤها فإنّ مشاهدة التلفاز أثناء وقبل النوم قد يتسبّب في تحفيز الخلايا العصبيّة في الدماغ والنواقل العصبيّة فيه، مما يؤدّي إلى عدم قدرة الدماغ لديهم على النوم نتيجةً لهذا التحفيز، ويعتمد مستوى ذلك على كلٍ من طبيعة الشخص نفسه وعلى المحتوى الذي يتم مشاهدته أثناء وقبل النوم، فعلى سبيل المثال ترتبط البرامح التي تحتوي على مستوى عالٍ من الإثارة أو التحفيز بحدوث الأرق وعدم القدرة على النوم، كما إنّ هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود ارتباطٍ في ما بين هذه البرامج التي تتم مشاهدتها قبل وأثناء النوم والأحلام التي يشاهدها الشخص، ولهذا السبب فإنّ مشاهدة البرامج أو الأفلام ذات المحتوى العنيف قد يؤدّي إلى مشاهدة الشخص للأحلام المزعجة وتكرار استيقاظه بسببها أثناء النوم، مما يزيد من مشكلة الأرق.[٣]


منع إفراز هرمون الميلاتونين

بشكلٍ عام فإنّ دورة الليل والنهار تتعاقب بشكلٍ طبيعيّ، ويتعاقب معها استجابة الجسم لتغيّر الإضاءة وتعاقبها، حيث إنّ إفراز العديد من الهرمونات يعتمد على تعاقب دورة الليل والنهار، ويُعدّ هرمون الميلاتونين أحد أهم الهرمونات التي تتأثر بمرور وتعاقب هذه الدورة حيث يتأثر إفرازه بوجود الإضاءة الكافية أو غيابها، ففي الوضع الطبيعيّ يتمّ إفراز هذا الهرمون عند غياب الضوء وحدوث العتمة، إلا أنّ مشاهدة التلفاز قبل النوم والتعرّض للأشعة والإضاءة التي تخرج منه يؤدّي إلى إرسال رسائل خاطئة وكاذبة إلى الدماغ تشير إلى وجود ضوءٍ، مما يؤدّي إلى فهم الجسم لذلك على أنّه ما زالت دورة الليل والنهار في فترة النهار، وبالتالي يؤدّي ذلك إلى وقف إفراز هذا الهرمون، ويُعد ذلك من أكثر الأمور شيوعًا لمخاطر النوم أمام التلفاز.[٤]


الضرر للأطفال

بشكلٍ عام فإنّ تعرّض الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ثمانية عشر عامًا للتلفاز ومشاهدتهم له قد يتسبّب في حدوث أضرارٍ مختلفة ومتعدّدة، حيث قد يؤثّر ذلك على نموّ الأطفال ويتسبب في اضطرابات النطق وقدرتهم على الكلام، كما إنّ مشاهدتهم للتلفاز قد تؤثّر على قدرتهم على التفاعل والتأثر بلغة الجسم ونغمة الصوت، حيث إنّ مشاهدتهم للتلفاز يمنع الأطفال من التفاعل مع الوالدين بالقدر الكافي الذي يعزز نموهم ويعزّز كلًا من ذاكرتهم وقدراتهم اللغوية والحسيّة أيصًا، وبالتأكيد فإنّ مشاهدتهم له أثناء فترة النوم قد يتسبّب في تشتّت تركيزهم وإحداث العديد من أضرار ومخاطر النوم أمام التلفاز لهم.[٥]


تجمع الغبار

بشكلٍ عام فإنّ التلفاز يحتوي في داخله على أشعةٍ ضوئيّةٍ متأيّنة، أي أنّ وجود هذه الأشعة أمرٌ أساسيٌّ لعمل معزم أجهزة التلفاز حتى الحديثة منها، وبالتالي فإنّ هذه الحزم الشعاعيّة والضوئيّة المتأيّنة تعمل على تأيّن السطح الخارجي لشاشة التلفاز، مما يؤدّي إلى جذب الجزيئات والمواد الصغيرة المتطايرة في الجو والتي تحمل أيوناتٍ إما موجة أو سالبة، مما يؤدّي إلى التصاقها بشاشة التلفاز، وقد تكون هذه الجزيئات إما غبارًا أو بعض الشعيرات أو الزغب الصغير المحمول عبر الهواء في الجو، ولهذا السبب فإنّ إبقاء التلفاز فاعلًا لفتراتٍ طويلة لا يُعد من مخاطر النوم أمام التلفاز فقط بل يشمل ذلك كافة أوقات اليوم كاملةً.[٦]


التقليل من وقت المحادثة

بشكلٍ عام فإنّ مشاهدة التلفاز لفتراتٍ طويلة أو إبقائه مفتوحًا في المنزل بالرغم من عدم وجود أيّ شخصٍ يرغب بأن يحضره قد يؤثّر سلبًا في عمليّة التواصل اللفظي بين الأشخاص، وذلك لأنّ التلفاز يقوم بعمليّة الحديث بدلًا من الأشخاص مما يؤدّي إلى تقليل وقت المحادثة بينهم، فعلى سبيل المثال يتحدّث الآباء مع أطفالهم بمعدّل تسعمائةٍ وأربعين كلمةً في الساعة في الوضع الطبيعيّ، بينما في حال وجود التلفاز وفتحه بالرغم من عدم مشاهدته فإنّ معدّل هذه الكلمات قد يقلّ إلى ما يقارب سبعمائةٍ وسبعون كلمةً في الساعة.[٥]


الصوت المرتفع يضر بصحة الأذنين

بشكلٍ عام فإنّ التعرّض للأصوات المرتفعة جدًا لفتراتٍ قصيرةٍ أو طويلة قد يؤدّي إلى إحداث ضررٍ للأذنين والتقليل من القدرة على السماع بشكلٍ جيد، وهذا أمرٌ معروفٌ لدى معظم الأشخاص، إلا أنّه من المهم الانتباه إلى أنّه في بعض الحالات فإنّ التعرّض لبعض الأصوات المرتفعة قليلًا لفتراتٍ طويلةٍ ومتتالية قد يؤثّر سلبًا على صحة الأذنين أيضًا، ومن الأمثلة على هذا النوع من الأصوات هي أصوات التلفاز والأجهزة الذكيّة المحمولة، لذا فإنّ مشاهدة التلفاز لفتراتٍ طويلةٍ أثناء النهار أو قبل النوم وتأثيراته على صحة الأذنين قد يُعد من مخاطر النوم أمام التلفاز.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "Is Falling Asleep With the TV on Really That Bad for You?", lifehacker.com, Retrieved 2020-05-06. Edited.
  2. "How television affects sleep -- and what we can do to sleep better", www.parentingscience.com, Retrieved 2020-05-10. Edited.
  3. "How television affects sleep -- and what we can do to sleep better", www.parentingscience.com, Retrieved 2020-05-06. Edited.
  4. "Is it Bad to Watch TV Right Before Bed?", www.sleep.org, Retrieved 2020-05-06. Edited.
  5. ^ أ ب "Why to Avoid TV for Infants & Toddlers", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-05-07. Edited.
  6. "Re: why does dust stick to the television screen?", www.madsci.org, Retrieved 2020-05-07. Edited.
  7. "What Noises Cause Hearing Loss?", www.cdc.gov, Retrieved 2020-05-07. Edited.
4072 مشاهدة
للأعلى للسفل
×