مدح المتنبي لسيف الدولة

كتابة:
مدح المتنبي لسيف الدولة

نبذة عن المتنبي

هو أبو الطيّب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي، ولد في الكوفة في محلّة تدعى كندة التي تعود نسبته إليها وذلك عام 915م، يعدُّ من أشهر الشعراء العرب على الإطلاق، قال الشعر في سنٍّ مبكّرة، وقد قيل أنه تنبأ في مكان يدعى بادية السماوة فتبع كلامه الكثيرون، حتّى تبعه أمير حمص وقبض عليه وسجنه، كانت نشأته الأولى في الشام ثم انتقل للبادية ليتعلم اللغة والأدب، وقد كان بين المتنبي وسيف الدولة الحمداني علاقة مميزة جدًا وهناك قصائد كثيرة في مدح المتنبي لسيف الدولة، وقيل عن قصة وفاته قصص كثيرة ومنها أنَّه وفي طريقه من أصفهان إلى العراق، نصب له أحد أعدائه وهو فاتك الأسدي كمينًا، وقتله في غربي بغداد.

الشعر في بلاط سيف الدولة

كان في بلاط سيف الدولة شعراء كثيرون ولكنّ المتنبي كان أبرزهم وأبو فراس الحمداني، وهناك قصائد كثيرة في مدح المتنبي لسيف الدولة تُقَدّر بِحوالَيْ 22 قصيدة، أظهرت هذه القصائد القدر الكبير من المودة الصادقة الذي يحمله المتنبي لسيف الدولة، وقد رافقها مدح تقليدي كما في الشعر العربيّ، وقد اهتم سيف الدولة بالشعراء لمصلحة سياسية فقد كان من واجبهم مدحه والاحتفاء به في أشعارهم فهو سيّدهم واميرهم وهؤلاء كان لهم الفضل امتداد نفوذ سيف الدولة في أنحاء العالم الإسلامي، وقد كان سيف الدولة أيضًا يغدق عليهم من الهِبات الكثير وعلى كلِّ الشعراء في بلاطِه، ولم يقتصرْ بلاط سيف الدولة على الشعراء بل كان من روّاده الفلاسفة وعلماء الدين وعلماء الفلك. [١]

مدح المتنبي لسيف الدولة

هام المتنبي في البلاد باحثًا عن الاستقرار في ظلِّ دولةٍ أو أمير حتى ذهب إلى انطاكيا، حيث كان أبو العشائر ابن عم سيف الدولة، واتصل بسيف الدولة، وذهب إليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه، وأن يقف بين يديه ويعرض عليه قصائده كما يفعل باقي الشعراء فوافق سيف الدولة وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة، حاول الحاسدون الإيقاع بين سيف الدولة والمتنبي بعد العلاقة العميقة التي كانت بينهما أمثال الشاعر أبو فراس الحمداني، وقد مدح المتنبي كلَّ خصال سيف الدول من شجاعة وصلابته في أرض المعركة، واشتعلت المنافسة بين المتنبي وشعراء بلاط سيف الدولة بعد معرفتهم مدى قرب المتنبي منه، ونجح البعض في زرع الشقاق بينهما. [٢]

قصائد مدح المتنبي لسيف الدولة

تمثّل قصائد مدح المتنبي لسيف الدولة ثُلْثَ شعره، ربما أكثر، وقد عاش معه الحياة بأكملها حتّى في غزواته، وكانت المودة بينهما تزيد، ويزيد مدح المتنبي لسيف الدولة، وقد كان سيف الدولة كريمًا سخيًا مع المتنبي وقربه منه وجعل له مكانة رفيعة، ومما جاء من شعر للمتنبي في مديح سيف الدولة:

  • يقول المتنبي في قصيدته "على قدر أهل العزم تأتي العزائم":  [٣]

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ       وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها        وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ      وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه        وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ

  • وقد مدحه أيضًا في قصيدة "الخيل والليل والبيداء تعرفني" والتي يقول فيها: [٤]

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي       وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ

إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ             فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ        وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ       وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ

  • وفي قصيدة أخرى يمدح سيف الدولة فيقول: [٥]

يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا             وعش برغم الأعادي عيشةً رغدا

هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمةٌ سقَطَت      من المكارِمِ حتى ألقت العمدا

خرَّت لوجهكَ نحو الأرض ساجدةً         كما يَخِرُّ لوجهِ اللَه مَن سجَدا

المراجع

  1. أبو الطيب المتنبي, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-2-2019، بتصرُّف
  2. أبو الطيب المتنبي،,  "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-2-2019، بتصرُّف
  3. المتنبي, "www.aldiwan.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-2-2019، بتصرُّف
  4. واحر قلباه ممن قلبه شبم,  "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-2-2019، بتصرُّف
  5. يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا, ، "www.aldiwan.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-2-2019، بتصرُّف
5107 مشاهدة
للأعلى للسفل
×