مدينة مغنية في ولاية تلمسان

كتابة:
مدينة مغنية في ولاية تلمسان

مدينة مغنية في ولاية تلمسان

مدينة مغنية هي مدينة جزائريّة تقع في ولاية تلمسان، وتقع هذه المدينة على امتداد مدينة أمجاد وتحديداً في اتجاه مسالك الطرق التي تشق كلاً من السهول، وجبال فلاوسن، وسلسلة ترارة طوماي.


تحد هذه المدينة بلديّة السواني من الناحية الشماليّة، وبلديّة بني بوسعيد من الناحية الجنوبيّة، وحمّام بوغرارة من من الشرق، أمّا من الغرب فتحدها مدينة المغرب، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة مغنية.


تاريخ مدينة مغنية

كانت هذه المدينة قلعة أو ثكنة عسكريّة وذلك أثناء الاحتلال الروماني للجزائر، وقد أطلق عليها في السابق اسم نوميروس سيروروم، حيث يعني هذا الاسم كلمة "سير"؛ وذلك نسبةً إلى الجيوش التي جاءت سيراً من بلاد الشام إلى هذه المنطقة، وقد سميت هذه المدينة باسم مغنية نسبةً إلى امرأة كانت تعرف بشدة إيمانها وورعها، حيث كات تذهب بشكلٍ سنويٍ إلى الحج، وفي مرّةٍ من المرّات وأثناء ذهابها إلى الحج مع قوافل الحجاج توقفت في هذه المدينة فأعجبت المرأة بجمال المنطقة وروعتها، وعند عودتها قرّرت البقاء والمكوث فيها.


عاشت وبقيت فيها حتى تركت سلالةً من بعدها، حيث تكونت القرية حول بيتها في بداية الأمر، ثم حول قبرها، ثمّ اتسعت وامتدت فيما بعد، وما زالت سلالة الحاجة مغنية موجودةً إلى يومنا هذا، وقد دخل الإسلام إلى هذه المدينة في القرن السابع الميلادي، عن طريق البدو الرّحل القادمين من الجزيرة العربيّة والذين استوطنوا في هذه المدينة بهدف الاستقرار، وقد دخلت القوات الفرنسيّة إلى مغنية عام ألفٍ وثمانمئةٍ وستةٍ وثلاثين عن طريق الجنرال بيدو الذي أقام ثكنةً عسكريّةً فيها على أنقاض آثار الرومان وقام بحفر الخنادق فيها.


مناخ مدينة مغنية

تتميّز هذه المدينة بمناخها القاسي على الرغم من وجودها بالقرب من البحر، حيث يكون الشتاء فيها بارداً وممطراً وذلك من شهر أكتوبر وحتّى شهر مارس، أمّا الصيف فيكون حارّاً وجافاً في مغنية، وتتراوح معدلات الأمطار في هذه المدينة بين ثلاثمئة وخمسين مللتراً وحتى أربعمئة مللتر في السنة، وتصل معدلات درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى ثماني عشرة درجةً مئويّةً، وتسع وعشرين وحتّى ثلاثين درجة مئويّةً في فصل الصيف.


الطابع الفلاحي لمدينة مغنية

يغلب على طابع هذه المدينة الطابع الفلاحي، حيث تتميّز أراضيها بغنى تربتها وخصوبتها ممّا يساعد على تميّز هذه المدينة بالإنتاج الزراعي القوي، وتنقسم أراضي هذه المدينة إلى قسمين مختلفين وهو القسم التابع لجبال ترارة في الشمال، وجبال تلمسان في الجنوب، وتتميّز الناحية الجنوبية بأنّ أراضيها مستوية نسبيّاً، حيث لا يتجاوز ارتفاعها الثلاثمئة متر عن سطح البحر.


أمّا بالنسبة للجهة الشمالية فتتميّز بكونها ذات طبيعة جبليّة متشعبة كما يبلغ ارتفاعها ما يقارب الأربعمئة متر عن سطح البحر، كما انّ أعلى نقطة جبليّة فيها هي جبال العرعار التي تصل إلى ما يقارب الخمسمئة وأربعة وأربعين ميلمتراً.

5861 مشاهدة
للأعلى للسفل
×