مراحل تشريع الصوم

كتابة:
مراحل تشريع الصوم

هل شُرع الصيام دفعة واحدة؟

لم يُفرض الصيام على المسلمين دفعةً واحدة؛ بل تمّ تشريعه على مراحل متعددة.[١]


المرحلة الأولى من تشريع الصيام

ما هي الأيام التي أُمر الصحابة بصيامها في صدر الإسلام؟

تتمثّل المرحلة الأولى من مراحل تشريع الصيام بالأمر بصيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المحرّم، والأمر بصيام ثلاثة أيام من كلّ شهر قمري، حيث كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّ الصحابة في صدر الإسلام على صيام هذه الأيّام حثًّا مؤكدًا ويأمرهم بها أمرًا لازمًا، فعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى الله عليه وسلَّمَ- يَأْمُرُنَا بصِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ، وَيَحُثُّنَا عليه، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ، لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ".[٢][١]


المرحلة الثانية من تشريع الصيام

كيف كان المسلمون يصومون شهر رمضان في بداية فرضه؟

بدأت المرحلة الثانية من تشريع الصيام بالأمر بصيام شهر رمضان على سبيل التخيير لا الجزم، حيث يمكن للمسلم أن يصوم أيام رمضان أو أن يفطر ويُطعم عن كل يوم مسكينًا فديةً لإفطاره، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[٣] وأصبح صيام يوم عاشوراء على التخيير أيضًا، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِن أَيَّامِ اللهِ، فمَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَهُ".[٤][١]


المرحلة الثالثة من تشريع الصيام

ما هي الحالة الأخيرة التي استقرت عليها فريضة الصيام؟

المرحلة الثالثة من مراحل تشريع الصيام هي المرحلة الأخيرة والتي استقرت فيها فريضة الصيام بصفتها المعروفة، حيث نُسخ الترخيص بين الصيام والإفطار مع الفدية في رمضان، وفُرض على القادر عليه من غير تخيير، وذلك بقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[٥] فشهود هلال رمضان للمسلم القادر على الصيام موجب له، والترخيص بالإفطار صار متعلّقًا بالعذر وهو السفر أو المرض المزمن أو الذي يزيد أو يتأخر شفاؤه بالصيام.[١]


الحكمة من تدرّج فرض الصيام

  • تخفيف المشقّة عن المسلمين في فرض صيام شهر كامل لم يعتادوا عليه من قبل.[٦]
  • مراعاة أحوال الناس وطبيعتهم البشرية ورفع الحرج عنهم من خلال فرض الصيام على مراحل متعددة.[٧]
  • رحمة من الله تعالى بعباده بالتيسير عليهم والتلطّف بهم.[١]


كيف يؤثر الصيام على الفرد من الناحية التربوية؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: وقفات تربوية مع الصيام

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج خالد الجريسي، كتاب الصوم جنة، صفحة 17-22. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:1128، حديث صحيح.
  3. سورة سورة البقرة، آية:183-184
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1126، حديث صحيح.
  5. سورة البقرة، آية:185
  6. ابن عثيمين ، كتاب فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام، صفحة 171. بتصرّف.
  7. محمد مصطفى الزحيلي، كتاب الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 233.
3314 مشاهدة
للأعلى للسفل
×