خلق الإنسان
خلق الله الإنسان بهذا الشكل الدقيق وفضّله على جميع خلقه تفضيلاً، ومن الجدير بالذّكر أنّ الماء الذي خلق الله منه الإنسان يحتوي على عدد كبير من الحيوانات المنويّة، والتي قد يصل عددها إلى الملايين التي لا يستطيع الإنسان رؤيتها بالعين المجردة وإنّما بالمجهر الدقيق فقط، وحيوان منوي واحد فقط من بين كلّ هذه الملايين التي يتمّ قذفها في الرحم يتكوّن منه هذا الإنسان، فتبارك الله أحسن الخالقين.
مراحل خلق الإنسان
نمو الجنين
المرحلة الأولى من مراحل نموّ الجنين هي النطفة، ويقصد بهذه المرحلة ثلاثة أشياء، وهي: الحيوانات المنويّة التي ينتجها جسم الذكور، بالإضافة إلى البويضة التي تنتجها المرأة، أمّا الأخيرة فتسمى الأمشاج، وهي الّتي يُخلق منها الجنين وهي ماء الرجل عندما يختلط بماء المرأة، أمّا المرحلة الثانية فيطلق عليها اسم العلقة، وسمّيت بذلك لأنها تتعلّق بجدار الرحم، ويحدث ذلك تقريباً في اليوم الخامس عشر، وفي هذه المرحلة يتحوّل شكل الجنين من الشكل الدائري إلى الشكل المستطيل.
أمّا المرحلة الثالثة فيطلق عليها اسم المضغة، وتنمو وتتطوّر بشكل كبير خلال اليومين الخامس والسادس والعشرين، وتكون على شكل خلايا متقابلة ومتلاصقة مع بعضها البعض، وسمّيت بهذا الاسم لأنّها تشبه قطعة اللحم الممضوغة.
تكوّن العظام
في المرحلة الرابعة من تكون الجنين تبدأ العظام بالنمو والتشكّل؛ حيث يتغيّر شكل المضغة، ويبدأ ظهور الهيكل العظمي للإنسان وتشكّل الملامح، ثم يكتسي العظم باللحم، وهذه هي المرحلة الخامسة، وهنا نشعر بتكوّن المظهر الإنساني للجنين بشكل كبير، فيصبح الجسم أكثر تناسقاً وترتيباً؛ حيث إنّ الجنين يبدأ بالحركة داخل الرحم، وتبدأ المرأة تشعر بهذه الحركة، ويحدث ذلك في آخر الأسبوع السابع، وتستمرّ إلى نهاية الأسبوع الثامن.
أمّا المرحلة السادسة فتعتبر الأهم؛ حيث يبدأ توازن الأعضاء في جسم الجنين، وتُنفخ فيه الروح، وتتشكّل ملامحه بشكل واضح جداً، كما تصبح العظام أكثر قوّة ومتانة، وفي الأسبوع الثاني عشر نستطيع معرفة جنس الجنين ذكراً كان أم أنثى، وذلك بسبب بدء تشكّل الأعضاء التناسليّة الخارجية له، ويمكن ملاحظة نمو الأظافر على الأصابع في هذه المرحلة، كما ويزداد الوزن ويستطيع الجنين التحكّم في حركات جسمه الإراديّة.
خارج الرحم
هذه هي المرحلة السابعة، وتبدأ عندما يتكوّن الجهاز التنفّسي ويصبح قادراً على القيام بوظائفه التنفسيّة بشكل جيد، وقد ميّز الله سبحانه وتعالى الإنسان على جميع الكائنات التي خلقها بذكر خلقه وتكوينه في القرآن الكريم، وذلك بسبب بديع خلقه وتكريماً له؛ فهو أفضل المخلوقات وأكرمها؛ حيث قال الله تعالى: «ولقد كرّمنا بني آدم»، كما توجد في القرآن سورة سمّيت بالعلق؛ وذلك إشارة إلى مرحلة علوق البويضة الملقّحة بجدار الرحم.