محتويات
ضربة الشمس
ضربة الشمس أو ضربة الحرّ Heat Stroke واحدة من أشكال الأمراض الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم، وهي من الحالات المرضيّة الشائعة للغاية خلال الصيف ولمن يعملون تحت أشعّة الشمس، والتي تتسبّب في ارتفاع حرارة الجسم إلى 40 مئويّة أو أكثر، ويصاحبها حدوث العديد من الأعراض التي تتدرّج ما بين الصّداع والجفاف والشعور بالدوخة والتّعب العام، وحتّى الإصابة بالتشنّجات وفقد الوعي، ولا يُستهان بتأثير ضربة الشمس عند الإصابة بها؛ إذ إنّها مسؤولة عن وفاة 240 شخصًا سنويًّا في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، لذا فهي تُعدّ من الحالات الطارئة التي تستدعي التدّخل الطبيّ العاجل لتجنّب الإضرار والتلف الدائم بأيّ من أعضاء جسم المُصاب.[١][٢]
مراحل ضربة الشمس
لا يُصاب الفرد بضربة الشمس خلال لحظة واحدة، فهي تنجم بدايًة عن التعرّض المطوّل للدرجات الحرارة العالية -كحرارة أشعة الشمس- لأوقات زمنيّة طويلة ومتواصلة بالتزامن مع جفاف الجسم في معظم الأحيان، مما يزيد من درجة حرارة الجسم ويُعطّل قدرته على السيطرة عليها أو خفضها لمُعدّلها الطبيعيّ.[٣]
وفي حال لم ينتبه المُصاب لارتفاع درجة حرارة جسمه ويُسيطر على الوضع لتخفيفها؛ فإنّه سيُعاني من صُداع قويّ، وغثيان أو تقيّؤ، وضعف في عضلات الجسم مع تسارع في ضربات القلب والأنفاس، ويتطوّر الوضع ليظهر على المُصاب الذهول والارتباك، ويُلاحظ ارتفاع درجة حرارة جسمه واحمرار بشرته، وتضطرب سلوكياته عن وضعها الطبيعيّ، فيُصاب بالهلاوس أحيانًا، وربّما ينتهي به الحال بالإصابة بنوبة صرع، وفقد الوعي.[٣][٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ التدرّج في مراحل ضربة الشمس لا يحدث في الحالات جميعه، إذ قد تظهر الأعراض الخطيرة بتسارع خطير، ودون ملاحظة العلامات الأوليّة لها.[٢]
أسباب ضربة الشمس
تحدث ضربة الشمس عمومًا نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم الناجم عن حدوث أحد الأسباب الآتية:[١][٤]
- الحضور في محيط أو بيئة حارّة، خاصّة تلك التي يرتفع فيها معدّل الرطوبة، ويظهر تأثيرها عند الحضور فيها لمدة زمنيّة طويلة، ولدى كبار السّن، والأفراد ممّن يُعانون من أمراض مُزمنة، وتُصنّف حينها بأنّها ضربة شمس كلاسيكيّة Classical Heat Stroke.
- ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة في المُناخ الحارّ، خاصّة لمن لم يعتد على ذلك، وتكثر لدى فئة الشباب، وتُصنّف تحت اسم ضربة الشمس الإجهاديّة Exertional Heat Stroke.
ويرتفع تأثير كلا السببين السابقين في كلٍّ من الحالات الآتية:[٤]
- الجفاف، الناجم عن عدم شرب الماء والسوائل الأخرى؛ لتعويض الجسم عمّا يفقده من سوائل أثناء التعرّق.
- ارتداء الكثير من الملابس، التي تُعيق قدرة الجسم على تبريد درجة حرارته من خلال التعرّق.
- تناول المشروبات الكحوليّة، التي تتداخل أيضًا مع قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته.
الإسعافات الأولية للمصاب بضربة الشمس
من الضروريّ التعامل مع المصاب أو المُحتملة إصابته بـضربة الشمس سريعًا؛ لمنع حدوث أيّ مُضاعفات أو تلف في الدماغ أو الكليتين أو الكبد وأعضاء الجسم الأخرى،[١] ويقتضي ذلك باتّباع كلٍّ ممّا يأتي:[٢]
- محاولة تبريد درجة حرارة المُصاب؛ ذلك بوضعه في منطقة مُظلّلة، وإزالة أيّ ملابس إضافيّة، كما يوضع كيس من الثلج تحت إبطيه على الفخذين.
- مساعدة المصاب في شرب الماء أو أيّ سوائل أخرى، ذلك فقط في حال كان قادرًا على شربها، مع تجنّب أيّ مشروبات تحتوي على الكافيين أو الكحول.
- قياس درجة حرارة المصاب باستمرار، ومتابعة محاولة تخفيضها إلى حين وصولها إلى ما بين 38.8 و38.3 مئويّة.
- الاتصال بالطوارئ للقدوم ومساعدة المصاب بإجراءات إضافيّة مناسبة.
التعافي من ضربة الشمس
بعد تبريد الجسم وتخفيض حرارته سواء أكان ذلك بعد إجراء الإسعافات الأوليّة أم بعد الاستعانة بالطوارئ ودخول المستشفى يُصبح المُصاب أكثر حساسيّة تجاه أشعة الشمس من قبل، ويستمرّ ذلك لمدة أسبوع، ويُنصَح خلالها بمنح الجسم الراحة الكافية، ومحاولة تجنّب الأماكن الحارّة أو الأعمال والتمارين المُجهِدة.[٥]
أمّا في ما يخصّ الحالات الحرجة التي تأخّر فيها تقديم الرعاية والعلاج اللازم لتبريد الجسم، أو التي كان فيها تأثير ضربة الشمس في المُصاب قويًّا فقد تعاني من مُضاعفات ومشاكل في القلب والكلى، أو اضطراب نُظم القلب وغيرها، والتي قد يستوجب لبعض منها شهران من العلاج والمتابعة قبل أن يتعافى الجسم منها تمامًا، وفي حالات أخرى قد يبدو الضرر دائمًا، مما ربما يظهر بنتائجه وآثاره في صحّة الفرد والعلاجات اللازمة له طيلة حياته.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت Alina Bradford (24-5-2019), "Heat Stroke: Causes, Symptoms & Treatment"، livescience, Retrieved 22-4-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Melissa Conrad Stöppler (11-12-2019), "Heat Stroke Symptoms, Signs, First Aid, and Recovery"، medicinenet, Retrieved 22-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Carol DerSarkissian (25-11-2018), "Heat Stroke: Symptoms and Treatment"، webmd, Retrieved 22-4-2020. Edited.
- ^ أ ب "Heatstroke", mayoclinic,15-8-2019، Retrieved 22-4-2020. Edited.
- ↑ "Heat Exhaustion and Heatstroke", familydoctor,27-3-2019، Retrieved 22-4-2020. Edited.
- ↑ Charles Patrick Davis (8-10-2019), "Heat Stroke"، emedicinehealth, Retrieved 22-4-2020. Edited.