مراحل نمو عظام الجمجمة عند الأطفال

عظام الجمجمة عند الأطفال

تتكوّن عظام الجمجمة عند الأطفال من ٦ عظام جمجمية يوجد فواصل بينها وترتبط هذه العظام مع بعضها بواسطة أنسجة مطاطية وليفية قويّة تُدعى الغرز، ويطلق على المساحات التي تبقى مفتوحة في جمجمة الرضع والأطفال الصغار اليافوخ والتي تعدّ جزءًا من النمو الطبيعي لرأس الطفل حيث تبقى عظام جمجمة الطفل مفصولة لمدة ١٢ إلى ١٨ شهر وبعد ذلك تنمو بشكل طبيعي، وتبقى متصلة مع بعضها خلال مرحلة البلوغ.^[١]

كما تحتوي جمجمة الطفل على يافوخين أحدهما في مقدمة منتصف الرأس ويطلق عليه اليافوخ الأمامي ويُغلق على سن الشهر أو الشهرين وقد يكون مغلق منذ الولادة والآخر في مؤخرة المنتصف، ويطلق عليه اليافوخ الخلفي ويُغلق عادةً بين سن 9 و18 شهر، ويحتاج الطفل اليافوخ والغرز خلال فترة نموه وذلك لأنّ مرونة الغرز تسمح لعظام الجمجمة للتداخل خلال الولادة، وبالتالي يعبر الطفل عبر قناة الولادة دون إحداث ضعطٍ أو تدميرٍ لدماغ الطفل.^[١]

مراحل نمو عظام الجمجمة عند الأطفال

يعدّ الرأس من أكثر مناطق الجسم التي تتعرّض للإصابات عند الأطفال، حيث تسبب إصابات الرأس الوفاة أو الإعاقة الدائمة للطفل؛ ولذلك فإن معرفة الاختلافات الهندسية والتشريحية بين جمجمة الأطفال والبالغين مهمٌ جدًا في تحديد أيّ خللٍ أو إصابةٍ قد تحدث لجمجمة الطفل،^[٢] وفيما يأتي تفصيلٌ لمراحل نمو عظام الجمجمة عند الأطفال:^[٢]

نمو جمجمة الرضيع

يعد رأس الرُضع أو الأطفال الصغار أكبر بطرقٍ نسبيةٍ من رأس البالغين، حيث إنّ معدل نمو الرأس عند الأطفال يقل بشكل عام مع زيادة العمر حيث يؤدي نمو الرأس إلى وجود اختلافات في ملامح وخصائص الوجه لكل مرحلة عمرية للطفل وفي الآتي توضيح لهذه الاختلافات: ^[٢]

• يختلف شكل الرأس عند البالغين والرضع حيث تكون البروزات الجدارية والجبهية أكثر وضوحًا عند الأطفال، مما يجعل الوجه مشدودًا أكثر أسفل منطقة الدماغ، كما إن الأنسجة الليفية الموجودة في الغرز واليافوخ تسمح لعظام الجمجمة بالتكيّف مع النمو السريع للدماغ فتتكلّس هذه الغرز بشكلٍ تدريجي وتغلق حتى سن 2 إلى 3 سنوات.
• من الاختلافات الأخرى بين جمجمة الأطفال والبالغين أنّ جمجمة الأطفال عند الولادة تكون عبارة عن طبقة واحدة رقيقة، ومع نمو الطفل تصبح هذه الطبقة عبارة عن تركيب مكوّن من ٣ طبقات، ونتيجةً للتطور السريع في تكنولوجيا التصوير الطبي فقد أتاح ذلك الفرصة لرسم تصميم هندسي ثلاثي الأبعاد للجمجمة، والتي يمكن أن تستخدم لتطوير نماذج إحصائية عن جماجم الأطفال.

تعد الجمجمة من التراكيب الهيكلية المميزة حيث إن لها أصل خلوي جنيني من العرف العصبي والأديم المتوسط، حيث تشكل النسيج العظمي وتمتاز بالمرونة لوجود الغرز الليفية،^[٣] وتمثّل جمحمة الجنين الجزء الأصعب للمرور خلال قناة الولادة بسبب طبيعية العظم الصلبة للجمجمة؛ لذلك فإن فهم ودراسة جمجمة الطفل تساعد على معرفة التقدّم الطبيعي لعملية الولادة، كما يجب معرفة اتجاه رأس الجنين في رحم الأم للتأكّد من إمكانية حدوث ولادة طبيعية أو تحويلها لإجراء تعديل لوضع الجنين أو أي إجراءٍ آخر، وتتكوّن جمجمة الأطفال مما يأتي:^[٤]

• عظمة الجبهة: والتي تشكّل جبهة الطفل وتكون عبارة عن جزأين منفصلين يندمجان مع بعضهما لتكوين عظمةٍ واحدةٍ بعد سن الثمان سنوات.
• العظمتين الجداريتين: اللتان تقعان على جانبي الجمجمة وتشكّل غالبيتها.
• عظمة القذالي: التي تشكل مؤخرة الجمجمة كما إنها تشكل جزء من قاعدتها وترتبط مع فقرات الرقبة.
• العظمتين الصدغيتين: اللتان تقعان على جانب الرأس بشكل قريب من الأذن.

ما المقصود بالغرز؟

تحتوي الجمجمة على الغرز وهي عبارة عن مفاصل موجودة بين عظام الجمجمة، حيث تتصلب خلال مرحلة الطفولة مما يجعل عظام الجمجمة غير قادرة على الحركة بالنسبة لكل واحدة منها، والغرز الموجودة هي ما يأتي:^[٤]

• الغرز اللمفي: الموجود بين عظمة القذالي وعظمة الجبهة.
• الغرز السهمي: الموجود بين العظمتين الجداريتين.
• الغرز التاجي: الذي يربط عظمة الجبهة بالعظمتين الجداريتين.
• الغرز الجبهي: الذي يربط العظمتين الجبهيتين مع بعضهما البعض.

نمو عظمة الفك

تعد عظمة الفك من أكبر وأقوى العظام المكونة للوجه حيث توجد فيه الأسنان السفلية، ويتكوّن من جزءٍ أفقي ومُنحني وجزأين عموديين يُسميان الرامي الذي يتحد مع الجسم بزاوية معينة، وجسم الفك عبارة عن غشاء ليفي يتمفصل مغطيًا الطبقة الخارجية لغضاريف ميكل وهذه الغضاريف تمثل اللوح الغضروفي لقوس الفك وعددهم اثنان واحد يمين والآخر يسار.^[٥]

ويرتبط الجزء القريب من جسم الفك بالأذن أما الجزء البعيد فيرتبط كلاهما معًا بواسطة أنسجة الأديم المتوسط، ويكون غضروف ميكل قريب من العصب الفكي الذي ينقسم إلى العصب السنّي واللغوي، أما الجزء الذي يُدعى الرامي فينشأ بشكلٍ سريع من التمفصل بشكلٍ خلفيّ من غضروف ميكل ونقطة التحوّل تُسمى فتحة الفك، أما النتوء السنخي فيشكل الجزء الثالث لعظمة الفك حيث يشمل الأعصاب السنخية والأوعية الدموية.^[٥]

اليافوخ وغرز الجمجمة

ما هي أهمية اليافوخ للدماغ؟

يحتاج الأطفال اليافوخ وغرز الجمجمة لنمو الدماغ وتطوّره وتكون هذه الغرز مرنة عند الرُضع وخلال فترة الطفولة أيضَا، مما يسمح للدماغ بالنمو بشكل سريع كما تحمي هذه الغرز أيضًا الدماغ من الضربات الخفيفة التي قد يتلقاها على منطقة الرأس والتي تحدث عند تعلم الطفل كيفية الجلوس أو إمساك الأشياء أو الدوران. ^[١]

وبدون وجود اليافوخ والغرز المرنة فإن دماغ الطفل لا يستطيع النمو بالشكل الطبيعي مما يسبب دمار فيه، كما إن الشعور باليافوخ والغرز يساعد الأطباء على التأكد من النمو والتطور الطبيعي للطفل حيث يستطيعون معرفة الضعط بداخل الدماغ من خلال الإحساس بالشد داخل اليافوخ، والتي عندما تكون منتفخة وغير مسطحة قد تُشير إلى زيادة الضغط داخل الدماغ، وفي هذه الحالة يحتاج الطبيب لاستخدام تكنولوجيا التصوير المختلفة مثل صورة الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري للوصول إلى التشخيص المناسب.^[١]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} "Cranial sutures", medlineplus.gov, 2020-07-13, Retrieved 2020-07-13. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} "A Statistical Skull Geometry Model for Children 0-3 Years Old", www.ncbi.nlm.nih.gov, 2020-07-13, Retrieved 2020-07-13. Edited.
3. ↑ "Musculoskeletal System - Skull Development", embryology.med.unsw.edu.au, 2020-07-13, Retrieved 2020-07-13. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "Antenatal Care Module: 6. Anatomy of the Female Pelvis and Fetal Skull", www.open.edu, 2020-07-13, Retrieved 2020-07-13. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "DEVELOPMENT AND GROWTH OF THE MANDIBLE", dentfac.mans.edu.eg, 2020-07-12, Retrieved 2020-07-12. Edited.