محتويات
مرض أبو وجه
يُدعى مرض شلل العصب السابع أيضًا، وهو شلل مفاجئ مؤقّت يصيب الوجه بسبب تضرر أو رضوض في العصب، الذي هو واحد من الأعصاب الاثنا عشر التي تغادر جذع الدماغ لنقل السيالات العصبية إلى أجزاء مختلفة من الرأس والوجه، ويمرّ داخل أنبوب ضيّق عظمي في الجمجمة أسفل الأذن، وهو زوجان من الأعصاب وكلّ عصب يغذّي العضلات على أحد جانبي الوجه، وهذه العضلات مسؤولة عن رمش وحركة العين، وتعابير الوجه؛ مثل: الابتسام، والعبوس.
كما يحمل الإشارات العصبية إلى الغدد اللعابية والغدد الدمعية وعظام الأذن الصغيرة، وينقل إشارات التذوق إلى اللسان، لذا عند الإصابة بمرض أبو وجه تتأثر وظائف العصب السابع، ويضطرب انتقال الإشارات العصبية؛ فتصاب عضلات الوجه بالضّعف أو الشلل، ويؤثر هذا المرض في عصبٍ واحد فيصيب نصف الوجه فقط، لكن في حالات نادرة قد يصيب العصبين معًا فيؤثر في الوجه كله.[١]
اسباب مرض أبو وجه
أبو وجه هو مرض يصيب النساء والرجال على حدٍّ سواء، وسبب الإصابة به غير واضح ومحدد، لكنّه قد يُعزَى إلى التهاب العصب السابع، مما يسبب ضغطًا على عظام الخد، وتضيّق مجرى العصب في الوجه، فينتج منه تلف الغشاء المحيط بالعصب الذي يحميه، وقد تحفّز الإصابة بهذا الالتهاب الإصابة بأحد أنواع العدوى الفيروسية؛ مثل: الجدري المائي، والحزام الناري، والهربس التناسلي، وفيروس إيبشتاين بار، والفيروس المضخّم للخلايا، وفيروس النكاف، وفيروس الإنفلونزا ب، وداء لايم، وفيروس كاواساكي الذي يسبب الإصابة بمرض اليد والقدم والفم.[٢]
وبالرّغم من عدم وجود سبب واضح للإصابة بهذا المرض، غير أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة به؛ مثل:[٢]
- مرض السكري، إذ يوجد احتمال إصابة مرضى السكري بمرض (أبو وجه) أكثر من أشخاص آخرين بأربع مرات.
- الحمل، إذ تُعدّ المرأة الحامل أكثر عرضةً للإصابة بالمرض -خاصةً في الثلث الأخير من الحمل-.
- النساء اللاتي أنجبن مؤخرًا منذ أقلّ من أسبوع واحد.
- فصل الشتاء مزامنةً مع نزلات البرد، والرشح، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- الصداع النصفي.
- الأشخاص ذوو الأعمار بين الخامسة عشر والستين، على الرغم أنّه قد يصيب الإنسان في أيّ عمر.
أعراض أبو وجه
تظهر الأعراض بشكل مفاجئ، فقد ينام الشخص وهو بحالة جيدة ويستيقظ في اليوم التالي وينظر في المرآة فيجد نصف وجهه مائلًا، وقد يشعر بعض المصابين بألم خلف الأذن لمدة يوم أو يومين قبل ظهور المرض، وبعضهم قد لاحظوا ارتفاع مستوى الصوت عدة أيام قبل الإصابة.
تتضمّن الأعراض ميلان الفم إلى أحد الجانبَين الأيسر أو الأيمن، مما يُفقِد المريض القدرة على النفخ، وصعوبة تناول الطعام والشراب والمضغ، والترويل، وفقد حاسة التذوق، وجفاف الفم والعين، وعدم القدرة على أداء تعابير الوجه المختلفة؛ مثل: العبوس، والابتسام، وكثرة سيلان الدمع من العين في الجهة المصابة، وفقد القدرة على الرمش أو إغلاق العين، وتشنجات في عضلات الوجه، وألم وتنميل خلف الأذن، وحساسية تجاه الصوت، وصداع.
تتشابه هذه الأعراض مع أعراض الجلطة الدماغية أو أورام الدماغ؛ لذا يُصاب المريض والمحيطون به بالذعر عند ظهورها، ومعظم المصابين يتحسنون خلال عدة أسابيع ويتماثلون للشفاء نهائيًا خلال ثلاثة أشهر، لكن قد تطول مدة الإصابة أطول من ذلك لدى بعض المصابين، وبعضهم قد يستمرون في المعاناة من الأعراض إلى الأبد.[٣][٤]
تشخيص مرض أبو وجه
يُشخّص الطبيب الإصابة بهذا المرض باستبعاد الأمراض والاضطرابات الأخرى المسببة للأعراض نفسها، ففي البداية يُجري الطبيب فحصًا عصبيًا للمصاب عن طريق طلب تنفيذ بعض حركات الوجه من المريض؛ مثل: غلق العين، وضمّ الشفايف، ورفع الحاجب والابتسام. ويُرجّح الطبيب الإصابة بمرض (أبو وجه) إذا ظهرت نتيجة الفحص هي فقدا أو ضعف حركات نصف الوجه أو كله دون ظهور أيّ أعراض أخرى مختلفة. ولاستبعاد الأمراض الأخرى يُجري الطبيب مزيدًا من الفحوصات والاختبارات؛ مثل:[٥]
- اختبارات الدم؛ لاستبعاد الإصابة بمرض لايم وغيره.
- الأشعة التشخيصية المختلفة؛ مثل: الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، لاستبعاد الإصابة بالسكتة الدماغية، أو أورام الدماغ.
- فحص الأنف والأذن والحنجرة.
- تخطيط كهربية العضل؛ هو اختبار عصبي يفحص العصب السابع، ويحدّد مدى تضرّره.
علاج مرض أبو وجه
معظم المصابين بهذا المرض يتماثلون للشفاء سواء بتناول العلاج أو دونه، ولا يوجد علاج واحد يناسب الحالات جميعها، لكن قد يصف الطبيب بعض الأدوية أو يوصي بالعلاج الطبيعي لتسريع الشفاء، ونادرًا ما يلجأ إلى الحل الجراحي. وفي ما يلي تفاصيل خيارات العلاج المتاحة:[٦]
- أدوية الكورتيزون -مثل البريدنيزون-؛ هو مضاد قويّ للالتهاب يقلّل تورم والتهاب العصب السابع ليقلّ حجمه، ويتناسب مع الممر الضيّق الذي يمر به، وللحصول على أفضل نتيجة يُفضّل البدء بتناوله مبكرًا فور ظهور الأعراض بعدة أيام.
- الأدوية المضادة للفيروسات -مثل الفالاسيكلوفير-، على الرغم من عدم وضوح فائدتها في هذه الحالة، غير أنّ إضافتها إلى الكورتيزون تعطي نتائج أفضل لدى مرضى أبو الوجه دون وجود تفسير علمي.
- العلاج الطبيعي، فالعضلات المشلولة قد تتعرّض للانكماش والقصر مما يصيبها بتشنجات دائمة، لذا يوصي الطبيب بمراجعة اختصاصي علاج طبيعي لوصف تمارين وطرق تدليك لعضلات الوجه لمنع وقوع ذلك.
- الجراحة، سابقًا مثّلت الجراحة لتوسيع الممر أو التجويف العظمي الذي يمر به العصب السابع أحد الحلول الشائعة، لكن حاليًا أصبحت غير موصى بها بسبب المخاطر التي تصاحبها؛ مثل: تلف العصب السابع، أو فقد السمع الدائم. لكن في بعض الأحيان قد يحتاج المصاب إلى جراحة تجميلية لإصلاح مشاكل العصب المستمرة بعد الشفاء.
- قطرات مرطّبة للعين في النهار، ومرهم مرطّب في الليل؛ ذلك لزيادة احتمال تعرّض العين للجفاف نتيجة عدم قدرة المريض على إغلاقها، ويجب على المصاب ارتداء نظارات واقية في النهار وتغطيتها بغطاء عين لتجنب تعرّضها للجرح.
- الأدوية المُسكّنة للألم؛ مثل: الأسبرين، والإيبوبروفين، والباراسيتامول.
- فيتامينا ب6 وب12؛ لتقوية الأعصاب، والزّنك؛ لتحفيز جهاز مناعة الجسم.
- الإبر الصينية؛ التي تُدخَل في أماكن معينة في الوجه، مما يحفّز الأعصاب والعضلات، وقد يجلب بعض الراحة للمصاب.
- الأعشاب الطبيعية الفعّالة لتقوية عصب الوجه، وتقليل الألم؛ مثل:[٧][٨]
- كمادات زيت الخردل الدافئ؛ لتحسين الدورة الدموية، والحد من نمو البكتيريا، ودعم الجهاز اللمفاوي.
- زهرة البيلسان؛ هي عشبة مضادة للفيروسات تساعد في مقاومة العدوى والالتهاب.
- الإكيناسيا؛ هي عشبة تقوّي جهاز المناعة، وتقلل الالتهاب، حيث تناول 10 ملجم لكلّ كغم من الجسم يوميًا لمدة عشرة أيام قد يساعد كثيرًا في تخفيف حدة الأعراض.
- زيت جوز الهند؛ يُستخدم لتدليك الوجه بعد تدفئته.
- زيت حبة البركة؛ حيث تناول ملعقة منه يوميًا مضافة إليها ملعقة من العسل الأبيض يقلل التهاب العصب، كما يُستخدَم في تدليك الوجه.
- الشاي الأخضر، يجب شربه 2-3 مرات في اليوم؛ للاستفادة من المواد المضادة للالتهاب والأكسدة الموجودة فيه.
- الثوم المجروش مع زيت الزيتون؛ قد يحسّن تناولهما من أداء وظائف العصب السابع.
- الزنجبيل؛ إذ يُشرب مغليّه بعد تحليته بالعسل ثلاث مرات يوميًا.
المراجع
- ↑ "Bell's Palsy Fact Sheet", www.ninds.nih.gov,2019-8-13، Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ^ أ ب Yvette Brazier (2017-12-4), "What are the causes of Bell's palsy?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ Neil Lava (2018-10-21), "What Are the Symptoms of Bell’s Palsy?"، www.webmd.com, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ April Khan,Marijane Leonard (2017-8-29), "Bell’s Palsy: What Causes It and How Is It Treated?"، www.healthline.com, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ "Bell’s Palsy", www.facialpalsy.org.uk, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2018-5-4), "Bell's palsy"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ "10 natural remedies to prevent and treat Bell’s palsy", southcoastsun.co.za,2019-7-15، Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ Shaheen Naser (2019-5-14), "Bell’s Palsy: Natural Treatments To Manage The Condition, Symptoms, And Causes + Diet Tips"، www.stylecraze.com, Retrieved 2019-11-27. Edited.