مرض البابيزيا مرض نادر قد تسببه طفيليات يحملها القراد

كتابة:
مرض البابيزيا مرض نادر قد تسببه طفيليات يحملها القراد

ما هو مرض البابيزيا؟ ما هي أسبابه؟ ما الأعراض المتوقع ظهورها على الشخص المصاب به؟ وهل هو مرض خطير؟ معلومات هامة في المقال الآتي.

سوف نعرفك في ما يأتي على مرض البابيزيا (Babesiosis) وأبرز المعلومات المتعلقة به:

ما هو مرض البابيزيا؟ 

مرض البابيزيا هو مرض تسببه طفيليات دقيقة يطلق عليها اسم البابيسيا (Babesia)، ومن هنا جاء اسم المرض. قد ينتقل هذا النوع من الطفيليات إلى الجسم بطرق مختلفة، ولكن أكثر هذه الطرق شيوعًا هو تعرض الشخص لقرص الحشرات الحاملة للمرض.

لطفيليات البابيسيا أنواع كثيرة تصيب غالبيتها الحيوانات فقط، أما الأنواع التي لوحظ أنها قد تصيب البشر فهي قليلة نسبيًّا، والنوع الذي غالبًا ما ينتقل للبشر منها هو طفيليات البابيسيا من نوع البابسية العكربية (Babesia microti) على وجه التحديد.

عندما تتسلل الطفيليات المذكورة إلى الجسم فإنها قد تحفز حصول التهاب خطير في خلايا الدم الحمراء، وقد لا يبدي الشخص المصاب بالمرض أية أعراض ظاهرة أو قد تظهر عليه أعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا أو الملاريا، وقد تتراوح حدتها بين الطفيف والحاد.

يعد هذا المرض من الأمراض النادرة، وتنتشر حشرات القراد المسببة له في مناطق محددة من بعض دول العالم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.

في العديد من الحالات وبعد تشخيص المرض وحصول المصاب على العلاج اللازم، قد يتعافى المصاب بشكل تام ليعود لحياته الطبيعية. 

أسباب مرض البابيزيا

هذه أبرزها: 

1. التعرض لقرصات نوع خاص من الحشرات 

الطريقة الرئيسة لانتقال المرض غالبًا ما تكون تعرض شخص سليم لقرص نوع خاص من حشرات القراد يعرف باسم قراد الغزلان (Deer ticks)، إذ قد يحمل هذا النوع من القراد أحيانًا طفيليات البابيسيا المسببة للمرض.

غالبًا ما يكون القراد الناقل للمرض قرادًا يافعًا في المرحلة الحورائية (Nymphs) من مراحل نموه تحديدًا، وينتشر هذا النوع من القراد اليافع غالبًا خلال الأشهر الدافئة من السنة.

في العديد من الحالات قد لا يدرك المريض أنه تعرض لقرصات القراد الناقل لطفيليات المرض، لا سيما مع حجم القراد الصغير والذي قد تصعب ملاحظته.

2. أسباب أخرى 

كما من الممكن أن تنتقل طفيليات مرض البابيزيا إلى الجسم بطرق أخرى، مثل:

  • الخضوع لنقل دماء ملوثة مأخوذة من شخص مصاب.
  • الحمل في حالات نادرة، إذ قد ينتقل المرض من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل أو خلال عملية الولادة.

أعراض مرض البابيزيا

في العديد من الحالات قد لا تظهر أية أعراض خطيرة على المصاب، فمن الممكن للشخص الذي تسللت الطفيليات المسببة للمرض إلى جسمه أن يبقى حاملًا للمرض لا أكثر لفترة تتراوح بين عدة أسابيع وعدة سنوات، ويعتمد ظهور الأعراض على فترة حضانة الطفيليات في خلايا الدم الحمراء

فقد تستغرق مرحلة حضانة الطفيليات المسببة لمرض البابيزيا فترة تتراوح ما بين 1-6 أسابيع، وفي بعض الحالات قد تمتد لتصل 3 أشهر. عندما تنتهي مرحلة الحضانة وتخرج الطفيليات من خلايا الدم الحمراء، عندها قد تبدأ أعراض المرض بالظهور على المصاب.

إليك قائمة بأبرز أعراض المرض المتوقعة:

1. الأعراض الخفيفة أو المتوسطة الحدة 

قد تظهر على المريض أعراض تتراوح حدتها بين الطفيف والمتوسط، وتشبه إلى درجة كبيرة أعراض الانفلونزا، وهذه أبرزها: 

  • آلام عامة في الجسم. 
  • إرهاق وضعف عام. 
  • قشعريرة.
  • حمى.
  • تعرق. 
  • صداع.
  • فقدان الشهية. 
  • غثيان. 

2. الأعراض المرتبطة بفقر الدم الانحلالي

قد تسبب طفيليات مرض البابيزيا تحفيز الإصابة بفقر الدم الانحلالي (Hemolytic anemia)، وهذه أبرز المؤشرات التي قد تظهر على الشخص المصاب بهذا النوع من فقر الدم:

  • اليرقان.
  • انقطاع النفس. 
  • تضخم بعض أعضاء الجسم، مثل: الكبد، والطحال. 
  • ارتباك ودوار. 
  • بول داكن اللون. 
  • شحوب البشرة
  • تسارع نبض القلب.

3. الأعراض الحادة والخطيرة 

من الممكن أن يتسبب مرض البابيزيا في نشأة التهابات خطيرة في الجسم، وفي مثل هذه الحالات، قد تظهر الأعراض والمضاعفات الصحية الآتية على المريض:

  • النوبة القلبية.
  • العجز عن إبقاء مستويات ضغط الدم ضمن نطاق طبيعي.
  • فشل بعض أعضاء الجسم، مثل: الكلى، والكبد.
  • اضطراب التخثر المنتثر داخل الأوعية (Disseminated intravascular coagulation).
  • مشكلات في الجهاز التنفسي.

تعد هذه الفئات تحديدًا الفئات الأكثر عرض لظهور أعراض مرض البابيزيا الحادة: الأشخاص الذين لا يحتوي جسمهم على طحال، والمصابين بضعف المناعة، وكبار السن، والمصابين بأمراض في الكبد أو الكلى.

تشخيص مرض البابيزيا

يتم تشخيص المرض عادة من خلال الإجراءات الآتية:

  • فحص عينات دم مأخوذة من المريض تحت المجهر لتحري وجود الطفيليات المسببة للمرض داخل خلايا الدم الحمراء، وهو أمر قد يتطلب اللجوء لمختبرات خاصة.
  • إخضاع المريض لفحوصات أخرى لاستبعاد إصابته ببعض الأمراض التي قد تسبب أعراضًا شبيهة، مثل داء لايم.

علاج مرض البابيزيا 

قد لا يحتاج الأشخاص الحاملون للمرض والذين لم تظهر عليهم أية أعراض للخضوع لأي علاج، أما في الحالات التي تظهر فيها أعراض على المريض أو الحالات التي قد يكون فيها المصاب أكثر عرضة من غيره لتطوير أعراض حادة للمرض، توجد عدة خيارات علاجية متاحة، مثل:

  • بعض أنواع الأدوية والمضادات الحيوية، مثل مزيج مكون من دواء أتوفاكون (Atovaquone) والمضاد الحيوي من نوع أَزيثرومَيْسين (Azithromycin). 
  • أدوية ومحاليل وريدية في الحالات الحادة من الإصابة، وإخضاع المريض لجهاز التنفس الصناعي في بعض الحالات. 
  • إجراءات أخرى، مثل: نقل الدم، والأدوية الخافضة للحمى، والأدوية المنظمة لضغط الدم.
4070 مشاهدة
للأعلى للسفل
×