مرض الجذام

كتابة:
مرض الجذام

مرض الجذام

يُعدّ مرض الجذام حالة مُعدية ومزمنة تنتج من الإصابة بعدوى المتفطرة الجذامية (Mycobacterium leprae)، ويصيب هذا المرض بشكل خاص الجلد، والأعصاب المحيطية، والأسطح المخاطية في الجهاز التنفسي العلوي والعينين، ويصيب هذا المرض الأشخاص جميعهم من الفئات العمرية كافة بدءًا من الطفولة المبكرة وحتى الشيخوخة، ويُعدّ من الحالات المرضية القابلة للشفاء، كما أنّ تطبيق العلاج مبكرًا يساهم في تفادي معظم المضاعفات، وعلى الرغم من أنّه حالة مُعدية، إلًّا أنّ طريقة انتقاله غير معروفة، إذ كان يُعتقد أنّ المرض ينتقل عن طريق الاتصال بين المصابين بالجذام والأشخاص الأصحاء، وفي الآونة الأخيرة اعتُقِد بإمكانية انتقال العدوى عن طريق التنفس، وتوجد احتمالات أخرى؛ مثل: انتقال العدوى عن طريق الحشرات التي لا يمكن استبعادها تمامًا.[١]


أعراض مرض الجذام

تظهر الأعراض بشكل رئيس على الجلد والأعصاب والأغشية المخاطية (المناطق الناعمة الرطبة داخل فتحات الجسم)، وتشمل أعراض مرض الجذام ما يلي:[٢]

الأعراض الجلدية

تشمل الأعراض الجلدية التي يسببها مرض الجذام ما يلي:

  • بقع فاتحة ومسطحة على الجلد، وقد يشعر المريض بالتخدر في أماكن هذه البقع.
  • نمو عقيدات على الجلد.
  • الجلد الجاف أو الصلب أو السميك.
  • التقرحات المؤلمة في باطن القدمين.
  • التورم المؤلم أو غير المؤلم على الوجه أو شحمة الأذن.
  • فقدان الرموش أو الحواجب.

أعراض تلف الأعصاب

تشمل الأعراض التي تنجم عن تلف الأعصاب ما يلي:

  • تنميل في المناطق المصابة من الجلد.
  • ضعف العضلات أو الشلل، خاصة في اليدين والقدمين.
  • تضخم الأعصاب، خاصة الأعصاب حول المرفق والركبة وعلى جانبَي الرقبة.
  • مشاكل في العينين قد تؤدي إلى العمى عندما تتأثر أعصاب الوجه.

الأعراض في الأغشية المخاطية

تتضمن أعراض المرض في الاغشية المخاطية ما يلي:


علاج مرض الجذام

طوّرت منظمة الصحة العالمية علاجًا مركبًا من مزيج من الأدوية في عام 1995 م لعلاج أنواع مرض الجذام جميعها، وهو متاح مجانًا في أنحاء العالم كلها، إضافة إلى ذلك تُعالج مجموعة كبيرة من المضادات الحيوية مرض الجذام عن طريق قتل البكتيريا التي تسببه، وتشمل هذه المضادات الحيوية[٣]:

  • دابسون dapsone.
  • ريفامبين rifampin
  • كلوفازيمينclofazimine.
  • مينوسكلين minocycline .
  • أوفلوكساسين ofloxacin.

كما يُحتمل أن يصف الطبيب أكثر من مضادٍ حيوي في الوقت نفسه.

قد يكون المرضى أيضًا في حاجة إلى تناول أدوية مضادة للالتهابات؛ مثل: الأسبرين، أو بريدنيزون، أو ثاليدومايد، ويستمرّ العلاج عدة أشهر وربما يصل من سنة إلى سنتين، ويجب التنويه إلى الابتعاد عن تناول الثاليدوميد إذا كانت المرأة حاملًا أو تخطط للحمل، إذ تنتج عيوب خلقية شديدة وخطيرة من تناوله، وأفضل طريقة للوقاية من مرض الجذام هي تجنّب الاتصال الوثيق والمباشر على المدى الطويل بشخص غير معالج ومصاب بالعدوى.


أنواع مرض الجذام

يوجد العديد من أشكال الجذام المعروفة، إذ تعتمد على طريقة الاستجابة المناعية للمريض تجاه هذا المرض، وتؤدي الاستجابة المناعية الضعيفة إلى الإصابة بالجذام الورمي، الذي يتميز بانتشار واسع في الجلد والأعصاب، وقد يعاني بعض المصابين من هذين النوعين من المرض معًا، وتجدر الإشارة إلى وجود نظامين لتصنيف المرض في المنشورات الطبية؛ هما: نظام منظمة الصحة العالمية، ونظام آخر يتكوّن من ستة أشكال أو تصنيفات وفقًا لشدة الأعراض المتزايدة، وهي وفق الآتي:[٤]

  • الجذام غير المحدد، يظهر عدد قليل من البقع قليلة التصبغ، وتشفى من تلقاء نفسها، وهو نوع يتطور إلى أشكال أخرى.
  • جذام شبه درني، يظهر عدد قليل من البقع قليلة التصبغ بعضها كبير وبعضها يصبح مخدرًا؛ أي يُفقِد الإحساس بالألم، إذ ينجم ذلك عن بعض التداخل العصبي الذي تتضخم فيه الأعصاب، وتشفى من تلقاء نفسها في غضون بضع سنوات، أو قد تستمر، أو قد تتطور إلى أشكال أخرى. وتظهر الاستجابة المناعية في هذا النوع، لكنها غائبة تقريبًا في الجذام الورمي.
  • الجذام شبه الدرني الحديّ، الذي يصبح فيه المرض أصغر حجمًا وأكثر عددًا مع تضخم أقلّ في الأعصاب، وقد يستمر هذا النوع، أو يتغير إلى الجذام السلي، أو يتطوّر إلى أشكال أخرى.
  • الجذام منتصف الحدي، يظهر في شكل عدد من لويحات حمراء موزعة بشكل غير متماثل ومخدرة معتدلة، مع تورم في العقد اللمفاوية.
  • الجذام الورميّ الحديّ، تظهر العديد من التشوهات الجلدية مع آفات مسطحة، ونتوءات مرتفعة، ولويحات، وعقيدات، أحيانًا مع أو من دون تخدير، وقد يستمر هذا النوع، أو يتراجع، أو يتطور إلى الجذام الورمي.
  • الجذام الورمي، هو بقع شاحبة منتشرة ومتماثلة.

أمّا منظمة الصحة العالمية فتصنف الجذام على النحو الآتي:

  • الجذام الشعاعي؛ هي آفات جلدية من دون عصيات تظهر في شكل بقع في الجلد.
  • الجذام متعدد العصيات؛ تظهر أيضًا في شكل بقع على الجلد.


تشخيص مرض الجذام

يُجري الطبيب فحصًا بدنيًا للكشف عن علامات وأعراض المرض، ويأخذ خزعة أيضَا يزيل فيها قطعة صغيرة من الجلد أو العصب، ويرسلها إلى المختبر لفحصها، كما قد يُنفّذ الطبيب أيضًا اختبار لبرومين الجلد (lepromin skin test ) لتحديد شكل الجذام؛ ذلك باستخدام كمية صغيرة من البكتيريا المسببة للجذام التي أُبْطِلَ مفعولها، وحقنها في الجلد، وعادةً في الجزء العلوي من الذراع، إذ يحصل الأشخاص الذين لديهم الجذام السّل أو الجذام الورميّ الحديّ على نتيجة إيجابية في موقع الحقن.[٥]


عوامل خطر الإصابة بمرض الجذام

يُعدّ الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي ينتشر فيها مرض الجذام؛ كأجزاء من الهند، والصين، واليابان، ونيبال، ومصر، وغيرها من المناطق أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، وخاصةً من هم على اتصال جسمي مستمر بالأشخاص المصابين، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدلة على أنّ العيوب الوراثية على الكروموسوم 6 في الجهاز المناعي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض. والأشخاص الذين يتعاملون مع حيوانات معينة معروفة بأنّها تحمل البكتيريا؛ مثل: الأرماديللو، وشمبانزي أفريقي، ومانجابي، وسينومولج ماكاك معرضون لخطر الحصول على البكتيريا من الحيوانات، خاصةً عند عدم ارتداء قفازات أثناء التعامل معها.[٤]


مضاعفات مرض الجذام

يمكن أنّ يؤدي تأخير التشخيص والعلاج لمرض الجذام إلى مضاعفاتٍ خطيرة؛ إذ تنجم أشدّ المضاعفات عن مرض الجذام، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:[٦]

  • مضاعفات تتأثر بها الأعصاب: عادةً ما تتمثل المضاعفات التي تحدث بسبب الاعتلال العصبي المحيطي بتأثيرها على الأعصاب، ممّا يتسبب في تراجع إحساس المصاب باللمس وعدم القدرة على الشعور بالألم في الأطراف أو درجة الحرارة، فقد يحرق المصابون أو يجرحون أنفسهم بطريقةٍ مؤذية، لأنّ الإحساس لديهم يكاد يكون معدومًا في الأجزاء المتأثرة.
  • مضاعفات تتأثر بها العضلات: يسبب مرض الجذام معاناة المصاب من الضعف في عضلات جسمه، ممّا يؤدي إلى حدوث بعض التشوّهات؛ كأنّ يعاني مصابوا مرض الجذام من تصلّب وتيبّس الإصبعين الرابع والخامس من اليد، والنّاجم عن تأثر العصب الزّندي في اليد، بالإضافة إلى ما سبق، فمن المضاعفات لمرضى الجذام على العضلات ما يعرف بتدلي القدم الناجم عن تأثّر العصب الشظويّ.
  • مضاعفات تتأثر بها القدمين: إذ يعاني المصاب من قروح في اللفافة الأخمصية مع ارتباطها بعدوى ثانوية، وتعدّ هذه الحالة السبب الرئيسي لعدم قدرة المصاب على المشي صحيحًا.
  • مضاعفات يتأثر بها الأنف: يتسبب مرض الجذام بإتلاف الغشاء المخاطي للأنف، بالتالي معاناة المصاب من احتقان الأنف المزمن ونزيف الأنف، وفي حال عدم علاجه، فإنّ هذه المضاعفات تزداد سوءًا، ممّا يؤدي إلى تآكل الحاجز الأنفي.
  • مضاعفات تتأثر بها العيون: يتسبب مرض الجذام بإصابة الفرد ب التهاب قزحية العين، والذي قد يزيد من فرصة تحوّلها إلى الغلوكوما أو المياه الزرقاء، وضعف حساسية القرنية؛ قد يؤدي إلى تشكّل الندوب، وإصابة الفرد بالعمى.
  • مضاعفات يتأثر بها الأداء الجنسي: يخفّض مرض الجذام من مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال المصابين به، بالتالي يعانون من ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية، وقد تصل هذه المضاعفات إلى العقم.
  • مضاعفات تتأثر بها الكلى: تتسبب بعض أنواع مرض الجذام الإصابة بالداء النشواني (Amyloidosis ) والفشل الكلوي.


الوقاية من مرض الجذام

تعدّ الوقاية من ملامسة قطرات الأنف والإفرازات الأخرى من مرضى الجذام غير المعالج، الطريقة الأكثر فاعلية في الوقت الحالي لتجنّب المرض؛ إذ إنّ الأشخاص الذين يعيشون مع أفراد مصابين بمرض الجذام غير المُعالَج، أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض بحوالي ثمانية أضعاف، بالأخص أفراد الأسرة الذين يكونون على مقربة من القطرات المُعدية، وبالرغم من أن مرض الجذام ليس وراثيًا، لكن النتائج الحديثة تُشير إلى أن خطر التعرّض للمرض قد يكون ذو أساس وراثي؛ إذ تحدث غالبية الحالات من جميع أنحاء العالم في المناطق المدارية أو المناطق شبه الاستوائية؛ كالبرازيل، والهند، وإندونيسيا، ولا يوجد لقاح متوفر تجاريًا للوقاية من مرض الجذام، ومع ذلك، توجد تقارير تفيد بأنّ استخدام لقاح BCG وحده، قد يساعد في الوقاية من مرض الجذام[٧].


المراجع

  1. "What is leprosy?", www.who.int, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  2. "Hansen's Disease (Leprosy)", cdc, Retrieved 18-3-2020. Edited.
  3. "Leprosy", www.healthline.com, Retrieved 28-06-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Charles Patrick Davis, MD, PhD , "Leprosy (Hansen's Disease)"، www.medicinenet.com, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  5. Maureen Donohue (14-9-2018), "Leprosy"، www.healthline.com, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  6. "LEPROSY", www.msdmanuals.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  7. "Leprosy (Hansen's Disease)", www.medicinenet.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×