مرض الصفراء

كتابة:
مرض الصفراء

العصارة الصفراء

الصفراء أو العصارة الصفراويّة هي المادة التي تُصنَع في الكبد، وهي سائل أصفر اللون مائل إلى الخضرة يتكوّن من الماء بنسبة 85%، بالإضافة إلى الكوليسترول والأملاح والأحماض الصّفراويّة، وتُصنَّع العصارة الصفراوية في الكبد وتُخزَّن في المرارة، ومن ثم يُرسَل حين الحاجة إليه إلى الاثني عشر -أول جزء من الأمعاء الدقيقة- من أجل استخدامه أثناء عملية هضم الدهون في الطعام، كما وتساعد العصارة الصفراوية على التخلُّص من الفضلات، وامتصاص الفيتامينات الذائبة بالدهون كفيتامين أ، وفيتامين هـ، وفيتامين ك، وفيتامين د. ويوجد العديد من الأمراض المرتبطة بالكبد والعصارة الصفراوية، وأبرزها مرض الصفراء، وفي هذا المقال حديث عنه، وأسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه.[١]


مرض الصفراء

مرض الصفراء أو اليرقان (Jaundice) هو تغيّر لون الجلد والسائل المخاطي في الجسم وبياض العينين إلى الأصفر بسبب ارتفاع كمية مادة البيليروبين في الدم، وغالبًا ما تظهر الأعراض عند ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم على 2.5-3 ملغ/ديسليتر، كما أنّه ليس مرضًا بحدِّ ذاته بل يدلّ على حالة مرَضية كامنة عند المصاب، ويصيب اليرقان الذكور والإناث بمختلف المراحل العمرية، والأطفال حديثي الولادة.[٢]


أنواع مرض الصفراء

توجد ثلاث أنواع رئيسة من مرض الصفراء بحسب الاضطراب النّاجم عن المادة الصّفراء، وهي موضّحة وفق الآتي:[٣]

  • الصفراء الوبائيّة الكبديّة، حيث السبب في حدوث اليرقان هو اضطرابات الكبد.
  • الصفراء الانسداديّة، يحدث بسبب وجود ضيق في قنوات المرارة، الأمر الذي يعيق تدفُّق العصارة الصفراوية خارج الكبد.
  • الصفراء التحللية، يحدث بسبب تكسّر خلايا الدم الحمراء بشكل أعلى من المعدل الطبيعي، مما يزيد من إنتاج مادة البيلوربين، فالبيلوربين هو إحدى الفضلات صفراء اللون الناتجة عن تكسّر خلايا الدم الحمراء.


أسباب مرض الصفراء

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الصفراء، ومنها أسباب فسيولوجية، ومَرَضية، وأبرزها ما يأتي:[٣]

  • التهاب الكبد الحاد، يؤدي التهاب الكبد الحاد إلى إضعاف قدرة خلايا الكبد على ربط البيليروبين بالمواد الأخرى لإنتاج البيلوربين المقترن، مما يؤدي إلى تراكمه في الجسم، فبعد تحلُّل خلايا الدم الحمراء يصل البيلوروبين إلى الكبد، حيث يرتبط بمواد كيمائية أخرى منتجًا البيليروبين المقترن، ويمكن التخلُّص من هذا الأخير عبر إفرازه بالعصارة الصفراوية ومن ثم خروجه مع البراز.
  • التهاب القناة الصفراوية أو انسدادها، يؤديان إلى منع إفراز الصفراء خارج القنوات الصفراوية لتتراكم في الجسم.
  • فقر الدم الانحلالي، حيث تكسّر خلايا الدم الحمراء تنتج منه مادة البيليروبين، وإذا أصبح الإنتاج أعلى من قدرة الكبد على إخراجه تتراكم المادة في الجسم.
  • الإصابة بمتلازمة جيلبرت، بمتلازمة جيلبرت هو مرض وراثي يؤثر في قدرة الإنزيمات على معالجة الصفراء، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم.
  • متلازمة دوبين جونسون، هي حالة وراثية تؤدي إلى منع إفراز البيليروبين المقترن من خلايا الكبد، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض اليرقان.
  • اليرقان الكاذب، يحدث بسبب تناول كمية كبيرة من الأغذية المحتوية على البيتا كاروتين؛ مثل: الجزر، والقرع، الأمر الذي قد يؤدي اصفرار الجلد، وتجدر الإِشارة إلى أنَّ هذا لا يُعد مرضًا وهو غير مؤذي.


أعراض مرض الصفراء

تظهر على المصاب مجموعة من الأعراض المميّزة لمرض الصفراء، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]

  • اصفرار بياض العينين والجلد والسائل المخاطي في الجسم.
  • الحكة الشديدة في الجسم.
  • التقيؤ، والغثيان.
  • الإصابة بالضعف العامّ والوهن والإرهاق.
  • فقدان الشهية.
  • الصداع.
  • الشعور بألم في البطن.
  • تورّم في الساقين والبطن.
  • البول الداكن.
  • البراز لونه باهت كلون التراب.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.


تشخيص مرض الصفراء

يبدأ الطبيب تشخيص مرض الصفراء بأخذ التّاريخ المرضي للمصاب، والأعراض التي يعاني منها، ومنذ متى ظهرت، كما يُنفّذ الفحص السريري لملاحظة اصفرار الجلد وبياض العينين وأي انتفاخ وتضخم في البطن والكبد، ولتأكيد التشخيص تُجرى مجموعة من الفحوصات المخبرية والإشعاعية وفق الآتي:[٣]

  • فحص الصفار في الدم، تُظهِر النتيجة ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم على الحدّ الطبيعي.
  • فحص الدم الشامل، يُقاس عدد خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.
  • فحص التهاب الكبد الوبائي، يهدف إلى الكشف عن الإصابة بالتهاب االكبد الوبائي بأنواعه الثلاثة أ، وب، وج وهي أحد أسباب مرض الصفراء.
  • اختبارات التصوير، تشمل كلًا من التّصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي والتصوير بالأشعّة فوق الصّوتية لتقييم حالة الكبد والقناة الصفراوية ومعرفة وجود انسداد فيها أو لا.
  • خزعة الكبد، إذ تؤخذ عينة وتُدرَس في المختبر بهدف تشخيص التهاب وتليّف وسرطان الكبد.[٤]
  • تحليل البول الروتيني، ومن خلاله يُكشَف عن ارتفاع نسبة الصفار في البول، للكشف عن الإصابة ببعض الأمراض المثسبِّبة لليرقان.[٤]
  • فحص وظائف الكبد، يهدف فحص وظائف الكبد إلى تقييم الكبد، ومعرفة الأمراض المصاب بها، ويشمل فحص الأملييز والبيليروبين وإنزيمات الكبد في الدم.[٤]


علاج الصفراء

يعتمد علاج الصفراء على علاج الاضطراب المُسبِّب له، ففي حال التهاب الكبد الوبائي يكون العلاج بأخذ الأدوية المضادة للفيروسات، او الأدوية الستيرويدية، كما وتُعالج الصفراء الناتجة عن انسداد القنوات الصفراوية باللجوء إلى العمليات الجراحية غالبًا، أما في حال كان الصفراء ناتجًا عن استخدام بعض الأدوية فيجب استشارة الطبيب حول إمكانية تغيير الدواء، وهكذا.[٣]


الوقاية من مرض الصفراء

تُحقّق الوقاية من الإصابة بمرض الصفار للأطفال حديثي الولادة والكبار باتّباع ما يأتي:[٤]

  • تجنب تناول الكحول.
  • عدم تناول الأدوية والمكملات الغذائية والأعشاب دون استشارة الطبيب؛ فهي قد تؤثر في الكبد.
  • أخذ لقاحات ضد التهابَي الكبد الوبائي أ و ب.
  • تجنب تناول الطعام أو شرب المياه التي قد تُلوّث بفيروس الكبد الوبائي أ.
  • أخذ الأدوية بهدف الواقية من الملاريا إذا كان الشخص يريد السفر إلى إحدى الدول المنتشرة فيها البعوضة المسببة للملاريا.


ما هو مرض الصفراء عند حديثي الولادة؟

تعد إصابة الأطفال حديثي الولادة بمرض الصفراء أمرًا شائعًا، فيظهر لون الجلد وبياض العينين لدى هؤلاء الأطفال مائلًا إلى اللون الأصفر، وينتج مرض الصفراء عن زيادة إنتاج أجسامهم لمادة البيليروبين (الصفراء) مقارنة بقدرتها على التخلُّص منها، إذ يُنتَج البيليروبين من تحطُّم كريات الدم الحمراء، ومن ثم يتخلَّص منه جسم الطفل عبر البول والبراز، وفي الحقيقة يظهر مرض الصفراء عند حديثي الولادة في أغلب الأحيان خلال الخمسة أيام الأولى من حياتهم، وعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه خلال أسبوع إلى أسبوعين، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب والعلاج في حال ارتفاع مستوى البيليروبين عن مستواه الطبيعي، إذ يُلجأ عادةً إلى العلاج بالضوء، ونقل الدم أحيانًا، كما يُنصَح بإرضاع الطفل حوالي ستة إلى عشرة رضعات يوميًا إن كان يعتمد على الحليب الصناعي، وثمانية إلى اثنا عشرة مرة في حال الرضاعة الطبيعية، ويجدر التنويه إلى أنَّ إهمال علاج الصفراء عند حديثي الولادة قد يؤدي إلى الإصابة باليرقان النووي المُسبِّب لتلف الدماغ واضطرابات طويلة المدى.[٥] لذا يجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٦]

  • ارتفاع درجة حرارة الرضيع إلى 38 درجة مئوية أو اكثر.
  • زيادة غمق اللون الأصفر للجلد وبياض العينين.
  • زيادة شدة الصفراء وانتشاره.
  • خمول الرضيع، أو بكاءه بصوت حادّ، أو عدم القدرة على تغذيته جيدًا.

غالبًا ما يحدث مرض الصفراء عند حديثي الولادة نتيجة أسباب فسيولوجية تتمثل بعدم اكتمال تطوّر أعضاء الرضيع للتخلُّص من البيليروبين الزائد، وعادةً ما يختفي هذا من تلقاء نفسه خلال أسبوع، إلا أنَّه قد يننتج أحيانًا عن اضطرابات الجهاز الهضمي، أو داء الريسوس الناتج عن اختلاف العامل الريسوسي لزمرة دم الأم والرضيع، وفي الحقيقة قد يشير ظهور مرض الصفراء على الرضيع خلال أقل من يوم واحد بعد الولادة إلى إصابته بأحد هذه الاضطرابات.[٥]


المراجع

  1. "Everything You Want to Know About Bile Salts", www.healthline.com, Retrieved 2-12-2019. Edited.
  2. "Jaundice in Adults (Hyperbilirubinemia)", www.medicinenet.com, Retrieved 2-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Everything you need to know about jaundice", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Jaundice (In Adults and Newborns)", www.emedicinehealth.com, Retrieved 2-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Jaundice in Newborns (Hyperbilirubinemia)", healthlinkbc,5-11-2019، Retrieved 13-12-2019. Edited.
  6. Danielle Moores (13-10-2015), "Understanding Newborn Jaundice"، healthline, Retrieved 13-12-2019. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×