محتويات
المرض العضال
يُعرف المرض العضال بالمرض المزمن الذي لا شفاء منه، أو نسبة شفائه قليلة؛ مثل مرض الربو، والسكري، والتهاب المفاصل، ومرض باركنسون، والسرطانات، ولا يمكن عمل قائمة بالأمراض غير القابلة للشفاء لكثرتها، ولوجود علاجات حديثة لبعضها، فبعض الأمراض كانت تعدّ في الماضي من الأمراض العضال، ومع تقدم العلم وُجدت علاجات لها، وأصبحت قابلة للشفاء، وبعض الأمراض اعتُبرت مرض عضال، لأن العلاجات الموجودة لها هي بالفعل لعلاج أعراض المرض وليس سبب المرض نفسه، وأمراض أخرى تُعالج بالعمليات الجراحية ولكن سببها يظهر من جديد عند المريض ولهذا تعدّ مرضًا عضالًا، فمثلًا حصى الكلى ليس بالمرض العضال إذا أُزيلت الحصى بالجراحة؛ ولكن إذا ما استمر سبب تكون الحصوات يتحول المرض إلى مرض عضال لأن المريض لن يشفى منه أبدًا.[١]
كيفية معرفة المرض العضال
يوجد جانبان يجب الاعتماد عليهما في الحكم على المرض إن كان مرضًا عضالًا أم لا؛ وهذه الجوانب هي:[١]
- إذا كان لا يمكن الشفاء من المرض، إذ يتطور المرض باستمرار، أو في حالة عدم القدرة على علاج أسباب المرض، وبالتالي عدم القدرة على منع تطوره.
- إذا كان للمرض أضرار جانبية على جسم المريض، وهذه الأضرار لا يمكن علاجها؛ بالرغم من علاج أسباب المرض نفسه، ففي هذه الحالة يُعدّ المرض مرضًا عضالًا، ومثال ذلك مرض الغرغرينا؛ فأضراره على الجسم إعاقة ولهذا يعدّ مرضًا عضالًا؛ إذ يُبتر ويُقطع الجزء المصاب، ولكن سيعاني المريض من إعاقة طوال حياته بسبب هذا البتر، ولهذا يعدّ مرضًا عضالًا.
أمثلة على الأمراض العضال
هناك الكثير من الأمراض العضال في هذا العالم، وهي مختلفة من حيث سبب التصنيف على أنها غير قابلة للشفاء، وفيما يأتي أمثلة على أكثر الأمراض التي يعدها الأطباء عضالًا:
- الإيبولا: وهي مرض فيروسي جاء اسمه من نهر الإيبولا؛ إذ ظهر هذا الفيروس أول مرة هناك سنة 1976م، وهو مرض يسبب الوفاة في العادة وعدد قليل جدًا نجا منه، ومن أعراض هذا المرض العضال الحمى السريعة، وآلام العضلات، والصداع المستمر، والتهاب في البلعوم، والشعور بالضيق، وظهور طفح جلدي، وتقيؤ، وإسهال، وألم في البطن، وقد تتطور أعراضه لتصل إلى نوبات من الألم الكبير، وتصلب الشرايين وغيرها.[٢]
- شلل الأطفال: وهو مرض فيروسي معدي؛ ينتقل من خلال البراز، إذ يصيب هذا الفيروس الجهاز العصبي المركزي، فيدمر الخلايا العصبية الحركية، ويُعد شلل العمود الفقري عند الأطفال أكثر أنواع شلل الأطفال شيوعًا، وهو شلل يصيب الساقين.[٢]
- الذئبة الحمامية: هي مرض مناعي ذاتي، يؤثر على الكثير من أنظمة الجسم الجسم المختلفة، كالكلى، والقلب، وخلايا الدم، والرئتين، والمفاصل، والجلد، والسبب الأساسي للإصابة بهذا المرض هو الوراثة، بالإضافة إلى أسباب أخرى كالعوامل البيئية، والتفاعلات بين الأدوية، ويساعد الكشف المبكر عن هذا المرض العضال في إبقاء المريض نشيطًا وتخفيف الألم عنده، إذ يوجد له أعراض مبكرة تدل عليه؛ كالحمى، والتوهج، والإرهاق الكبير، والألم، وظهور طفح جلدي.[٢]
- الإيدز (فيروس نقص المناعة البشرية): يعدّ مرض الإيدز مرضًا عضالًا وجنسيًا؛ لأنه لا يمكن الشفاء منه، ولأنه ينتقل من خلال الاتصال الجنسي المباشر، وسبب هذا المرض هو فيروس نقص المناعة البشرية، والذي قد ينتقل من شخص مصاب إلى آخر بطرق أخرى غير الاتصال الجنسي؛ كنقل الدم، واستعمال الأدوات الشخصية للمصاب كفرشاة الأسنان.[٣]
- التليف الكيسي: وهو مرض عضال يتمثل في تكون مخاط كبير وسميك في الجسم، مما يسبب إعاقة في عمل الرئتين والبنكرياس، ولكن التشخيص المبكر للمرض يساعد في إعطاء علاجات تُطيل فترة البقاء، ومن هذه العلاجات زراعة رئة جديدة، وأدوية التخلص من المخاط، وموسعات الشعب الهوائية، والمضادات الحيوية.[٣]
التعامل مع مرض العضال
يتلقّى الأشخاص المصابون بمرض العضال علاجًا وعنايةً خاصّةً تركّز على التعامل مع الأعراض وتخفيف الألم والحفاظ على حياتهم، وتدعى هذه العملية الرّعاية التلطيفية، إذ تهدف إلى دعم الأشخاص ومنحهم حياةً جيّدةً في الوقت ذاته الذي يتلقّون فيه العلاج، فالأشخاص الذين يعانون من مرض العضال يحتاجون إلى أنواع مختلفة من المساعدة والدعم العاطفي في الكثير من الجوانب المختلفة، ويقدّم فريق الرعاية التلطيفية المتكوّن من اختصاصيّي الرعاية الصحية الدعم العاطفي والاجتماعي والنفسي والروحي للمريض وعائلته وأصدقائه.[٤][٥]
لا يستطيع الجميع تقبّل إصابتهم بالمرض العضال، خاصّةً إذا كانوا أشخاصًا صغيري السنّ، إذ إنّ 70% من الأشخاص يتقبّلون تشخيصهم، أما 30% ما يزالون في حالة إنكار، وبالنّسبة لهم يجدون أنّ الإنكار هو الطريقة الوحيدة التي تمكنهم من الاستمرار، إذ يتصرّفون كأنّ شيئًا لم يحدث، وقد يساعدهم ذلك على تقبُّل التشخيص مع مرور الوقت.
يجري التعامل مع الأشخاص المصابين بمرض العضال بطرق مختلفة، والتخطيط لرعايتهم يساعد على تقبّلهم الأمر، وفي الكثير من الأحيان يفضّل الأشخاص عدم معرفة التشخيص وعدم التحدّث عنه، والبعض الآخر يجب إخبارهم بطريقة لطيفة وبدعم شديد، ومن المهم جدًا أن يكون إخبارهم صادقًا موضحًا التشخيص وما يترتّب على هذا المرض من آثار والوقت المتبقي للمريض، ويجب مراعاة طبيعة المرض للمصابين به، فقد يحتاج الأمر إلى توضيحه أكثر من مرّة للمرضى الذين يؤثّر مرضهم على الذّاكرة أو الفهم، وقد لوحظ أنّ الأشخاص الذين يتقبّلون التشخيص ويكونون على دراية كاملة بمرضهم يكونون أكثر هدوءًا وراحةً وتقبّلًا.[٥][٤]
المراجع
- ^ أ ب "Healthicine: Theory of Incurable Diseases", healthicine.org, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Pharmapedia: Top 10 incurable diseases", www.pharmatutor.org, Retrieved 26-12-2018. Edited.
- ^ أ ب "5 diseases that may be cured during our lifetime", www.health24.com, Retrieved 27-12-2018. Edited.
- ^ أ ب MARTIN HUGHES, "List of Painful Terminal Diseases"، livestrong, Retrieved 2019-8-28. Edited.
- ^ أ ب "What does terminal illness mean?", mariecurie,2019-4-1، Retrieved 2019-8-28. Edited.