محتويات
ما المقصود بمرض تصلب العظام؟
تختلف الأسباب المؤدية لأمراض العظام، وبذلك تختلف طرق علاجها، فالإنسان معرّض للإصابة بأمراض العظام في أيّ مرحلة عمرية، ولا بدّ أن الكثير منا قد سمع بمرض هشاشة العظام وترققها، لكن هل سمعت يومًا عن مرض تصلب العظام؟ هذا ما سنتطرق إليه في المقال التالي.
تتكون العظام من طبقتين هما العظم القشري (Cortical Bone) والعظم الإسفنجي (Cancellous Bone)، ويُعرَف مرض تصلّب العظام بمصطلح فرط التعظّم أو تصخّر العظام (Osteosclerosis) وهو الزيادة في تشكّل النسيج العظمي، وعلى الرغم من الزيادة في تركيز وتكوين النسيج العظمي، إلا أنّ العظام تكون هشّة وضعيفة، وتكون اكثر عرضةً للكسر، وقد يصيب هذا المرض جزء محدد من العظم، بينما في حالاتٍ أخرى قد يصيب جميع العظام، وقد ينشأ مرض تصلّب العظام نتيجة عوامل موروثة أو مكتسبة كالالتهاب أو الإصابة بالأورام.[١]
أعراض مرض تصلب العظام
تبني الخلايا بانيات العظم العظام وتجعلها أكثر كثافة، بينما تقوم الخلايا ناقضات العظم بتحليل العظام لتقليل كثافتها، ويساهم كلا النوعان من الخلايا في الحفاظ على صلابة العظام وكثافتها، لتظلّ طبيعية وصحية، وقد يحدث تصلّب العظام عندما يختلّ توازن نشاط عمل الخلايا البانية والناقضة للعظم، مما يؤدي إلى تغيُّر كثافة وصلابة العظام بطريقة غير طبيعية، ومن الأعراض التي ترافق تصلب العظام ما يلي[٢]:
- الشعور بآلام العظام.
- انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.
- كثرة الإصابة بكسور العظام.
- اضطرابات الرؤية.
- حدوث مشاكل واضطرابات في السمع.
بالإضافة إلى ما سبق؛ فقد يؤثر مرض تصلب العظام على الدم أيضًا، فنخاع العظم هو المكان الذي يتكوّن فيه خلايا الدم الحمراء في الجسم، فقد يُضعِف مرض تصلب العظام من قدرة العظام على إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم بسبب نقصان تعداد خلايا الدم الحمراء في الجسم.
أسباب مرض تصلب العظام
يمكن أن ينجم مرض تصلب العظام نتيجة التعرّض للإصابة بواحد من الأمراض التالية[٣]:
- الاضطرابات التي تصيب الدم، بما فيه:
- تصلّب النخاع (Myelosclerosis): يحدث تصلّب النخاع بسبب تضيّق جوفه من الداخل نتيجة تشكّل النسيج العظمي الجديد، مما يسبب تشكّل أماكن غير مكتملة التكوّن، الأمر الذي يؤدي إلى هشاشة في العظام.
- تضخم الكبد والطحال (Hepatosplenomegaly).
- داء الكريات المنجلية (Sickle Cell Disease).
- المايلوما المتعددة المسببة لتصلّب العظام (Osteosclerosing Multiple Myeloma).
- حثل العظم الكلوي (Renal Osteodystrophy).
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- قصور الغدد جارات الدرقية (Hypoparathyroidism).
- التسمم، والذي قد ينتج عن التعرّض لمواد عديدة، أحدها هو الفلور؛ مما يسبب تكلُّس في الأربطة والأغشية بين العظام، ويكون أكثر وضوحًا في العمود الفقري.
- النقائل العظمية (Malignancy)، وتكون أكثر شيوعًا في حالات سرطان البروستاتا والثدي، أو اللوكيميا (leukemia).
- داء باجيت (Paget disease): يصيب مرض باجيت العملية الطبيعية لتجدد العظام في الجسم، وهي التي يختلّ فيها استبدال أنسجة العظام القديمة بالأنسجة العظمية الجديدة تدريجيًا، مما يزيد فرص الإصابة بضعف العظام وتشوّهها.[٤]
- أسبابٌ خَلقية: مثل خلل التنسّج العظمي (Sclerosing Bone Dysplasias)، وتضخّم العضلات (Pyknodysostosis).
تشخيص مرض تصلب العظام
تُشخّص هذه الحالة عادةً بقياس كثافة المعادن في العظام من خلال فحص DXA الروتيني، ففي حالة مرض تصلب العظام، تكون كثافة المعادن في العظام مرتفعة، أي أكثر من 2.5[٥]، بالإضافة إلى الفحص السريري لتحديد إنّ كان جزءًا محددًا أو كاملاً متضررًا من العظم، والذي يُلاحَظ في حالات فشل نخاع العظم، أو تضخم الكبد والطحال، فقد يُلاحِظ الطبيب تشوّهات في عظام الصدر والعمود الفقري بما في ذلك الحداب مع الجنف أو بدونه، أو قصر في القامة، أو تقوّس في الحنك، وقد يُلاحَظ عند الأطفال ما يشبه الكساح، أو فقدانٌ مبكّر للأسنان اللبنية، بالإضافة إلى خللٍ في التنسج العضلي، كاضطرابٍ في المشية والهزال العضلي، بالإضافة إلى عدد من الفحوصات التشخيصية التي يلجأ الطبيب إلى القيام بها، هي:[٦]
- مستويات الكالسيوم في الدم، والفوسفات، وفوسفاتاز قلوي ALP، وفيتامين (د).
- مستويات هرمون الغدة جار الدرقية.
إذ يعتبر جميع ما سبق من العوامل الأساسية لتمعدن العظام واستقلاب الكالسيوم، إذ تنخفض مستويات ALP، ومستويات هرمونات الجار درقية، وفيتامين (د)، مع نقص الفوسفات في حالة زيادة تمعدن العظام. بالإضافة إلى دور الأشعة السينية لتحديد مدى إصابة العظام، والتي تُبرز مدى سماكة العظام أو ترققها، أو ملاحظة الشكل غير الطبيعي للعظام، كما ولا بدّ من عمل دراساتٍ وراثية لتحديد السبب الرئيسي وراء تصلّب العظام.[٦]
مضاعفات مرض تصلب العظام
يمكن أن يُصاحب مرض تصلب العظام زيادةً في احتمالية خطر الكسور، كما هو الأمر في حالة هشاشة العظام، ولذلك لا بدّ من تحديد السبب الأساسي لعلاج هذه الحالة.[٦]
علاج مرض تصلب العظام
يمكن علاج مرض تصلّب العظام بعد تحديد السبب الرئيسي له، ولكن بالرغم من ذلك يوجد عدد من الأمور والتوصيات العلاجية المشتركة التي يمكن اتباعها، وهي:[٦]
- تجنّب تناول مكملات فيتامين (د) والكالسيوم من قِبَل المرضى الذين يعانون من نقص الفوسفات، وذلك لاأنها تزيد من نسبة الكالسيوم في الدم.
- اتباع نظام غذائي قليل الكالسيوم وتخفيف المركبات كالكالسيتونين والقشرانيات السكرية.
- في بعض الحالات يتم وضع قضبان لتسريع شفاء الكسور.
ما الفرق بين هشاشة العظام وتصلب العظام؟
تحدث هشاشة العظام عندما تبدأ الفراغات الموجودة في النسيج العظمي بالتوسّع والترقق التدريجي نتيجةً لعدة عوامل؛ وهو ما يُعرَف بانخفاض كثافة العظم، بينما يُعرَف تصلّب العظام بأنّه تضيّق في الفراغات الموجودة في النسيج العظمي، والذي ينتج عن خلل الاتزان في عملية التمثيل الغذائي لأيونات الكالسيوم، مما يزيد تركُّز معدن الكالسيوم، ويؤدي إلى حدوث تكلّس مفرطٍ فيها، وقد يرتبط هذا الأمر بحدوث الآلام والتشنّجات.[٧]
المراجع
- ↑ "Osteosclerosis", link.springer.com, Retrieved 2020-09-10. Edited.
- ↑ "Osteosclerosis: Symptoms & Treatment", study.com, Retrieved 2020-09-10. Edited.
- ↑ "Generalized increased bone density in adults", radiopaedia.org, Retrieved 2020-09-12. Edited.
- ↑ "Paget's disease of bone", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-09-12. Edited.
- ↑ "High bone mineral density", radiopaedia.org, Retrieved 2020-09-12. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Osteosclerosis", www.symptoma.com, Retrieved 2020-09-12. Edited.
- ↑ "What is Osteoporosis and Osteosclerosis?", lcngrain.com, Retrieved 2020-09-12. Edited.