مرض تناظر كلوي

كتابة:
مرض تناظر كلوي

ما هو مرض التناظر الكلوي؟

يُعدّ مرض التناظر الكلويّ أو المُتلازمة الكلويّة Nephrotic Syndrome من الاضطرابات النادرة نوعًا ما، ويستهدف 3 أشخاص من كلّ 100 ألف فردٍ في العالم سنويًا،[١] وهو مجموعة من الأعراض الناجمة عن حدوث ضررٍ في الكلى، خاصّةً في الكُبيبات (Glomeruli)، وهي الأوعية الدمويّة الدقيقة المسؤولة عن ترشيح الدم وتصفيته، فتخللّص من المواد الضارة والسوائل الزائدة لإخراجها عبر البول، وتحافظ على أنواع الخلايا والبروتين التي يحتاجها وتمنع خروجها من الجسم، لذا فإنّ تلفها يعني خروج البروتينات مع البول، خاصّةً البروتين المعروف بالألبومين، وفي مرض التناظر الكلويّ فإنّ نسبة البروتين المطروحة في البول تُقدّر على الأقل بثلاثة غرامات يوميًا؛ أي بنسبة أعلى 20 مرّةً من الكمية التي تطرحها الكُبيبات السليمة في الحالة الطبيعيّة.[٢]


ما هي علامات الإصابة بمرض التناظر الكلوي؟

يُمكن القول إنّه توجد أربع علامات رئيسة تُميّز مرض التناظر الكلويّ عن غيره من الأمراض والاضطرابات، وهي:[٢]

  • بيلة الألبومين، وهي ارتفاع نسبة البروتين المطروحة في البول.
  • فرط شحميات الدم، وهو ارتفاع نسبة الدهون والكولسترول في الدم.
  • نقص نسبة الألبومين في الدم.
  • الاستسقاء، وهو تجمّع السوائل وتسبّبها بانتفاخ القدمين، أو الساقين، أو اليدين والوجه أحيانًا.

ونتيجةً للصفات السابقة المُصاحبة لمرض التناظر الكلوي تظهر مجموعة من الأعراض على المُصاب، وتتضمّن كلًّا ممّا يأتي:[٣]

  • التورّم أو الانتفاخ حول العين، وتورّم الكاحلين والقدمين.
  • زيادة الوزن الناجمة عن تجمّع السوائل فيه.
  • الشعور بالتعب.
  • فُقدان الشهيّة.
  • ظهور ما يُشبه الرغوة في البول؛ نتيجة وجود البروتين فيه.


ما سبب الإصابة بمرض التناظر الكلوي؟

يكمن السبب الرئيسي وراء المُعاناة من مرض التناظر الكلوي في وجود خلل أو اضطراب في عمل الكُبيبات، ناجم عن الإصابة بأمراض في الكلى، وهذا ما يُعرَف بالمُسبِّبات الأولية، أو ناجم عن أمراض في أماكن أُخرى من الجسم بما يُعرَف بالمُسبِّبات الثانوية، وفي ما يأتي تفصيلٌ لكلٍّ منهما على حدة:[٤]


الأسباب الأولية

تتضمّن هذه الأسباب الأمراض والاضطرابات التي تؤثّر على الكلى مُباشرةً، مثل:[٤]

  • تصلّب الكُبب الكلويّة القطاعيّ البؤريّ (FSGS): هو من الاضطرابات الوراثيّة، أو الاضطرابات الناجمة عن أمراض أُخرى، أو يحدث لأسبابٍ مجهولة، وتُصاب فيه الكبيبات بالندوب.
  • اعتلال الكلى الغشائيّ: الذي يحدث لأسباب مجهولة، أو نتيجة الإصابة بالملاريا، أو التهاب الكبد الوبائيّ من النوع (ب)، أو الإصابة بالسرطان، أو الذئبة الحماميّة الشاملة، وتزداد فيه كثافة الأغشية التي تتكوّن منها الكبيبات.
  • داء التبدّل الطفيف: هو عدم عمل الكلى كما يجب، رغم الظهور الطبيعيّ لأنسجتها تحت المجهر، وعدم وجود أيّ علامات مرض عليها.
  • الخثَار الوريديّ الكلويّ: هو انسداد أحد الأوردة التي تُصرّف الدم من الكلى؛ نتيجة وجود جلطة أو خثرة دمويّة فيه.


الأسباب الثانويّة

هي مجموعة من الأمراض والاضطرابات التي تُصيب الجسم، ويكون لها تأثير في صحّة الكلى، وقد تكون سببًا للإصابة بمرض التناظر الكلويّ، ومنها الآتي:[٤]

  • السكّري: إذ إنّ الارتفاع المُزمن لنسبة السكّر في الدم يضرّ بالأوعية الدمويّة في الجسم، ويتضمّن ذلك الأوعية الموجودة في الكلى.
  • الذئبة الحماميّة الشاملة: هي من أمراض المناعة الذاتيّة، التي تتسبّب بالتهاب أماكن مُختلفة من الجسم، مثل: التهاب المفاصل، والتهاب الكلى، وغيرهما.
  • الداء النشوانيّ: هو من الأمراض النادرة، يتسبّب بترسّب البروتين النشواني (Amyloid) في أعضاء الجسم المُختلفة، بما في ذلك الكلى، وقد يكون سببًا في تلفها والتعارض مع وظائفها.
  • استخدام بعض العلاجات والأدوية: كمُضادات الالتهاب غير الستيرويديّة (NSAIDs)، وبعض الأدوية المحاربة للعدوى.


كيف يُشخّص مرض التناظر الكلوي؟

تبدأ الخطوات التشخيصيّة أولًا بالفحص الجسديّ للمُصاب من قِبَل الطبيب، بالإضافة إلى إجراء مجموعة من الفحوصات المخبريّة، التي تتضمّن الآتي:[٥]

  • فحص نسبة الألبومين في الدم.
  • تحليل كيميائيّة الدم.
  • فحص نسبة الكرياتنين في الدم.
  • فحص مُعدّل الترشيح الكُبيبيّ في البول (Creatinine Clearance).
  • تحليل البول.
  • فحص نسبة الكولسترول والدهون الثلاثيّة في الدم.
  • فحص نسبة الدهنيات في البول.

كما قد يتطلّب تشخيص هذا المرض أخذ خُزعة من أنسجة الكلى؛ لتحديد سبب حدوثه، وبالإضافة إلى الفحوصات السابقة تُجرّى فحوصات أخرى بهدف تحديد سبب الإصابة أيضًا، ومنها:[٥]

  • فحص الغلوبيولينات البرديّة (Cryoglobulins).
  • فحص فيروس نقص المناعة البشريّة المُكتسبة (HIV test).
  • فحص عامل الروماتويد.
  • فحص الرحلان الكهربائي للبروتين في الدم (SPEP).
  • فحص الرحلان الكهربائي للبروتين في البول (UPEP).
  • فحص العوامل المُضادّة للنواة.
  • فحص تحمّل الجلوكوز.


كيف يُعالَج مرض التناظر الكلوي؟

تتضمّن الخطوات العلاجيّة المُتّبعة في التعامل مع مرض التناظر الكلويّ السيطرة على أعراض المرض وعلاج مُسبّبه أيضًا، ويُذكر من العلاجات المُستخدمة ما يأتي:[٤]

  • أدوية ضغط الدم: التي تهدف إلى تخفيض ضغط الدم والتقليل من كمية البروتين المفقودة في البول، ومنها: مُثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE Inhibitors)، ومُضادات مستقبلات الأنجيوتينسن (ARBs).
  • مُدرّات البول: التي تُصرَف لعلاج الاستسقاء وتقليل التورّم الناجم عن تجمّع السوائل في الجسم، ومنها: السبيرونولاكتون (spironolactone)، والفوروسيميد (furosemide).
  • أدوية الستاتين: التي تُستخدم لتقليل نسبة الدهون والكوليسترول في الدم، ومنها: الأتورفاستاتين (atorvastatin)، واللوفاستاتين (lovastatin).
  • مُميّعات الدم: التي تهدف إلى زيادة سيولة الدم ومنع تكوّن الخثرات والجلطات، وهي تُصرف كأحد علاجات مرض التناظر الكلويّ في حال وجود خثرة في الكلى، ومنها: الهيبارين، والوارفارين.
  • مُثبّطات الجهاز المناعيّ: التي تُستخدم في بعض حالات مرض التناظر الكلويّ الناجمة عن أمراض المناعة الذاتيّة، كالذئبة الحماميّة الشاملة، ومن أشهر الأمثلة على هذه الأدوية الكورتيكوستيرويدات.

كما يتضمن العلاج بعض التدابير المنزلية، كاتباع حمية غذائية قليلة الملح والدهون والكوليسترول، بالإضافة إلى الحدّ من السوائل في النظام الغذائي، واختيار المصادر البروتينية الخالية من الدهون، كالبروتينات النباتية.[٣]


ما هي مضاعفات مرض التناظر الكلوي؟

يوجد العديد من المُضاعفات المُحتمل حدوثها في حال لم يُعالَج المرض كما يجب، منها الآتي:[٥][٣]

  • ارتفاع ضغط الدم الناجم عن احتباس السوائل في الجسم.
  • سوء التغذية، الناجم عن فقدان كميات كبيرة من البروتين في البول، ممّا يُسبّب أيضًا فقر الدم الناجم عن نقص كُريات الدم الحمراء، ونقص نسبة فيتامين د، وخسارة الوزن التي قد لا يُلاحظها المُصاب بسبب تجمّع السوائل في جسمه.
  • تضرّر الكلى المُزمن، إذ قد يكون الضرر على الكلى ووظائفها كبيرًا، ويُسبّب حاجة المُصاب إلى غسيل الكلى، أو حتى الحاجة إلى زراعة كِلية.
  • تزداد احتماليّة الإصابة بأنواع العدوى المُختلفة، بما في ذلك الالتهاب الرئويّ الناجم عن المُكوّرات الرئويّة (Pneumococcal Pneumonia).
  • تصلّب الشرايين، والإصابة بأمراض القلب المُختلفة.


المراجع

  1. Yolanda Smith (23-8-2018), "Nephrotic Syndrome Epidemiology"، news-medical, Retrieved 2-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Nephrotic Syndrome in Adults", niddk,2-2014، Retrieved 2-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Nephrotic syndrome", mayoclinic,30-1-2020، Retrieved 2-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Jill Seladi-Schulman (8-11-2019), "Everything You Need to Know About Nephrotic Syndrome"، healthline, Retrieved 2-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت Walead Latif, David Zieve (16-7-2019), "Nephrotic syndrome"، medlineplus, Retrieved 2-6-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×