مرض توحُّد

كتابة:
مرض توحُّد

مرض التوحد

يُعدّ التوحّد طيفًا مُتفاوتًا من الأعراض والاضطرابات المُختلفة، التي تتضمّن صعوبات في مهارات التواصل اللفظيّة وغير اللفظيّة، والحركات المُتكرّرة بنمطٍ مُعيّن، التي تنعكس على المُصاب بصعوبة انخراطه في العلاقات الاجتماعيّة كغيره من الأفراد، وبسبب التفاوت في شدّة الأعراض ونوعها بين المُصابين أُطلق عليه طيف التوحّد، أو الطيف التوحّدي.[١]
يُصاب واحد من كلّ 59 طفلًا بإحدى اضطرابات طيف التوحّد، حسب إحدى الإحصائيات التي نُشرت عام 2014،[٢] وكانت نسبة إصابة الذكور أعلى بأربع أضعاف من نسبة إصابة الإناث، كما أنّ مُعدّلات الإصابة بأيٍّ من اضطرابات التوحّد عمومًا في ارتفاع مُقارنة بالسنوات السابقة.[٣]


أنواع مرض التوحد

جميع الأنواع التي يحتويها طيف التوحد كانت في السابق تُعامل كأمراض مُنفصلة، وهي كما يأتي:[٤]

  • مُتلازمة أسبرجر: مُتلازمة أسبرجر التي يُظهر فيها المُصاب فقط مشكلات في التواصل والعلاقات الاجتماعيّة، ويتميّز بقدرات ذكاء عالية، وتحصيل مُرتفع.
  • اضطراب التوحّد: وهو الذي يربطه مُعظم الأشخاص بمرض التوحّد، ويتميّز بمشكلات في التواصل الاجتماعيّ والتفاعل مع الآخرين.
  • مُتلازمة هيلر: مُتلازمة هيلر التي تُسمّى أيضًا اضطراب الطفولة التحلّليّة، الذي يظهر فيه الأطفال بقدرات عقليّة، ومهارات تواصل عاديّة لمدّة سنتين، ثمّ تتناقص القدرات أو تنعدم بعد ذلك.
  • اضطراب النموّ المُتفشّي: أو ما يُدعى بالتوحّد اللانمطي، الذي يُعاني منه المُصاب من بعض أعراض التوحّد، لكن لا يُمكن شمله بأيّ من الاضطرابات الثلاثة السابقة.


أسباب مرض التوحد

لم ترتبط الإصابة بمرض التوحّد بسبب مُعيّن ومُحدّد، وإنّما يُرجّح كونه ناتجًا عن مجموعة من العوامل البيئيّة والجينيّة،[٥] أو حتى بعض الحالات والظروف الصحيّة؛ إذ إنّ وظيفة وتركيب الدّماغ للأطفال من مُصابي التوحّد تختلف بشكلٍ ما عن دماغ الأطفال السليمين، كما أنّ بعض المواليد أكثر استعدادًا وقابليًّة للإصابة به،[٦] إلّا أنّ بعض العوامل ترفع من احتمال الإصابة وتُحفّز من ظهور أعراض التوحّد لمن لديهم استعداد لذلك، ومنها:

  • الإصابة ببعض الاضطرابات الصحيّة والأمراض، مثل:[٧][٦]
    • مُتلازمة الكروموسوم إكس الهشّ، وهو من الاضطرابات الموروثة، التي تُسبّب مشكلات واختلالات فكريّة لدى المُصاب.
    • التصلّب الحدبيّ، وهو تكوّن أورام حميدة في الدّماغ.
    • مُتلازمة الحصبة الألمانيّة الخلقيّة.
    • البيلة الفينوليّة غير المُعالَجة.
    • مُتلازمة ريت؛ وهي إحدى الاضطرابات الوراثيّة التي تستهدف عادًة الإناث، وتُسبّب إعاقة ذهنيّة وعدم القُدرة على استعمال اليد، مع بُطء في نموّ الرأس.
  • ترتفع احتماليّة الإصابة بمرض التوحّد للأطفال المولودين من والدين كبار في السّن.[٦]
  • ترتفع احتماليّة الإصابة بمرض التوحّد للأطفال المولودين قبل مضي 26 أسبوعًا على الحمل،[٦] أو ممّن ولدوا وكانت أوزانهم أقلّ من المُعدّل الطبيعيّ.[٢]
  • للتوائم المُتطابقين، في حال إصابة أحدهم بمرض التوحد ترتفع احتماليّة إصابة الآخر بما يُقارب 36% حتّى 95%، وفي حال إصابة واحد من التوائم غير المُتطابقين ترتفع احتماليّة الآخر بنسبة 0% وحتّى 31%.[٢]
  • ترتفع احتماليّة الإصابة بالتوحّد لمن يُعانون من اضطرابات نموّ أخرى عدا التوحد بنسبة 83%.[٢]
  • ترتفع احتماليّة الإصابة بالتوحد لمن يُعانون من اضطرابات نفسيّة أخرى بنسبة 10%.[٢]


أعراض مرض التوحد

عادًة ما تظهر أعراض مرض التوحّد في عُمر مُبكّر، ما بين عُمر سنة إلى سنتين لدى الأطفال،[٣] حتّى أنّ أعراضه قد تُلاحَظ في سنّ أبكر، وتكون عادًة كالآتي:[٨]

  • بعمر الستّة أشهر: يكون التواصل البصريّ لدى الرضيع قليلًا أو معدومًا، كما قد لا تظهر استجابة الرضيع بالضحك مع والديه.
  • بعمر التسعة أشهر: تكون تعبيرات الوجه محدودة جدًّا، والتفاعل الصوتيّ والضحكات قليلة أو معدومة.
  • بعمر السنة: لا يستجيب الطفل للنداء على اسمه، كما أنّه لا يُميّز التأشير أو التلويح، ولا يُظهر أيّ مناغاة أو أصوات تعبيريّة.
  • بعمر السنه و4 أشهر: يتكلّم الطفل كلمات قليلة جدًا، أو قد لا يتلفّظ بأيّ كلمات على الإطلاق.
  • بعمر السنتان: يستخدم الطفل كلمات قليلة جدًّا لا تحمل معانٍ واضحة، وفي حال كوّن جُملًا فهي لا تتعدّى الكلمتين فقط.

أمّا أعراض التوحد الأخرى التي تظهر باختلاف المرحلة العمرية؛ فتنقسم إلى نوعين، هما؛ أعراض التفاعل والتواصل الاجتماعيّ، والأنماط السلوكيّة، وفيما يأتي تفصيل لكلّ منهما:[٦]

  • التفاعل والتواصل الاجتماعي: إذ يكون تفاعل المُصاب بأيّ من اضطرابات التوحّد قليل جدًا، وتظهر أعراض ذلك كالآتي:[٦]
    • يُقاوم أن يُلاعبه أو يحمله أحد، ويُفضّل اللعب مُنفردًا.
    • يفتقد لتعبيرات الوجه.
    • لا يتواصل بصريًا مع من يتحدّث إليه.
    • لا يبدأ المُحادثات إلا في حال طلب منه أو سُئل عن أمر مُعيّن، كما يجد صعوبة في مواصلة مُحادثة ما.
    • يتكلّم بنبرة صوت غريبة، وبإيقاع واحد أثناء الحديث.
    • يُكرّر بعض الكلمات أو الجُمل دون معرفته لكيفيّة أو وقت استخدامها المُناسب.
    • قد لا يستوعب بعض الأوامر أو الأحاديث.
    • لا يُظهر مشاعره، كما قد لا يستوعب بعض من مشاعر الآخرين.
    • يكون تفاعله مع من حوله غير مُناسبًا للموقف أو الظرف، ما قد يُظهره بصورة عدائيّة أو مُخرّبة.
    • يجد صعوبة في استيعاب تعبيرات وجوه الآخرين، ولغة الجسد عمومًا.
  • الأنماط السلوكية: إذ يُظهر المُصاب بمرض التوحّد أنماطًا مُتكرّرة، تتضمّن بعض حركات الجسم أو الألفاظ أو الأنشطة، ومنها ما يأتي:[٦]
    • تكرار أنشطة مُعيّنة؛ كالتأرجح أو رفرفة اليدين، أو الدوران بشكلٍ ما.
    • القيام بأنشطة مؤذية؛ كالعضّ أو ضرب الرأس.
    • لا ينخرط في الألعاب التي تتطلّب التخيّل والتقليد.
    • يُركّز كل اهتمامه على نشاط أو هواية مُعيّنة بإفراط.
    • يأكل أنواع مُعيّنة من الأطعمة، ويرفض رفضًا تامًا تناول أنواع أخرى.
    • يُظهر حساسيّة مُفرطة تجاه الأصوات، أو الأضواء، أو اللمس، كما قد لا يُظهر أيّ استجابة تجاه ما يُسبّب الألم أو ارتفاع حرارة الجسم.
    • يلفت انتباهه التفاصيل الدقيقة في الأمور؛ كمُشاهدته لدوران إحدى العجلات ومُتابعة ذلك لفترة طويلة من الزمن.
    • يكوّن روتين مُعيّن لسير أمور يومه أو حياته، ويُزعجه جدًا أيّ تغيير على ذلك.


المراجع

  1. Elizabeth Sinclair, "History of Autism Treatment"، appliedbehavioranalysisprograms, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Data & Statistics on Autism Spectrum Disorder", cdc,September 3, 2019، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Kristeen Cherney, Jill Seladi-Schulman (September 18, 2018), "Everything You Need to Know About Autism"، healthline, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. Smitha Bhandari (October 22, 2019), "Autism"، webmd, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. Melissa Conrad Stöppler ( 9/10/2019), "Autism: Symptoms & Signs"، medicinenet, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Autism spectrum disorder", mayoclinic,Jan. 06, 2018، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  7. "Causes", autism-society,July 15, 2015، Retrieved 30-11-2019. Edited.
  8. "What are the signs of autism?", autismspeaks, Retrieved 30-11-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×