مرض جلد السمكة

كتابة:
مرض جلد السمكة

مرض جلد السمكة

كما يُشير اسم المرض؛ فإنّ مرض جلد السمكة أو السمّاك (Ichthyosis) من الاضطرابات الجلديّة المُزمنة التي تتسبّب في جفاف الجلد وزيادة سُمكه وتقشّره، ليُصبح الجلد أشبه بقشور السمك، ويُقدّر عدد إصاباته المُسجّلة بما يُقارب 300 طفل كلّ عام، ممّن يُعانون من الدرجة المتوسّطة أو الشديدة لهذا المرض، ففي حين أنّ البعض قد يُصابون بجفاف الجلد وحده، فقد يُعاني آخرون من ضعف في السمع والنظر أو حتّى مشاكل في الحركة من فرط الجفاف والتقشّر الحاصل في الجلد لديهم، كما ويُذكر أنّ جلد السمكة قد يكون مُتوارثًا يُصاب به الفرد منذ ولادته، وقد يكون مُكتسبًا ناجمًا عن عدّة أسباب، ولأجل ذلك فإنّ هناك أكثر من 20 نوعًا مُختلفًا لجلد السمكة، فما هي هذه الأنواع؟ وكيف يُمكن علاجها؟[١][٢]


أنواع مرض جلد السمكة

صُنّف مرض جلد السمكة لنوعين رئيسين؛ تبعًا لأسباب الإصابة المُحتملة، وتفرّع من كلّ نوع عدّة أقسام أيضًا، وفيما يأتي توضيح لكلٍّ منهم بالتفصيل:

جلد السمكة الوراثيّ

الذي يظهر مع الفرد منذ ولادته، أو يظهر لاحقًا في حياته عندما يكبر، ويتضمّن عدّة أنواع فرعيّة، يُذكر من أبرزها ما يأتي:[٣][٢]

  • جلد السمكة البسيط (Ichthyosis vulgaris)، الذي يُعدّ من أكثر الأنواع الموروثة شيوعًا، ولذا فهو يُعرَف أيضًا باسم جلد السمكة الشائع، إذ يُصيب شخص واحد من بين كلّ 250 شخص، ويتميّز بعدّة أمور، منها:
    • يظهر هذا النوع بعد 3 شهور تقريبًا من ولادة الفرد، ويتطوّر معه بالتدريج.
    • يشمل الجفاف جميع مناطق الجلد، باستثناء الوجه والمنطقة الداخليّة لأكواع اليد، بالإضافة إلى الركبتين.
    • عادًة ما يُعاني الطفل أيضًا من الأكزيما.
    • تزداد شدّة الأعراض خلال الأجواء الباردة والجافة، وتقلّ مع زيادة حرارة ورطوبة الجو.
    • يكفي وجود جين واحد من أحد الأبوين للإصابة بالمرض.
  • جلد السمكة المُرتبط بالكروموسوم إكس (X-linked ichthyosis)، الذي يستهدف شخص واحد من بين كلّ 2000 شخص، ويمتاز بالصفات الآتية:
    • يُصيب الرجال فقط.
    • يظهر هذا النوع منذ الولادة، أو قبل بلوغ الطفل عُمر 6 أشهر.
    • يكون تقشّر الجلد وجفافه عمومًا على اليدين والرجلين وجذع الجسم.
  • جلد السمكة المُهرّج، وهو نادر للغاية، إلا أنّ حالات الإصابة تكون شديدة وتتطلّب الكثير من الرعاية والاهتمام منذ الولادة.
  • احْمرار الجلد السُّماكيُّ الخلقيّ (Congenital ichthyosiform erythroderma)، الذي يبدو فيه جلد الظفر بلون أصفر فاقع، ويتقشّر خلال الأسبوع الأوّل من ولادته، ليتطوّر لواحد من الأنواع الآتية:
    • جلد السمكة الصفاحيّ (Lamellar ichthyosis)، الذي يظهر فيه الجلد بلون أحمر بسيط، ويكون التقشّر على مساحات واسعة وبحجم كبير، وأكثر التصاقًا بالجلد.
    • جلد السمكة الفقاعيّ المُرتبط بالتهاب الجلد المُتقشّر (Bullous ichthyosiform erythroderma)، وفيه يلتهب الجلد، وتظهر بثور فقاعيّة مليئة بالسوائل، وقد يتسبّب بخروج رائحة كريهة من الجلد.
    • جلد السمكة غير الفقاعيّ المُرتبط بالتهاب الجلد المُتقشّر (Non-bullous ichthyosiform erythroderma)، وفيه يلتهب جميع السطح الخارجيّ للجلد.


جلد السمكة المُكتسب

الذي يُصاب به الفرد في مرحلة البلوغ، وعادًة ما يكون مُرتبطًا بأمراض جهازيّة شاملة، أو باستخدام أحد العلاجات والأدوية، كما يحدث في الحالات الآتية:[٣]

  • الإصابة بقصور وظائف الغدّة الدرقيّة.
  • الإصابة بأحد أنواع السرطان، إذ إنّ جلد السمكة قد يكون من المؤشّرات على وجود خلايا سرطانيّة في جسم الفرد.
  • الإصابة بعدوى نقص المناعة البشريّة المُكتسبة (HIV).
  • الإصابة بداء ساركويد، أو ما يُعرَف أيضًا بالغرناويّة.
  • الإصابة بمرض هودجكن.
  • استخدام إحدى العلاجات؛ كالأدوية المُستهدفة لعلاج السرطان، أو حمض النيكوتينيك (فيتامين ب3)، أو الهيدروكسي يوريا، أو العلاج بنبتة الكافا.


علاج مرض جلد السمكة

للأسف يُعدّ مرض جلد السمكة من الأمراض التي تُلازم المُصابين طيلة حياتهم، ولا يوجد علاج شافٍ تمامًا له، وإنّما تهدف الخيارات العلاجيّة المتوفّرة إلى التقليل من جفاف الجلد وتقشّره، ويكون ذلك باستخدام أنواع جيّدة من الكريمات والمراهم المُرطّبة، وبالأخصّ التي تحتوي على مادة اليوريا، أو حمض ألفا هيدروكسي، أو اللانولين، أو البروبيلين جليكول، إذ يُوصى بوضع هذه المُرطّبات على كامل الجلد بعد الاستحمام، بالتزامن مع اتّباع النصائح والتعليمات الآتية:[٤]

  • استخدام حجر الصنفرة لإزالة الجلد المُتقشّر، وفركه بلطف.
  • إزالة الجلد الميّت باستخدام أحد المُستحضرات الجلديّة التي تحتوي على حمض السالساليك، أو حمض اللاكتيك، أو حمض الغلايكول.
  • أخذ حمّام بالماء المالح.
  • في الحالات الشديدة يصرف بعض الأطباء علاجات فمويّة من أقراص وكبسولات للسيطرة على جفاف الجلد وتقشّره؛ مثل مُشتقات فيتامين (أ) المعروفة بالريتينويد؛ كالاسيتريتين (Acitretin)، أو الايزوتريتنون (Isotretinoin)، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار والأعراض الجانبيّة المُحتملة لمثل هذه العلاجات، والمُتمثّلة في اضطرابات المعدة، وجفاف الفم، وضعف العظام، وغيرها.
  • قد يُساعد الطبيب بعض المُصابين على طلب المُساعدة من أخصائيّين نفسيّين، في حال كان المرض مؤثّرًا على حالتهم النفسيّة ونظرتهم لأنفسهم.


مضاعفات مرض جلد السمكة

تختلف شدّة الأعراض والآثار المُحتمل حدوثها لدى المُصابين بمرض جلد السمكة بالاعتماد على شدّة الحالة لديهم، إذ قد ينجم عن المرض بعض المُضاعفات التي تؤثّر على صحّة المُصاب وحالته النفسيّة، والتي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:[١][٣]

  • فرط ارتفاع حرارة الجسم (Overheating)، الناجم عن فُقدانه القُدرة في السيطرة على حرارته؛ لغياب التعرّق الجلديّ (الذي يُقلّل من حرارة الجسم الداخليّة) لدى بعض الحالات.
  • الإصابة بعدوى بكتيريّة ثانوية بسبب تقشّر الجلد، كما توجد احتماليّة أيضًا لانتقال العدوى لكامل الجسم.
  • الإصابة ببثور فقاعيّة مُزمنة.
  • الحدّ من حُريّة حركة المُصاب، إذ إنّ فرط جفاف الجلد وتقشّره قد يُصعّب تحريك أطراف الجسم أو أماكن مُعيّنة فيه، ويُسبّب الألم في كثير من الأحيان، ما قد يؤثّر في سير حياة المُصاب وأعماله.
  • المُضاعفات النفسيّة الناجمة عن شكل الجلد، ونظرة المُصاب لنفسه أو نظرة الآخرين له، ما قد يزيد من احتماليّة الإصابة بالاكتئاب وضعف الثقة بالنفس بتفضيل العُزلة على الاختلاط بالآخرين.
  • تضرّر السمع أو الرؤية، إذ إنّ عدّة طبقات من الجلد قد تنمو فوق بعضها البعض، ما يُعيق النظر إن تشكّلت هذه الطبقات بالقرب من العينين، كما يمكن أنّ يؤثّر في كفاءة السمع لو تكوّنت بالقرُب من الأُذنين.


المراجع

  1. ^ أ ب "What is Ichthyosis?", firstskinfoundation, Retrieved 2020-10-06. Edited.
  2. ^ أ ب "Ichthyosis", nhs, 2019-07-14, Retrieved 2020-10-06. Edited.
  3. ^ أ ب ت Vanessa Ngan, "Ichthyosis", dermnetnz, Retrieved 2020-10-06. Edited.
  4. "Ichthyosis", webmd, 2020-09-14, Retrieved 2020-10-06. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×