مرض حصى المرارة

كتابة:
مرض حصى المرارة

حصى المرارة

تُعرف حصى المرارة بأنها كتل أو حصوات قد تتكوّن في المرارة أو في القناة الصفراوية نتيجة تصلُّب مجموعة من المواد، والمرارة هي عضو صغير يقع على الجانب الأيمن العلوي من التجويف البطني وفي الجانب السفلي من الكبد، ويمكن لبعض المواد الكيميائية الموجودة فيها أن تتصلب وتتحول إلى حصوة واحدة كبيرة أو عدة حصوات صغيرة.

يعاني ما يقارب 20 مليون شخص من حصوات المرارة في الولايات المتحدة وحدها، وكشفت دراسة أنّ انتشار هذه الحالة عند البالغين في البلدان الصناعية يبلغ ما يقارب 10%، ويبدو أنّ هذا الرقم بازدياد مستمرّ.[١][٢].


ما هي أعراض وجود حصى المرارة؟

قد تؤدّي حصوات المرارة إلى المعاناة من ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، ويبدأ الشخص الشعور به عند تناول الأطعمة الدّهنية، مثل الأطعمة المقلية، ولا يكون هذا الألم مستمرًّا، بل يظهر من وقت إلى آخر، وعادةً ما يستمرّ بحد أقصى بضع ساعات، ويسمّى عادةً المغص المراري، ويمكن أن ترافق الشعور بهذا الألم أعراض أخرى، منها ما يأتي:[٣]

  • الغثيان، والتقيؤ.
  • خروج بول داكن اللون.
  • إخراج براز فاتح اللون.
  • آلام المعدة، والتجشؤ.
  • الإسهال، وعسر الهضم.

ومن الجدير بالذّكر أن حصوات المرارة نفسها لا تسبب الألم، إذ إنّه يحدث فقط عندما تسدّ هذه الحصوات حركة المادة الصفراء عبر المرارة، ووفقًا للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي فإنّ 80% من الأشخاص المصابين بهذه الحالة لا يعانون من أي أعراض، وتسمى حصوات المرارة الصامتة، ويمكن أن يكتشف الطبيب حصوات المرارة الصامتة من خلال الأشعة السينية، أو عند إجراء جراحة في البطن لسبب آخر.[٣]


ما هي أسباب تشكُّل حصى المرارة؟

ما يزال الأطباء في شك حول السبب الدقيق لتكوّن حصوات المرارة، لكن قد تؤدّي بعض العوامل دورًا في زيادة خطر تكوّنها، تتضمّن ما يأتي:[٤]

  • احتواء العصارة الصفراوية -أي العصارة التي تنتجها الكبد وتخزنها المرارة وتطلقها إلى الأمعاء للمساعدة على الهضم- على كمية كبيرة من الكوليسترول، إذ يحتاج الجسم إلى المادة الصفراء من أجل عملية الهضم، وعادةً ما تذوّب هذه المادة الكوليسترول، لكن عندما لا تتمكّن من أداء مهمتها قد يتشكّل الكوليسترول الزائد على شكل حصوات.
  • احتواء العصارة الصفراوية على كمية كبيرة من البيليروبين، فقد تؤدّي الإصابة ببعض الأمراض مثل تليُّف الكبد والالتهابات واضطرابات الدم إلى زيادة إنتاج الكبد من مادة البيليروبين وتراكمها في المرارة.
  • عدم قدرة المرارة على إفراغ محتوياتها بالكامل، الأمر الذي يمكن أن يجعل المادة الصفراء مركزةً للغاية.

كما قد تزيد بعض العوامل من خطر تكوّن حصوات المرارة، تتضمّن ما يأتي:[٤]

  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بحصوات المرارة.
  • الجنس؛ إذ تعد النساء أكثر عرضةً لتكوّنها.
  • العمر؛ إذ يزداد خطر تكوّنها بعد سن الأربعين.
  • العِرق؛ إذ يعدّ الأشخاص من أصل أمريكي أو مكسيكي أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة.
  • السمنة.
  • اتباع نظام غذائي غنيّ بالدهون والكوليسترول ومنخفض الألياف.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • استخدم حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة.
  • الحمل.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بالأمراض المعوية، مثل مرض كرون.
  • الإصابة بفقر الدم الانحلالي، أو تليف الكبد.
  • تناول الأدوية التي تخفض نسبة الكوليسترول.
  • فقدان الكثير من الوزن في وقت قصير.
  • الصيام.


كيف يتم تشخيص حصى المرارة؟

تتضمن الاختبارات والإجراءات المُتّبعة لتشخيص حصوات المرارة والمضاعفات التي يمكن أن تنتج عنها ما يأتي:[٥]

  • تصوير البطن باستخدام الموجات فوق الصوتية: يعدّ هذا الإجراء الأكثر استخدامًا للكشف عن حصوات المرارة، ويتضمّن وضع جهاز على منطقة البطن وتحريكه ذهابًا وإيابًا عليه، فيرسل هذا الجهاز إشارات إلى الكمبيوتر، ممّا يُنتج صورًا تُظهِر الأجزاء في بطن المصاب.
  • التنظير الداخلي باستخدام الموجات فوق الصوتية: يساعد هذا الإجراء في الكشف عن الحصوات الأصغر التي قد لا يتمكّن الإجراء السابق من كشفها، ويُدخل الطبيب خلال هذا الإجراء أنبوبًا رفيعًا ومرنًا عن طريق الفم وصولًا إلى الجهاز الهضمي، ويُنتج جهاز خاص داخل الأنبوب موجات صوتيّةً تشكّل صورةً دقيقةً للأنسجة المحيطة.
  • اختبارات التصوير الأخرى: يمكن أن تتضمن الاختبارات الإضافية تصوير المرارة عن طريق الفم، والتصوير الكبدي الصفراوي باستخدام حمض الأمينوديكتيك (iminodiacetic acid)، والتصوير الطبقي المحوسب، وتصوير القناة الصفراوية والبنكرياس بالرّنين المغناطيسي، وتصوير القنوات الصفراوية والبنكرياس بالمنظار بالطريق الراجع (ERCP)، ويمكن خلال هذا الإجراء إزالة حصوات المرارة التي يكتشفها الطبيب على الفور.
  • فحوصات الدم: من الممكن أن تكشف هذه الفحوصات عن الإصابة بالعدوى، أو اليرقان، أو التهاب في البنكرياس، أو أي من المضاعفات الأخرى التي تسبّبها حصوات المرارة.


كيف تُعالَج حصى المرارة؟

لا تحتاج حصوات المرارة إلى العلاج ما لم تسبّب الألم، إذ يمكن أن تمرّ إلى خارج الجسم في بعض الأحيان دون ملاحظة الشخص، لكن عند الشعور بالألم يوصي الطبيب بالعلاج، ويكون في معظم الحالات بإجراء الجراحة، لكن في بعض الحالات النادرة يمكن استخدام الأدوية، وعمومًا تتضمن العلاجات المُتّبعة في هذه الحالة ما يأتي:[٣]

  • العلاج الطبيعي والعلاجات المنزلية: إذا كان الشخص يعاني من حصوات المرارة الصامتة يمكن إجراء تغييرات معينة في نمط حياته للتخلص منها، وتتضمّن هذه التغييرات ما يأتي:
    • الحفاظ على وزن صحي.
    • تجنّب فقدان الوزن السريع.
    • اتباع نظام غذائيّ مضادّ للالتهابات.
    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
    • أخذ المكملات وفق نصائح الطبيب فقط، وتتضمن بعض المكملات الغذائية التي من الممكن تناولها فيتامين ج، والحديد، والليسيثين.
    • إجراء تدفق المرارة، الذي يتضمن الصيام ثم تناول زيت الزيتون وعصير الليمون؛ للمساعدة في تمرير حصوات المرارة خارج الجسم، وفي الحقيقة لا يوجد أي دليل علمي على أنّ هذه الطريقة فعالة، كما أنّها قد تسبّب بقاء حصوات المرارة في القناة الصفراوية والتصاقها هناك.
  • الجراحة: قد يلجأ الطبيب إلى إزالة المرارة بالمنظار، وتعد هذه الجراحة شائعةً، وتتطلب تخديرًا عامًا، وعادةً ما تُجرى بعمل 3-4 شقوق في البطن، ثمّ يُدخل الجرّاح أجهزةً مضيئةً عبر الشقوق ويُزيل المرارة، وعادةً ما يخرج المصاب من المستشفى في يوم الإجراء أو في اليوم التالي في حال عدم المعاناة من أي مضاعفات، إذ قد يعاني المصاب بعد العملية من الإسهال؛ وذلك لأنّ المادة الصفراء لم تعد تمر عبر المرارة وتصبح أقل تركيزًا، ولعلاج ذلك يجب اتباع نظام غذائيّ يحتوي على كمية قليلة من الدهون؛ حتّى يتمكّن الجسم من إطلاق كمية أقل من المادة الصفراء.
  • العلاجات غير الجراحية: لم يعد استخدام الأدوية لعلاج حصوات المرارة شائعًا بعد الآن؛ وذلك لأنّ التقنيات التنظيريّة والروبوتية تجعل الجراحة أقلّ خطورةً من السابق، لكن عند عدم التمكّن من إجراء الجراحة يمكن تناول دواء أورسوديول (Ursodiol) لإذابة حصوات المرارة الناتجة عن الكوليسترول، ويحتاج المصاب إلى تناول هذا الدواء مرتين إلى أربع مرات في اليوم، ووتجدر الإشارة إلى أنّ الأدوية قد تستغرق عدة سنوات للتخلّص من حصوات المرارة، كما يمكن أن تتكون الحصوات مرّةً أخرى بعد التوقف عن العلاج، ويعدّ تفتيت الحصى الصدغي (Shock wave lithotripsy) خيارًا آخر يمكن اللجوء إليه.


ما هي مضاعفات حصى المرارة؟

تتضمن المضاعفات الناجمة عن حصوات المرارة ما يأتي:[٦]

  • التهاب المرارة: الذي يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • انسداد القناة الصفراوية المشتركة: إذ قد تسدّ حصوات المرارة القنوات التي تتدفق من خلالها المادة الصفراء من المرارة أو الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، الأمر الذي يسبب الشعور بألم شديد، واليرقان، وعدوى القناة الصفراوية.
  • انسداد قناة البنكرياس: تعد القناة البنكرياسية أنبوبًا يمتد من البنكرياس ويتصل بالقناة الصفراويّة قبل اتصاله بالاثني عشر -أول أجزاء الأمعاء الدقيقة- مباشرةً، وتتدفق عصارات البنكرياس التي تساعد على عملية الهضم عبر هذه القناة، ويمكن أن تؤدّي حصوات المرارة إلى انسدادها، ممّا قد يؤدّي إلى التهاب البنكرياس، الذي يسبب الألم الشديد والمستمرّ في البطن، وعادةً ما يتطلب دخول المستشفى.
  • سرطان المرارة.


المراجع

  1. Adam Felman (4-12-2017), "Everything you need to know about gallstones"، medicalnewstoday, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  2. "High rate of complicated idiopathic gallstone disease in pediatric patients of a North American tertiary care center", ncbi, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Understanding Gallstones: Types, Pain, and More", healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Gallstones (Cholelithiasis)", webmd, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  5. "Gallstones", mayoclinic, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  6. "Gallstones", mayoclinic, Retrieved 31-5-2020. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×