مرض حمى الضنك

كتابة:
مرض حمى الضنك

ما هو مرض حمى الضنك؟

حمى الضنك أو أبو الركب أو حمى تكسير العظام (Dengue) هي مرض فيروسي يصيب أكثر من 400 مليون إنسان حول العالم، وينتج عن التعرض للقرص بواسطة بعوضة الأيديس (Aedes mosquito) الحاملة للفيروس والتي تعيش في المناطق الإستوائية بالتحديد الهند، وجنوب شرق آسيا، وجنوب الصين، وجزر المحيط الهادئ، وتايوان، وجزر الكريبي، وأفريقيا والمكسيك، ووسط وجنوب أمريكا الجنوبية. وعند التعرض للقرص بواسطة هذه البعوضة ينتقل الفيروس إلى دم الإنسان وتظهر عليه أعراض الحمى خلال 4-6 أيام من العدوى وتستمر حتى عشرة أيام. والجدير بالذكر أن هذه البعوضة هي المسؤولة أيضًا عن نقل أمراض أخرى مثلالحمى الصفراء ( Yellow fever) وحمى غرب النيل ( West Nile infection).[١]


هل يُمكن الإصابة بحمى الضنك أكثر من مرة واحدة؟

نعم يمكن الإصابة بحمى الضنك أكثر من مرة واحدة، لأن الفيروس المسبب لها له أربعة أنواع مختلفة، فعند الإصابة بأحد هذه الأنواع الأربعة يكوِّن الجسم أجسامًا مضادة مناعية تجاهه فلا يمكن الإصابة به مرة أخرى، لكن لا تتكون مناعة تجاه الثلاثة أنواع الأخرى مما يجعل فرص الإصابة بالحمى مرة أخرى واردة، وكلما تكررت الإصابة بحمى الضنك كلما زادت فرص وقوع مضاعفاتها الخطيرة وهي حمى الضنك النزفية (Dengue hemorrhagic fever).[٢]


ما هي أعراض حمى الضنك؟

أعراض حمى الضنك عديدة ومختلفة وغالبًا ما تكون بسيطة لدى معظم المصابين مما يجعلهم يظنوها مجرد انفلونزا عادية وتكون هذه الأعراض كما يأتي:[٣]

  • ارتفاع مفاجئ في حرارة الجسم يتخطى 41 درجة مئوية.
  • صداع شديد.
  • تورم العقد اللمفاوية.
  • ألم شديد بالمفاصل والعضلات.
  • طفح جلدي يظهر خلال اليوم الثاني للخامس من ارتفاع حرارة الجسم.
  • غثيان وقيء تتراوح حدتهما من بسيط إلى حاد.
  • نزيف طفيف من الأنف أو اللثة.
  • الإصابة بتشنجات حرارية -النوبات التي يرتبط حدوثها بارتفاع درجة حرارة الجسم-.

وقد تتطور حمى الضنك ويحدث ما يعرف بحمى الضنك النزفية التي تعتبر تعقيد خطير مهدد للحياة يصاحبه أعراض أخرى مثل ألم شديد بالبطن، وقيء مستمر، ونزيف من الأنف واللثة، وظهور دم في البول والبراز والقيء، ونزيف أسفل الجلد يظهر في شكل كدمات، وبرودة وتعرق الجلد، والتهيج أو الارتباك.[٢]


كيف تشخص وتعالج حمى الضنك؟

يعد تشخيص الإصابة بحمى الضنك أمرًا صعبًا لأن أعراضها غير مميزة لها، وتظهر مع العديد من الأمراض الأخرى مثل الملاريا وحمى التيفود، ولتشخيصها يُقيِّم الطبيب هذه الأعراض ويراجع السفريات التي قام بها المصاب مؤخرًا، ثم يجري الطبيب بعض الفحوصات التي تكتشف الإصابة بالفيروس لكن للأسف تستغرق نتائج هذه الفحوصات وقتًا طويلًا حتى تظهر لذا يصعب الإعتماد عليها. أما عن علاج حمى الضنك فلا يوجد علاج محدد لها، لكن ينصح الطبيب بالإكثار من شرب السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف نتيجة الحمى الشديدة والقيء المستمر، كما يوصي الطبيب بالإنتباه جيدًا لظهور أي من أعراض الجفاف وهي انخفاض حجم البول، وجفاف الفم والشفاه، والخمول والارتباك، وبرودة الأطراف، وينصح بالتوجه إلى المستشفى عند ظهور أي من هذه الأعراض.

أحد خيارات الأخرى للعلاج التي قد يعتمدها الطبيب هي تناول الباراسيتامول لتخفيف الألم وخفض حرارة الجسم، ويحذر الطبيب من استخدام أي مسكنات أخرى مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين لأنها تزيد خطورة الإصابة بالنزيف، ويعدّ الباراسيتامول والسوائل كافيان لتخفيف الحالات البسيطة من حمى الضنك. أما الحالات الخطيرة منها فتتطلب الدخول للمستشفى للحصول على السوائل عن طريق الوريد، ولتعويض الكهارل الكهربائية المفقودة -مواد تحتوي على أيونات حرة من بعض العناصر الكيميائية التي توفر وسطًا لنقل الكهرباء في ما بينها-، ولمتابعة ضغط دم المصاب ونقل الدم في الحالات الخطيرة من النزيف.[٢]


كيف أقي نفسي من الإصابة بحمى الضنك؟

أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بحمى الضنك هي تجنب التعرض للقرص بواسطة البعوضة قدر الإمكان، وذلك عن طريق تجنب التواجد بالأماكن المنتشرة بالبعوض، واستخدام البخاخ الطارد للبعوض داخل وخارج المنزل، وارتداء قميص ذو أكمام طويلة وبنطلون مع تثبيت أطرافه داخل الجوارب لمنع دخول البعوض، وتجنب فتح الشبابيك قدر الإمكان، والتأكد من سلامة الشبك الذي يغطي الشبابيك والأبواب وعدم وجود أي ثقوب به تسمح بدخول البعوض، والحد من تكاثر البعوض واجتماعه بالقرب من المنزل عن طريق إزالة أي غرض تتجمع به المياه مثل صحون شرب الحيوانات، وأواني الزرع وأي وعاء فارغ.[٣]

توجد وسيلة أخرى للوقاية من الإصابة بحمى الضنك وهي الحصول على لقاح مصرح باستخدامه للأطفال الأكبر من تسعة أعوام والبالغين حتى عمر الخامسة والأربعين ممن يعيشون بالدول المنتشرة بالبعوض، ويؤخذ اللقاح على ثلاث جرعات خلال 12 شهرًا، لكن يحذر على الأطفال الأصغر عمرًا من الحصول عليه بسبب زيادة خطر تعرضهم لنوبة خطيرة من الحمى تستدعي الحجز بالمستشفى بعد عامين من الحصول على اللقاح. وعلى الرغم من أهمية اللقاحات في الوقاية من الأمراض إلا أنّ هذا اللقاح بالتحديد وسيلة غير فعالة عند الاعتماد عليه منفردًا في الوقاية من الإصابة بالحمى، وتوصي منظمة الصحة العالمية بعدم الحصول عليه إلا بعد التعرُّض لإصابة سابقة بحمى الضنك، لأن من يحصلون عليه دون إصابتهم بالحمى سابقًا يكونون أكثر عرضة لمضاعفاتها الخطيرة عند الإصابة بالعدوى لأول مرة، لذا تبقى أفضل وسيلة للوقاية منها هي القضاء على تكاثر البعوض وتجنب التعرض للقرص قدر الإمكان.[٢][٤]


أسئلة شائعة عن حمى الضنك

هل توجد وسائل أخرى لانتقال فيروس حمى الضنك؟

نعم، فأحد وسائل انتقال الفيروس هي عبر دم الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، كما توجد حالة واحدة ثبت بها إمكانية انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل بعد الولادة عبر حليب الثدي مع الرضاعة الطبيعية، لكن ذلك ليس سببًا لوقف الرضاعة إذ يوصي الأطباء باستمرارها لأهميتها وفائدتها الكبيرة للطفل.[٥]

هل تسبب حمى الضنك الوفاة؟

نعم قد تسبب حمى الضنك وفاة المصاب بها لكن في حالات قليلة، فعلى الرغم من إصابة أكثر من 400 مليون شخص بالفيروس سنويًا إلا أن 100 مليون منهم فقط يصابون بالإعياء، و 22 ألف منهم يتعرضون للوفاة جراء الحالات الخطيرة النزفية من حمى الضنك.[٦]


المراجع

  1. Melinda Ratini (2019-06-27), "Dengue Fever", webmd, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (2018-02-15), "Dengue fever", mayoclinic, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  3. ^ أ ب Bree Normandin (2017-03-30)، "Dengue Fever"، healthline، Retrieved 2020-10-08. Edited.
  4. "Dengue Vaccine", cdc, 2019-09-22, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  5. "Transmission", cdc, 2019-09-25, Retrieved 2020-10-08. Edited.
  6. "About Dengue: What You Need to Know", cdc, 2019-05-02, Retrieved 2020-10-08. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×