مرض روبن سودرلينغ

كتابة:

مرض روبن سودرلينغ

روبن سودرلينغ، هو لاعب كرة تنس محترف، اعتزل هذه الرياضة بعد عدّة سنوات من الاحتراف نتيجة إصابته بمرض الحمّى الغديّة، الذي يُعرف أيضًا بمرض كثرة الوحيدات العدوائية أو مرض التقبيل؛ ذلك لأنه ينتقل من شخص إلى آخر عبر إفرازات الفم، وهو مرض فيروسي يسببه فيروس إيبشتاين بار Epstein-Barr virus، وهذا الأخير مرض منتشر وشائع جدًّا؛ إذ إن 90-95% من البالغين قد تعرّضوا له أثناء مرحلة الطفولة وكوّنوا أجسامًا مناعيّة مضادةً له دون أن يُظهر المرض أي أعراض أو يظهر نزلة برد بسيطة، بينما يكون المرض أكثر وضوحًا وأعراضه ظاهرةً أكثر عند المراهقين والشباب التي تتراوح أعمارهم بين 15-25 سنة[١][٢].


أعراض مرض الحمى الغدية

تبلغ مدّة حضانة الفيروس من 4-6 أسابيع، وهي المدة الكامنة بين إصابة الشخص بالعدوى وظهور الأعراض، وتستمرّ الأعراض لعدّة أسابيع، إلا أنّ التعب العام يمكن أن يستمر لعدّة أشهر تصل إلى 6 أشهر أو أكثر، وتشمل الأعراض ما يأتي[٢][٣]:

  • الحمّى التي تصل 38 درجة أو أعلى.
  • تضخّم العقد اللمفاوية في الرقبة والإبطين.
  • التهاب الحلق والبلعوم، وتقرّحات في الحلق لا تتحسّن باستخدام المضادات الحيوية.
  • التعب العام والإرهاق.
  • الصداع.
  • تورّم اللوزتين.
  • الطفح الجلدي.
  • فقدان الشهية.
  • تضخّم بسيط في الطحال أو الكبد.


أسباب مرض الحمى الغدية

يعد السبب الأكثر شيوعًا لمرض الحمّى الغديّة هو فيروس إبشتاين-بار، وهو من فيروسات الهربس، وهو يهاجم الخلايا اللمفاوية البائية التي تشكّل جزءًا مهمًّا من جهاز المناعة وتنتج الأجسام المضادّة لمكافحة الجراثيم، ويبقى الفيروس في الجسم مدى الحياة، وينشط مرارًا وتكرارًا في بعض الحالات التي يتعرّض لها المصاب مثل التوتر النفسي وانخفاض المناعة، وفي العادة يكون غير ملحوظ، ومع ذلك فإنه يكون معديًا في تلك المرحلة، لكن هناك فيروسات أخرى أقل شيوعًا تسبب هذا المرض أيضًا؛ مثل: فيروس الحصبة الألمانية، والفيروس المضخّم للخلايا وطفيل التوكسوبلازما.

وينتشر المرض عن طريق اللعاب عند التقبيل أو الكحة أو العطاس، أو عن طريق الدم، أو الاتصال الجنسي، أو مشاركة الطعام والشراب في الإناء نفسه، أو نقل الأعضاء، وتكون الأعراض أكثر وضوحًا عند إصابة المراهقين والشباب بالمرض؛ فتظهر الأعراض عند 35-50% من الحالات، بينما لا يكون المرض مُلاحَظًا ولا تظهر أعراضه عند معظم الأطفال المصابين[٢][٤].


مضاعفات مرض الحمى الغدية

قد تكون مضاعفات مرض الحمى الغدية أكثر خطورة من المرض نفسه، وتشمل هذه المضاعفات ما يأي[٤]:

  • تضخّم الطحال: يتضخّم الطحال عند 50% من الحالات، ومن الممكن أن يتمزّق الطحال مسبّبًا ألماً مفاجئًا وحادًّا في الجزء الأيسر العلوي من البطن، وهي من المضاعفات الخطيرة المهدّدة للحياة التي تتطلب جراحة طارئة، ويُنصح المرضى المصابون بتضخّم الطحال بتجنّب الرياضات التي تتطلّب الاحتكاك الجسدي، وعدم ممارسة رياضة شديدة لمدة شهرين على الأقل من بعد الإصابة.
  • التهاب الكبد: من الممكن أن يصاب الشخص بالتهاب الكبد الطفيف أو اليرقان؛ وهو اصفرار لون الجلد وبياض العين.

ومن المضاعفات الأقل شيوعًا ما يأتي:

    • فقر الدم الانحلالي.
    • قلة عدد الصفائح الدموية.
    • التهاب عضلة القلب.
    • مضاعفات الجهاز العصبي المركزي وتشمل التهاب الدماغ والتهاب السحايا ومتلازمة غيلان باريه.
    • انسداد المجرى الهوائي العلويّ نتيجة تورّم اللوزتين.


تشخيص مرض الحمى الغدية

يشخص مرض الحمى الغدية عن طريق أخذ سيرة مرضية كاملة تشمل العمر، واحتمالية الاتصال مع شخص مصاب بالمرض ذاته، وإجراء الفحص الجسدي واختبارات الدم[٤]:

  • الفحص الجسدي: يقيس الطبيب درجة حرارة الجسم، ويبحث عن علامات المرض؛ ومنها: تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة والإبطين، وتضخم الطحال والتهاب وتضخم اللوزتين.
  • فحوصات الدم:
    • عدد خلايا الدم البيضاء: من الاختبارات المستخدمة في التشخيص ارتفاع عدد الخلايا اللمفوية لتصل إلى 50% مع نسبة لا تقل عن 10% من الخلايا اللمفاوية غير النمطية، التي تكون كبيرة الحجم وغير منتظمة النواة.
    • اختبار الأجسام المضادّة: يجرى فحص أحادي البقعة Monospot test لفحص الدم والبحث عن أجسام مضادّة لفيروس إيبشتاين-بار، ويكون الفحص أكثر دقّة ما بين الأسبوع الثاني والرابع من ظهور الأعراض، وتظهر نتائجه خلال ساعة واحدة.


علاج مرض الحمى الغدية

يرتكز علاج مرض الحمّى الغدية على تخفيف الأعراض فقط، فلا يوجد علاج شافٍ لهذا المرض حتى الآن، وغالبًا ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها خلال عدة أسابيع أو أشهر من الإصابة، ويتضمّن العلاج ما يأتي[١][٥]:

  • الراحة خلال مدة المرض وعدم ممارسة الرياضات الشديدة أو حمل الأشياء الثقيلة.
  • شرب الكثير من السوائل لتخفيف الحمى وتجنّب الجفاف.
  • تناول مسكّنات الألم؛ مثل: البنادول والآيبوبروفين، ومن المهم تجنّب إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين الذين تقلّ أعمارهم عن 16 سنة؛ بسبب ارتباطه بالإصابة بمتلازمة راي، وهي متلازمة تهدد حياة المصاب.
  • التغرغر بالماء المالح عدة مرات في اليوم للتخفيف من التهاب الحلق.
  • تناول الكورتيكوستيرويد للتقليل من ألم البلعوم وانتفاخ اللوزتين، وفي الحالات المعقّدة لعلاج انسداد مجرى الهواء أو فقر الدم الانحلالي أو قلة عدد الصفائح الدموية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Mononucleosis", mayoclinic,2018-9-8، Retrieved 2019-1-20. Edited.
  2. ^ أ ب ت Stephanie Brunner (2017-12-4), "Glandular fever: What to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-1-20.
  3. Carol DerSarkissian (2018-10-28), "What Is Mononucleosis? What Causes It?"، webmed, Retrieved 2019-1-20.
  4. ^ أ ب ت Jacquelyn Cafasso, Shuvani Sanyal (2017-7-21), "Infectious Mononucleosis"، healthline, Retrieved 2019-1-20.
  5. "Glandular fever", mydr,2016-3-8، Retrieved 2019-1-20.
2794 مشاهدة
للأعلى للسفل
×