مرض شقيقة الراس

كتابة:
مرض شقيقة الراس

شقيقة الرأس

شقيقة الرأس هي ألم نابض حاد يُصيب جنبًا واحدًا من الرأس، وغالبًا ما يُرافقه غثيان وتقيؤ وحساسية للضوء والصوت، وقد يستمر لساعات طويلة أو أيام ثم يزول، ويتكرر حدوثه على شكل نوبات، وتتسبب نوبات الشقيقة بحدوث تغيرات في جذع الدماغ وتفاعلاته مع العصب الثلاثي، الذي يُعدّ واحدًا من مسارات الألم، وتتسبب أيضًا باختلال توازان المواد الكيميائية في الدماغ.[١]

على الرغم من عدم وجود أسباب واضحة لمرض شقيقة الرأس، إلا أنّه توجد بعض العوامل قد تؤدّي دورًا في زيادة خطر الإصابة به، كالوراثة، والعمر، والتغيرات الهرمونية، والجنس، ويمكن أن تصيب الشقيقة الفرد في جميع مراحله العمرية، لكنها أكثر انتشارًا في مرحلة المراهقة، وتزداد في عمر الثلاثينيات، ويقلّ خطر الإصابة بها مع التقدم بالعمر.[١]

وتتعرض النساء للإصابة بالشقيقة ثلاثة أضعاف الرجال؛ إذ إنّ التغيرات الهرمونية التي تحدث في بعض الفترات كالحمل والحيض ومرحلة انقطاع الدورة الشهرية تزيد من خطر الإصابة بالشقيقة.[١]


أعراض مرض شقيقة الرأس

تبدأ الشقيقة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتتطور خلال أربع مراحل، وهي:[١]:

  • المرحلة البادرة: التي تحدث قبل يومين أو ثلاثة أيام من موعد نوبة الشقيقة، وتصاحبها بعض الأعراض، كالإمساك، والتقلبات في المزاج، والتيبس في الرقبة، والرغبة الجامحة بتناول الطعام.
  • مرحلة الأورة: هي علامة تحذيرية فيسيلوجية تدل على أنّ الشقيقة على وشك البِدء، وتأتي غالبًا قبل حدوث النوبة أو خلالها، إذ إنّ قدومها يكون مترافقا بأعراض تبدأ بالتدريج، كفقدان القدرة على الرؤية الصحيحة، واضطرابات في التكلم أو الحركة، والإحساس بوخز في الذراع، أو خدر في الوجه، وسماع ضوضاء.
  • مرحلة النوبة: قد يكون حدوث نوبة الشقيقة نادرًا، وقد تحدث أكثر من مرة في الشهر، وتتفاوت مدتها من شخص إلى آخر، لكنها قد تستمر لمدة ثلاثة أيام، وتكون مصاحبةً لبعض الأعراض، كالشعور بالدوخة الذي قد يصل إلى درجة الإغماء، والحساسية تجاه الروائح والضوء والصوت.
  • المرحلة الأخيرة: هي ما بعد انتهاء نوبة الشقيقة، وتسمى ما بعد البادرة، وقد تستمر لمدة يوم كامل، مع الإحساس بالتعب والوهن والضعف والدوار، بالإضافة إلى تقلبات المزاج المتكررة.


تشخيص مرض شقيقة الرأس

يجب على المصاب بمرض شقيقة الرأس مراجعة الطبيب، إذ سيطرح في بداية الأمر الأسئلة على المريض في ما يتعلق بالتاريخ العائلي لمرض شقيقة الرأس، بالإضافة إلى درجة الألم ومدته، وعلى الرغم من عدم وجود اختبارات تحدّد إذا ما كان الشخص مصابًا بمرض شقيقة الرأس أم لا، إلا أنّ الطبيب سيُجريها لتحديد السبب الرئيس لألم الصداع النصفي، وتتضمن الاختبارات ما يأتي:[٢].:

  • تحاليل الدم، التي تكشف عن وجود مشكلات في الحبل الشوكي أو الدماغ.
  • التصوير المقطعي المحوسب، يقدّم هذا التصوير صورةً واضحةً للدماغ، واستنادًا لها يستبعد الطبيب بعض أسباب الألم، كحدوث عدوى أو أورام أو نزيف في الدماغ.
  • البزل، هو أخذ عينة من السائل النخاعي، وتحليلها للكشف عن الالتهابات أو النزيف في الدماغ.
  • التصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي.


علاج مرض شقيقة الرأس

بعد إجراء الفحوصات اللازمة يحدد الطبيب العلاج الأفضل، ويقسم العلاج الدوائي إلى ما يأتي:[٣][١]

  • أدوية تخفف الألم: التي تؤخذ أثناء نوبة الشقيقة لتخفيف الأعراض، وأدوية وقائية وتؤخذ يوميًّا بانتظام بهدف تقليل شدة النوبات، وينصح بعدم تناول الأدوية أثناء فترة الرضاعة والحمل، كما يمكن استخدام مسكنات الألم كالأيبوبروفين والأسيتامينوفين لتخفيف نوبات الشقيقة متوسطة الشدة، وقد يؤدي تناول المسكنات لفترات طويلة إلى حدوث تقرحات في المعدة.
  • استخدام أدوية تريبتان: التي تقلّص أوعية الدم، وتثبّط مسارات الألم في الدماغ، وتتوفر هذه الأدوية على شكل حبوب فموية أو حقن، ولأخذ الحقن آثار جانبية، كالنعاس والغثيان والدوار، ويمكن لمرضى شقيقة الرأس استخدام الأدوية المخدرة كالكودايين، والتي تستخدم إذا لم يخفّ الألم بأيٍّ من المسكنات السابقة.
  • العمليات الجراحية: يمكن للأطباء أن يعالجوا مرض شقيقة الرأس بواسطة العمليات الجراحية، منها جراحة التحفيز العصبي، التي يجري فيها زرع أقطاب كهربائية تحت الجلد تؤدّي إلى تحفيز أعصاب محددة، وجراحة إزالة الضغط على مواقع الصداع النصفي، ولا تنصح جمعية الصداع الأمريكية بالإضافة إلى منظمة الغذاء والدواء بمعالجة مرض شقيقة الرأس باستخدام الجراحة؛ إذ إنّها تعد تجريبيةً وبحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تثبت عدم خطورتها وفعاليتها.
  • العلاجات المنزلية: تساعد بعض التدابير العلاجية المنزلية على الحد من آلام نوبة الشقيقة، كممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، مثل: اليوغا، والحصول على قدر كافٍ من النوم، وتحديد أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ، أو التدليك؛ إذ إنّه يفيد في تخفيف حدة نوبات الشقيقة والتأقلم معها، فالتأقلم يمكن أن يقلل التحسس من بعض أعراض نوبات الشقيقة.

يمكن أن يتسبب مرض شقيقة الرأس بمضاعفات أخرى، كنوبات صداع، التي تنتج عن الإفراط في تناول الأدوية، أو مشكلات هضمية ناتجة عن الإفراط في تناول المسكنات.[٣][١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Mayoclincistaff (2018-6-8), "Migraine"، Mayoclinic, Retrieved 2018-11-19. Edited.
  2. Brian P. Dunleavy (2018-6-27), "Migraine Symptoms and Diagnosis"، everydayhealth, Retrieved 2018-11-19. Edited.
  3. ^ أ ب Rachel Nall (2017-12-20), "Everything You Want to Know About Migraine"، .healthline, Retrieved 2018-11-19. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×