مرض فرط الحركة

كتابة:
مرض فرط الحركة

مرض فرط الحركة

يُعد مرض فرط الحركة وقلة الانتباه من الأمراض الذّهنيّة الأكثر تشخيصًا عند الأطفال، إذ يصيب في العادة الأطفال والمراهقين، ومن الممكن أن يستمر مع الطفل إلى مرحلة البلوغ. ويعاني المصابون بهذا المرض من زيادة في النشاط الحركي يصاحبها الاندفاع أو قلة التركيز والانتباه، مما يؤدي إلى التأثير على حياة المريض سواءً في المدرسة أم البيت.

تُعدّ نسبة الإصابة به من قِبَل الذكور أكبر من النّساء، ويتم تشخيصه عادةً في السنوات الأولى من المدرسة عند ملاحظة قلة التركيز والانتباه وكثرة الحركة عند الطفل، وقد يواجه المرضى البالغون مشاكل في التحكم بالوقت، ووضع الأهداف، والتنظيم، وإنجاز أعمال معينة، كذلك من الممكن أن يعاني المرضى من مشاكل في تكوين العلاقات، ومشاكل في الثقة بالنفس، والإدمان. [١]


أسباب مرض فرط الحركة وقلة الانتباه

لا يُوجد سبب واضح يُمكن أن تُعزى إليه الإصابة بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه، لكن يُرّجح أن تكون أسبابه ذات طبيعة جينيّة وعصبيّة، وتُشير بعض الأبحاث والدراسات إلى أنّ انخفاض هرمون الدوبامين في الجسم يعد عاملًا من العوامل المسببة للمرض. والدوبامين هو مركب كيميائي في الدّماغ يساعد في نقل الإشارات العصبية بين الأعصاب المختلفة، كما يلعب دورًا في تحفيز ردّات الفعل العاطفية والحركية. وبعض الأبحاث الأخرى بيّنت وجود اختلاف في شكل الدماغ عند المرضى المصابين؛ حيث تبيّن حسب هذه الدراسات أنّ دماغ الأشخاص المصابين يحتوي على مادة رمادية أقل من الحجم الطبيعي، وتوجد هذه المادة في مناطق الدماغ التي تساعد في الوظائف التالية:[٢]

  • الكلام.
  • التحكم بالعضلات.
  • اتخاذ القرارات.
  • التحكم بالنفس.

كما أنّ الدراسات ما زالت قائمةً لتحديد الأسباب المتوقعة وراء ظهور هذا المرض، كالتدخين أثناء الحمل.


أعراض مرض فرط الحركة وقلة الانتباه

توجد عدة أعراض تصيب الأطفال والمراهقين المصابين بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه، وتظهر هذه الأعراض عدة مرات سواءً في المدرسة أم في المنزل، وتظهر غالبًا قبل عمر ست سنوات، وقد تسبب حدوث مشاكل كبيرةً في حياة الطفل، مثل: عدم الإنجاز في المدرسة، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع الناس، ومواجهة مشاكل في الانضباط، ومن هذه الأعراض التي تظهر على الأطفال والمراهقين ما يلي:[٣]

  • عدم الانتباه والغفلة، ومن العلامات الأساسية لعدم الانتباه ما يأتي:
    • الانتباه لفترات قصيرة فقط، وحدوث تشتيت فيه بسهولة.
    • ارتكاب أخطاء دون الاكتراث بتأثيرها، مثل نسيان الواجبات المدرسية أو نسيان أمور أخرى.
    • عدم القدرة على الالتزام بالمهام التي قد تكون صعبةً بعض الشيء، أو المهام التي تستغرق وقتًا طويلًا لإنجازها.
    • عدم القدرة على سماع التعليمات أو تنفيذها.
    • وجود صعوبة في أداء وتنظيم المهام.
    • تغيير الأنشطة والمهام باستمرار.
  • فرط الحركة والاندفاع، ومن أهم الأعراض الدالّة على ذلك ما يلي:
    • عدم القدرة على الجلوس ساكنًا، خاصةً في الأماكن الهادئة.
    • التململ بعصبية باستمرار.
    • الحركة البدنية بصورة مفرطة.
    • عدم القدرة على التركيز في أداء المهمات.
    • التحدث بصورة مفرطة.
    • التصرف دون تفكير.
    • عدم القدرة على انتظار الدور بهدوء.
    • مقاطعة المحادثات.
    • عدم الشعور بالخطر إن وُجد.

وتجدر الإشارة إلى أنه يصعب تحديد أعراض المرض عند البالغين؛ وذلك لقلة وجود الأبحاث والدراسات التي تتعلق به عندهم، ولأنّ مرض فرط الحركة وقلة الانتباه يتعلق بالتطور والنمو يُعتقد أنه عند البالغين ظهر بدايةً في فترة الطفولة، وترافقت الأعراض مع الشخص من الطفولة إلى سن المراهقة والبلوغ.

ومن المشاكل الأخرى التي يعاني منها الأطفال المصابون بفرط الحركة وقلة الانتباه الاكتئاب وصعوبة القراءة، والتي قد تستمر إلى فترة البلوغ. وفي عمر 25 عامًا تقريبًا 15% من المشخصين بالمرض في فترة الطفولة ما زالوا يعانون من الأعراض كاملةً، و65% منهم يعانون من بعض الأعراض التي قد تعيقهم في الحياة اليومية. ومع أنّ معظم الأعراض هي نفسها عند البلوغ، إلا أن بعض الأطباء وجدوا أنّ تأثيرها على البالغين يكون بطريقة مختلفة عن تأثيرها على الأطفال، فعلى سبيل المثال يقل فرط الحركة عند البالغين لكن قلة الانتباه تزداد سوءًا عند ازدياد تعرضهم للضغط في الحياة اليومية، فتشمل الأعراض التي تظهر على البالغين ما يلي:

  • عدم الاكتراث وقلة التركيز على التفاصيل.
  • البدء بأداء مهمات جديدة دون الانتهاء من المهام السابقة.
  • عدم القدرة على التركيز أو تحديد الأولويات.
  • عدم القدرة على تنظيم المهام.
  • النسيان.
  • فقدان الأشياء باستمرار أو وضعها في غير مكانها.
  • الأرق والحدّة.
  • عدم الصبر.
  • المخاطرة في أداء المهام دون الاكتراث لمدى خطورتها على الأمان الشخصي والأمان للآخرين، مثل قيادة السيارة بتهوّر.
  • الانفعال السّريع والمزاج المتقلب.
  • التحدث دون تفكير، ومقاطعة الآخرين.
  • صعوبة في المحافظة على الهدوء، والتحدث دون دوره في الكلام.


علاج مرض فرط الحركة وقلة الانتباه

عندما يتم تشخيص الطفل بأنّه مصاب بمرض فرط الحركة وقلة الانتباه يمكن التحكم به عن طريق اختيار العلاج المناسب، إذ تتوفر عدة علاجات لهذه الحالة، واختيار العلاج الملائم يعتمد على الطفل والعائلة، إذ يُنصح الأهل بالتعاون مع كافة الجهات والأشخاص الذين يتعاملون مع الطفل، كالعاملين في المجال الصحي، والمعلمين، والمدربين، وبقية أفراد العائلة، فتشمل العلاجات المتوفرة لفرط الحركة وقلة الانتباه الخيارات الآتية:

  • الانتظام بالعلاج السلوكي، حيث يشمل تدريب الأهل.
  • الأدوية، فيُمكن اللجوء إلى أنواع معيّنة من الأدوية، وأكثر الأنواع المستخدمة هي الأدوية المحفزة، ويجدر التّنويه إلى أن العلاجات الدّوائية قد تُسبب أعراضًا جانبيّةً للطفل، مثل مشاكل النّوم، وانخفاض الشّهيّة.

يجدر التّنويه إلى أن العلاج للأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 6 سنوات يرتكز على العلاج السّلوكي؛ فييُنصح بتدريب الأهل على المعالجة السلوكية للطفل كخط علاج أولي قبل اللجوء إلى الأدوية. أما الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم 6 سنوات فيُنصح البدء بالعلاج السلوكي مع استخدام الأدوية في الوقت نفسه، كما أن للمدرسة دور في هذا العلاج، حيث يُفضل أن تكون في المدرسة غرف صفية خاصة للعلاج السلوكي والدعم النفسي.[٤]


المراجع

  1. "What Is Attention Deficit Hyperactivity Disorder?", www.webmd.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  2. Traci Angel, "Everything You Need to Know About ADHD"، www.healthline.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  3. "Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)", www.nhs.uk, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  4. "Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder (ADHD)", www.cdc.gov, Retrieved 23-10-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×