مسائل في فقه الصلاة

كتابة:
مسائل في فقه الصلاة

الصلاة

الصلاة من أهم العبادات وأجلّها وأعظمها عند الله -تعالى-، وهي من أكثر العبادات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أما تعريف الصلاة في اللغة فهي الدّعاء، وفي الاصطلاح الشرعي تعني: الأفعال والأقوال المعلومة التي تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، وللصلاة منزلة عظيمة في الإسلام، وهي فرض على كلّ مسلمٍ ومسلمة تنطبق عليه الشروط الشرعية الواجبة للصلاة، وقد فرض الله -تعالى- الصلاة على عباده في ليلة الإسراء والمعراج، وذلك قبل الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، وأول صلاة فرضت هي صلاة الظهر، وتُعدّ الصلاة هي الفريضة التي قدّمها الله -تعالى- على جميع الفرائض، وفي هذا المقال سيتم ذكر بعض مسائل فقهية في الصلاة.[١]

مكانة الصلاة

الصلاة هي عمود الدّين، وهي ركنٌ أساسي من أركان الإسلام، وهي الركن الثاني بعد الشهادتين، وهي آخر ما اوصى عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل التحاقه بالرفيق الأعلى، وقال عنها الرسول -عليه السلام-: "مَن حافظ عليها، كانت له نورًا وبرهانًا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وحُشِر مع قارون وفرعون، وهامان وأُبَي بن خلف"[٢]، لذلك فإنّ غير المحافظ عليها يُحشر يوم القيامة مع الكفار والمشركين.[٣]

مشروعية الصلاة

شُرعت الصلاة وفُرضت في الكتاب والسنة والإجماع، ويوجد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تُبيّن أهمية الصلاة ومنزلتها ومشروعيتهاـ ومنها قوله -تعالى-: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[٤]، اما من السنة النبوية الشريفة قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "بُنِي الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا"[٥]، أما في الإجماع فقد أجمع علماء المسلمين جميعًا على أنّ الصلاة فرض من غير إنكارٍ لذلك.[١]

مسائل في فقه الصلاة

يوجد عدة مسائل في فقه الصلاة، والتي يجب على المسلم معرفتها تمامًا والإحاطة بها جميعها كي لا يقع في الخطأ أثناء أدائه فريضة الصلاة، ومن هذه المسائل ما يتعلق بشروطها وكيفية أدائها، ومنها ما يتعلّق بأركان الصلاة والأمور الواجب اتباعها كي تكون الصلاة صحيحة، وأهم مسائل في فقه الصلاة ما يأتي:[٦]

  • من شروط الصلاة استقبال القبلة، ولا تكون الصلاة صحيحة دون هذا الشرط، والقبلة هي الكعبة الشريفة التي يجب استقبالها بالوجه عند الصلاة، والدليل على ذلك قوله -تعالى-: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}[٧]
  • من شروط صحة الصلاة النيّة، والنيّة مكانها في القلب، والتلفظ بها من البدع، كما يجب أن تبدأ الصلاة بالتكبير، وتُعدّ تكبيرة الإحرام من أركان الصلاة، والحكمة من بدء الصلاة بالتكبير هو تعظيم الله -تعالى-.
  • من أركان الصلاة قراءة الفاتحة، ولا تصح الصلاة إلا بها، وهي ركن للإمام والمأموم ولمن يصلّ منفردًا، وفي الصلاة الجهرية والسرية ويجب قراءتها في جميع الركعات، ويقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"[٨]، أما قراءة سورة بعد الفاتحة فهي من السنن، وذلك لما ورد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورة، يطول في الأولى ويقصر في الثانية، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب"[٩]
  • من أركان الصلاة الركوع، ويجب على المصلّي أن يطمئن في ركوعه، ومن المستحب أن يضع الراكع يديه على ركبتيه، كما يُستحب أن يفرق بين أصابعه، وأن يمدّ ظهره مستويًا، وأن يقول: "سبحان ربي العظيم" مرة واحدة، والزيادة على ذلك سنة، وعند الرفع من الركوع يرفع يديه، وأن يقول: "سمع الله من حمده".
  • من أركان الصلاة التسليم في نهايتها، وصيغة السلام: "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله".
  • من شروط الصلاة: العقل والتكليف أي البلوغ، وهي فرض على كل مسلمٍ مكلف سواء كان ذكرًا أم أنثى أم خنثى أم عبد أم حر أم مبعض، وتسقط فقط عن المرأة الحائض والنفساء، ولا يجب قضاؤها في هذه الحالة.[١٠]
  • من نسي الصلاة فيجب عليه قضاؤها بمجرّد ذكرها، أما المغمى عليه بسبب مرض أو غيبوبة سكر أو غير ذلك، والمجنون فيصلّون بعد زوال الحالة عنهم، ومن دخل في غيبوبة أكثر من ثلاثة أيام فلا قضاء عليه، وينطبق هذا على الصوم أيضًا، علمًا أن الصلاة أجل وأعظم.[١٠]

حكم تارك الصلاة

من أهم ما ذُكر من مسائل في فقه الصلاة هو حكم تارك الصلاة، وقد اتفق جمهور العلماء على أنّ من ترك الصلاة جاحدًا لها فهو كافر، أما من تركها تكاسلًا وهو مقر بوجودها فقد اختلف العلماء في أمره، فأبو حنيفة يقول بأنه كافر، ويجب حبسه حتى يصلّي، أما الشافعي ومالك فقالا أنه لا يُكفّر، أما الإمام أحمد فأوجب إقامة حدّ الردّة على من لا يصلّي لأنه بيذلك يكون قد خرج من ملة المسلمين، وقد استند العلماء على ذلك بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة"[١١]، كما ورد في الحديث الشريف عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّ من يترك الصلاة عامدًا متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله -تعالى- وذمة رسوله، كما أن الصحابة -رضوان الله عنهم- كانوا يرون أن ترك الصلاة كفر.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "التعريف بالصلاة ومنزلتها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 3180، إسناده صحيح.
  3. "مكانة الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية: 103.
  5. رواه ابن عساكر، في تاريخ دمشق، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 65/130.
  6. "مسائل في صفة الصلاة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية: 149.
  8. رواه ابن القطان، في الوهم والإيهام، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 5/284، صحيح.
  9. رواه الالباني، في صحيح النسائي، عن أبو قتادة، الصفحة أو الرقم: 975، صحيح.
  10. ^ أ ب "كتاب الصلاة"، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  11. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج مشكل الآثار، عن جابر، الصفحة أو الرقم: 3177، صحيح.
  12. "ما حكم تارك الصلاة ؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×