مشاكل الرضاعة الطبيعية وحلولها

كتابة:
مشاكل الرضاعة الطبيعية وحلولها

الرضاعة

يبدأ جسم المرأة الحامل بالاستعداد لتصنيع الحليب داخل الثدي منذ بدايات الحمل، ويُعدّ الثلث الثاني من الحمل المرحلة الأولى لإنتاج حليب اللبأ، وهو حليب مليء بالبروتين، يتغذّى الطفل عليها خلال الأيام الأولى بعد ولادته، ويسبق إفرازها إفراز حليب الثّدي العادي الذي يُحفّز إنتاجَه هرمون البرولاكتين، ويتكوّن حليب الثدي من الماء، والبروتينات، والسّكريات، والمغذّيات الدقيقة، والأجسام المضادة، ويحفز هرمون البرولاكتين فصيصات الثدي على توفير المكونات الأساسية للحليب من الأوعية الدموية داخلها، ليخرجه بعدها هرمون الأوكسيتوسين من الفصيصات إلى القنوات، ويعبر من مجاري الحليب الموجودة في الحلمة والتي يصل عددها لـ 15-20 فتحة صغيرة، وتعدّ رضاعة الطفل حافزًا لإنتاج المزيد من الحليب في الثدي.[١]


مشكلات الرضاعة وحلولها

تتمتّع بعض النساء برضاعة طبيعية مريحة وخالية من المشكلات، ولكن قد تُعاني الكثيرات من بعض المشكلات التي قد تعترضهنّ في إرضاع أبنائهنّ، وتعدّ المشكلات المرتبطة بالرّضاعة أحداثًا عاديةً وطبيعية، وتتعدد تلك المشكلات المختلفة في أسبابها، وهي على النحو الآتي:[٢]

  • نفور الطفل من الرّضاعة: تواجه بعض الأمّهات رفض ولدها لحليب الثدي بعد بلوغه بضعة أشهر، خاصّةً بعد إدخال المواد الغذائية الصلبة إلى برنامج الطفل الغذائي، التي تجعله يميل لتناولها عوضًا عن الحليب، ومن جانبه؛ فإنّه لا يجدر بالأم المرضع القلق حيال رفض الطفل لحليبها، وقد تختار الأم فطام الرضيع بعد بدئه بتناول الأطعمة الصلبة، كما يُمكن تحفيز الطفل على الرضاعة الطبيعية بالحفاظ على هدوء المكان، أو تغطية الرّضيع خلال الرّضاعة للتقليل من تشتته.
  • مشكلة غازات البطن: يعاني الطفل أحيانًا من مشكلة الغازات المؤلمة في البطن، التي تنتج عن ابتلاعه لكميّات من الهواء خلال الرّضاعة، وتتطلّب هذه المشكلة اتخاذ الأم لخطوة بديلة لتجنّب الانتفاخ لدى الطفل، ويكون ذلك باستلقاء الأم وطفلها لمنع تدفّق الحليب بسرعة، وتقليل كميّة ابتلاع الطفل للهواء، كما يُعدّ الجلوس المستقيم للطفل في حجر أمّه أفضل من استلقائه أثناء الرّضاعة، لأنّه يخفف من ابتلاعه للهواء وتكوّن الغازات.
  • نوم الطفل خلال الرّضاعة: تُشكّل رغبة الطفل بالنوم خلال عملية الرّضاعة مشكلة مزعجة خاصةً للأطفال دون 4 أشهر، إذ يؤدي انقطاعه عن وجبته والنوم إلى شعوره بالجوع مجددًا، وزيادة عدد الوجبات بين فترات متقاربة، ولذلك يجب الاهتمام بإيقاظه من غفوته وإرضاعه على الأقل لـ 5-10 دقائق قبل النوم، ويُعدّ تغيير وضعية نوم الطفل، أو تدليك يديه، وقدميه، وسيلة جيّدة لإيقاظه وتحفيزه على الرّضاعة مجددًا.


مشكلات إفراز حليب الثدي

تعاني بعض الأمّهات من بعض المشكلات المتعلّقة بإنتاج الحليب في الثدي، وتتراوح هذه المشكلات بين قلّة إفراز الحليب أو زيادة إنتاجه، وفيما يأتي أهم مسببات تلك المشكلات وحلولها:[١][٣]

  • مشكلة احتقان الثدي السّريع: تواجه بعض النساء مشكلة احتباس الحليب في الثدي بعد الولادة بأيّام، ويسبب احتقان الثدي آلامًا شديدة لدى المرضع خلال عملية الرّضاعة، ورغم امتلاء الثدي بالحليب؛ إلّا أنّ ذلك لا يعني الإدرار الكافي للطّفل عند الرّضاعة، وتعود أسباب احتقان الثدي إلى زيادة تدفُّق السوائل اللمفاوية والدم إلى نسيج الثدي، وقد يؤثر هذا الاحتقان على منطقة الإبط، ويجعل العقد اللمفاوية الموجودة فيها مؤلمة بالإضافة إلى الشعور بالألم عند الضغط عليها، كما أنّه قد يُسبب للأم ارتفاعًا بسيطًا في درجات الحرارة.
  • صعوبة إمساك الحلمة: قد يجد بعض الأطفال صعوبة في إمساك حلمة الثدي للرضاعة، وبالتالي عدم قدرتهم على الشّبع والحصول على ما يكفيهم من الحليب، ويُؤدي ذلك إلى انحباس الحليب في الثدي، واحتقانه دون تصريف، ممّا يُعطي إشارةً إلى الدماغ بعدم إنتاج المزيد من هرمون البرولاكتين، وتقليل إمدادات الحليب في الثدي.
  • تشنّجات الرّحم: تؤثر تشنّجات الرّحم بعد الولادة في قدرة المرأة على الإرضاع؛ إذ يؤدي هرمون الأوكسيتوسين إلى حدوث هذه التشنّجات، التي لا تستمرّ طويلًا، فعادةً ما تختفي بعد عودة الرّحم إلى وضعه الطبيعي، كما يُعدّ التّعب خلال عملية الولادة أحد الأسباب المؤثرة في إنتاج هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن تدفّق الحليب عبر الحلمة.

يُعدّ من السهل تجنّب مشكلات إفراز الحليب في الثدي، والتخفيف منها، وذلك بتوفير الراحة للأم، وحصولها على قسط كافٍ من النوم ليتسنّى لها الإرضاع والتخلّص من التوتر الذي يؤثّر في إنتاج الحليب، كما يُعدّ الحمّام الدافئ، أو تغطية الثدي بمنشفة دافئة قبل الرّضاعة، وسيلةً جيّدة للاسترخاء وتمكين إفراز هرمون الأوكسيتوسين المحفِّز لتدفق الحليب من الثدي،[١] ويمكن التخلّص من احتقان الثدي باللجوء لشفط الحليب، إضافة لتنبّه الأم إلى عدم زيادة الوقت الذي يفصل بين كل رضعة وأخرى عن 3 ساعات.[٣]


الرضاعة الطبيعية وفوائدها

لتشجيع النساء على الرضاعة الطبيعية وتجاوز كل مشكلاتها، يجب توعيتها بأهم فوائدها كما يأتي:[٤]

  • حليب الثدي يوفر تغذية مثالية للطفل: إذ تنتج الثدي سائلًا سميكًا أصفر يسمى اللبأ، غني بالبروتين، ومنخفض مستوى السكر، ويساعد في نمو الجهاز الهضمي خلال الأيام القليلة الأولى؛ إذ توصي معظم المنظمات الصحية بالاكتفاء بالرضاعة الطبيعية مدة لا تقل عن ستة أشهر، ثم الاستمرار بها حتى عمر السنة مع إدخال الأطعمة إلى النظام الغذائي للطفل.
  • حليب الثدي يحتوي الأجسام المضادة الداعمة للمناعة: خاصة اللبأ الذي يُفرز في الأيام الأولى، فيُحارب البكتيريا والفيروسات؛ ولوحظَ أن الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي بدلًا من الطبيعي، أكثر عرضة للإصابة بأمراض، مثل؛ الالتهاب الرئوي، وأنواع العدوى المختلفة، والإسهال، وغيرها من الأمراض.
  • تقلل من خطر الإصابة بالأمراض: بما في ذلك؛ عدوى الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، والتهابات الأمعاء، وتلف الأنسجة المعوية، وأمراض الحساسية، ومرض السكري، وغيرها العديد من الأمراض.
  • يساعد في الحفاظ على الوزن المثالي للطفل: تشير الدراسات إلى أن الأطفال المعتمدين على الرضاعة الطبيعية أقل عرضة للسمنة.[٥]
  • قد تجعل الطفل أكثر ذكاءً: إذ إنّها تُنمّي دماغ الطفل، وتقلّل من احتمال إصابته بمشكلات تأخر التعلم.
  • قد تساعد على إنقاص وزن الأم بعد الولادة: خلال الأشهر الثلاثة الأولى قد يكون فقدان الوزن عند المرضعات أقلّ من النساء اللواتي لا يرضعن، وقد تعاني المرضعات زيادة الشهية عند الرضاعة، ممّا قد يزيد من أوزانهنّ، لكن حرق الدهون لديهنّ يزداد بعد ثلاثة أشهر، ممّا يفقدهنّ وزنًا أكبر.
  • تُعيد الرحم إلى طبيعتها: إذ إنّها تزيد من إنتاج هرمون الأكسيتوسين الذي يساعد في إعادة الرحم لحجمها، وتُقلل من النزيف بعد الولادة.
  • توفر الوقت والمال: إذ لن تضطر الأم لشراء الحليب الصناعي، وحساب الكمية التي يحتاجها الطفل، وتسخين الرضعات خلال الليل أو عند الخروج، فحليب الثدي دائمًا في درجة الحرارة الصحيحة، وجاهز طوال الوقت.


الرضاعة الطبيعية خلال الحمل

وجود حمل آخر خلال مدة الرضاعة لا يشكل أي خطر على الجنين أو على الطفل الرضيع، لكن قد يقرر الطفل أن يتوقف عن الرضاعة بسبب تغير نكهة الحليب وكميته، وقد يطلب الطبيب من الأم فطام الطفل في بعض الحالات؛ مثل؛ حدوث الولادة قبل أوانها في السابق، أو وجود أيّ مشكلات في الحمل، مثل؛ ألم الرحم، أو النزيف، أو زيادة حجم البطن، ممّا يجعل الرضاعة الطبيعية صعبة، أو حدوث تغييرات هرمونية تجعل الرضاعة الطبيعية غير مريحة.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ROHIT GAROO (25-9-2018), "?How Is Breast Milk Produced"، www.momjunction.com, Retrieved 3-12-2018. Edited.
  2. "6 Common Breastfeeding Problems – How to Solve Them Quickly", easybabylife, Retrieved 4-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب BabyCenter Staff (11-2018), "Engorged breasts"، www.babycenter.com, Retrieved 4-12-2018. Edited.
  4. "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby", healthline, Retrieved 3-3-2019. Edited.
  5. Koletzko B, von Kries R, Monasterolo RC (2009), "Infant feeding and later obesity risk."، ncbi, Retrieved 3-3-2019. Edited.
  6. "Breastfeeding and special situations", womenshealth, Retrieved 3-3-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×