مشاكل الغدة الدرقية والحمل

كتابة:
مشاكل الغدة الدرقية والحمل

الغدة الدرقية والحمل

تُعدّ الغدّة الدرقيّة أحَد أهمّ الغُدد الصماء الموجودة في الجسم؛ وذلك بسبب أهميّة الهرمونات التي تُفرزها، إذ تتحكّم بجميع عمليّات الأيض التي تحدث في الجسم، وقد تسبّب بعض الاختلالات التي تُصيب الغدّة الدرقيّة بعض الأعراض التي قد تكون طفيفةً وغير مؤذية ولا تحتاج إلى علاج، كتلك المُرافقة لمرَض الدُراق، أو قد تكون خطيرةً تُهدّد حياة المُصاب، ومن أكثر الاختلالات التي تُصيب الغدّة الدرقيّة هي اضطراب إفراز هرموناتها إما بفرط نشاطها أو قصورها، وعلى الرغم من الأعراض المُرافقة لأمراض الغدّة الدرقيّة التي قد تُشعِر المُصاب بعدم الراحة، إلّا أنّها تُعدّ أمراضًا يسهُل السيطرة عليها وعلاجها في حال تشخيصها بدقّة.[١]

في الحقيقة قد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها يمنعان الإباضة، وهي العملية الشهرية التي تُطلق فيها البويضة كي تُخصّب، وفي حال عدم إطلاق أي بويضة لا يمكن حدوث الحمل، حتى وإن كانت الدورة الشهرية منتظمة، بالإضافة إلى العديد من المشكلات التي يمكن أن تسبّبها الغدة الدرقية والتي تؤثر في القدرة على الحمل، ومن هذه المشكلات: تكوّن الأكياس على المبايض، وزيادة إنتاج هرمون الحليب، إذ يؤدي زيادة إفراز هرمون الحليب إلى منع الإباضة، ويمكن أن يؤدي كسل الغدة الدرقية إلى زيادة خطر الإجهاض، كما يمكن أن يؤدي إصابة المرأة الحامل بقصور الغدة الدرقية غير المُعالج إلى إنجاب أطفال يعانون من مشكلات في النمو، وانخفاض معدلات الذكاء.[٢]


مشكلات الغدّة الدّرقية والخصوبة

ربط الباحثون بين فرط نشاط الغدة الدرقية (الذي يحدث عادةً بسبب مرض غريفز)، وقصور الغدة الدرقية (الذي يحدث عادًة بسبب مرض هاشيموتو) ومشكلات الخصوبة لدى الرجال والنساء، وبالنسبة للنساء يمكن أن تظهر المشكلات المتعلقة بالغدة الدرقية والخصوبة والحمل بعدة طرق، ومنها:[٣]

  • اضطراب الدورة الشهرية: يعني قصور الغدة الدرقية أنّ الغدة الدرقية لا تفرز الهرمونات بصورة كافية، ممّا يؤدّي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء، مثل: انخفاض تكرار الدورات الشهرية، وتباعدها، بالإضافة إلى قلة الطمث والنزيف، أمّا فرط نشاط الغدة الدرقية يعني أنّ الغدة الدرقية تفرز هرموناتٍ بصورة كبيرة، ممّا يؤدي إلى زيادة تكرار الدورة الشهرية؛ إذ قد تتكرر الدورة الشهرية كل 21 يومًا، كما أنَّها قد تُسبِّب دورات شهرية ذات فترات قصيرة مع طمث خفيف.
  • اضطرابات في وظائف المبيض: يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية إلى تثبيط الإباضة ومنعها، مما يؤدي إلى عدم إطلاق البويضات.
  • متلازمة تكيُّس المبايض: يعد اضطراب تكيُّس المبايض أحد اضطرابات الغدد الصماء الذي يؤثر في ما يقارب 10% من النساء في سن الإنجاب، ويعد السبب الرئيس في العقم المرتبط بالإباضة، إذ يتميز هذا الاضطراب بارتفاع مستوى الأندروجينات ( الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون)، التي تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، أو غيابها، أو زيادة حدتها، كما يؤثر في الإباضة.
  • قصر طور الطور الأصفري: تسمى الفترة بين الإباضة وبداية الدورة الشهرية التالية مرحلة الطور الأصفري، الأر الذي قد يؤدي إلى طرد البويضة الملقحة مع طمث الدورة الشهرية قبل أن تتاح لها الفرصة أن تُزرع في بطانة الرحم، وقبل أن تدرك المرأة حدوث الحمل.
  • ارتفاع مستوى هرمون الحليب: يؤدي قصور نشاط الغدة الدرقية أو فرطه إلى إفراز الكثير من هرمون الحليب، الذي تنتجه الغدة النخامية لتعزيز الرضاعة، ويؤدي ارتفاع مستوى هرمون الحليب إلى مشكلات في الخصوبة عن طريق تعطيل دورة الإباضة، ممّا يجعل الدورة الشهرية غير منتظمة، أو يؤدي إلى غيابها.
  • الاختلالات الهرمونية الأخرى: يؤثر عدم الاتزان بين هرموني الأستروجين والبروجيستيرون على الخصوبة والقدرة على الحمل.

تجدر الإشارة إلى أنَّ اضطرابات الغدة الدرقية تؤثر أيضًا في خصوبة الرجل، إذ إنها قد تؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الدم -الهرمون الذكري-، كما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الحيوانات المنوية والسائل المنوي، فمثلًا قد يؤدي قصور إلغدة الدرقية عند الرجل إلى انخفاض قدرة الحيوانات المنوية على الحركة، كما ويؤثر في شكل الحيوانات المنوية وحجم السائل المنوي، في حين يؤثر فرط نشاط الغدرة الدرقية في كمية الحيوانات المنوية وجودتها، كما ويُسبِّب ضعف الانتصاب، والقذف المبكر، وانخفاض الرغبة الجنسية.[٣]


أمراض الغدة الدرقية والحمل

قد يُسبِّب الحمل ارتفاع مستوى هرمونات الغدّة الدرقيّة طبيعيًا، والتي تُعدّ ضروريّةً لنمو دماغ الجنين وتطوّره أثناء وجوده في الرحم، ويصعُب كشف اختلالات الغدة الدرقيّة خلال الحَمل؛ بسبب التغيُّرات الهرمونيّة الطبيعيّة التي تحصل خلال فترة الحمل، لكن مع ذلك من الضروري الكشف عن أيّ مشكلات محتملة في الغدّة قبل الحمل أو خلاله واتخاذ التدابير الازمة لعلاجه، إذ يمكن أن تؤدّي زيادة إفرازات هرمونات الغدّة الدرقيّة أو نقصها إلى مشكلات لدى الأم وجنينها، ومن هذه المشكلات:[٤]

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: في حال فرط نشاط الغدّة الدرقيّة التي لم تُعالَج خلال فترة الحمل يُمكن أن تسبّب ما يأتي:
    • زيادة خطر الولادة المبكرة، أي قبل الأسبوع 39 من الحمل.
    • زيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج -المرحلة التي تسبق تسمُّم الحمل-، وهواضطراب خطير يحدث بعد الأسبوع 20 من الحمل، ويسبّب ارتفاع ضغط الدم، ومشكلات في الكلى وبعض الأعضاء الأُخرى، وتعد الولادة الحل الوحيد لهذا الاضطراب غالبًا.
    • عاصفة الدرقيّة، وهو تفاقم أعراض فرط نشاط الغدّة بصورة مفاجئة وحادّة.
    • زيادة نبضات قلب المولود، مما قد يؤدّي إلى قُصور في القلب، وعدم القدرة على زيادة وزن الجنين طبيعيًا، كما قد يُسبِّب تضخُّم الغدّة الدرقيّة المؤدي إلى صعوبة التنفُّس.
    • انخفاض وزن المولود عند ولادته، أي أقل من 2.25 كيلوغرام.
    • زيادة خطر الإجهاض.
  • قصور الغدة الدرقية: في حالة انخفاض إفرازات الغدّة الدرقيّة، وفي حال لم تُعالَج هذه الحالة قد يزيد خطر الإصابة بكل مما يأتي:
    • فقر الدم.
    • مقدمات الارتعاج.
    • انخفاض معدّل وزن المولود عند ولادته.
    • الإجهاض.
    • مشكلات في نموّ الطفل الوليد، وفي تطوّر الدماغ لديه.
    • ولادة جنين ميّت.


المراجع

  1. William Blahd, MD (2017-7-12), "Thyroid Problems"، webmd, Retrieved 2019-2-20. Edited.
  2. Diana Rodriguez, "Thyroid Issues and Fertility: What to Know"، everydayhealth, Retrieved 21-2-2013. Edited.
  3. ^ أ ب Mary Shomon, "Infertility and Thyroid Disease"، verywellhealth, Retrieved 22-1-2019. Edited.
  4. Monica C. Skarulis, M.D (2018-11-13), "Thyroid disease"، womenshealth, Retrieved 2019-2-20. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×