مشروعية صيام عاشوراء

كتابة:
مشروعية صيام عاشوراء

مشروعية صيام عاشوراء

يوم عاشوراء هو العاشر من شهر الله المحرم، وقد ثبت في السنَّة النَّبوية مشروعية صيام هذا اليوم، ومن الأحاديث الصحيحة التي تدلُّ مشروعية صيامه ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، حيث قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[١][٢]

الحكمة من مشروعية صيام عاشوراء

يوم عاشوراء من أيَّام الله الفاضلة، فقد نجَّى الله -تعالى- فيه نبيه موسى وقومه من فرعون وجنوده، فأغرقهم في البحر، فشكرًا لله على فضله صامه موسى -عليه السَّلام-، وعندما هاجر النَّبي -صلَّى الله عليه وسلم- من مكَّة إلى المدينة، وجد اليهود في المدينة يصومون هذا اليوم، فسألهم عن سبب ذلك، فقالوا: إنَّه يومٌ صالحٌ نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى -عليه السلام-.[٣]

ولمَّا سمع النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- مقالتهم قال بأنَّه وأصحابه أحقُّ بموسى منهم، فصامه ورغَّب الصحابة على صيامه، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[١]

فضل صيام يوم عاشوراء

إنّ لصيام يوم عاشوراء العديد من الفضائل العظيمة، وهي كما يأتي:[٤]

  • تكفير ذنوب سنة كاملة

عن أبي قتادة -رضي الله عنه- عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).[٥]

  • الاقتداء بسنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-

كان النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحرص على صيام يوم عاشوراء؛ لِما له من مكانة عظيمة عند الله، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)،[٦] وحريٌّ بالمسلم الحرص على صيام هذا اليوم المبارك؛ اقتداءً بهدي النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولينال فضيلة صيام هذا اليوم.

  • السَّير على نَهج الصحابة -رضوان الله عليهم-

ثبت عن الربيع بنت عفراء -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إلى المَسْجِدِ، فَنَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إيَّاهُ عِنْدَ الإفْطَارِ).[٧]

  • شكر الله بأن نجَّى موسى وقومه من فرعون

فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[١]

المراجع

المراجع

  1. ^ أ ب ت رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2004، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 89. بتصرّف.
  3. "الحكمة من صيام النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء"، إسلام ويب، 27-5-2003، اطّلع عليه بتاريخ 20-1-2021. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 219-220. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:1136، صحيح.
3698 مشاهدة
للأعلى للسفل
×