مصادر التاريخ العثماني

كتابة:
مصادر التاريخ العثماني

مصادر التاريخ العثماني

تعتبر الإمبراطورية العثمانية من أوسع الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ انتشاراً، وكان لها أهمية تاريخية كبيرة جداً وبشكل لا متناهي، وحتى تاريخ 1835 فقد كانت الدولة العثمانية تحكم ما كانت تحكمه الإمبراطورية البيزنطية في ذروة عظمتها.[١]

ذكر "بينييه هيربين" الذي يعتبر أحد المفكرين الفرنسيين الذي كانوا معاصرين للدولة العثمانية في ذروة حكمها وعظمتها، كتب قائلاً: "تفوق قدرة تركيا عام 1629م قدرة مجموع دول العالم أجمع".[١]

ولا بدَّ لمثل هذه الدولة وهذه العظمة في الحكم أن يجسد تاريخها مصادر ومؤلفات لبعض من عاصروها، ولابدَّ أن يذكروا بعض جوانب تطورها وازدهارها، ومن ضمن تلك المصادر والمؤلفات التي تناولت التاريخ العثماني ما يأتي:

"العُثمانيون في التاريخ والحضارة" لمحمد حرب

تعتبر الدولة العثمانية بأنَّها أطول دولة في التاريخ الإسلامي، ومن المعروف أنّه لا تطول فترة الحكم لدولة معينة إلا إذا حكمت بالعدل وأسست حضارة قوية، وفي سبيل التعرُّف على أسرار هذه الفترة من التاريخ الإسلامي، قام محمد حرب بكتابة هذا الكتاب والذي يتناول التاريخ العثماني منذ بداية نشأة دول العثمانيين وحتى انتهائها بالسقوط وبقايا آثارها.[٢]

وهو لا يعتمد على السرد التاريخي لوقائع التاريخ السياسي كغيره، بل تم تجزيئه إلى التعريف بعدد من شخصيات السلاطين والحديث عنهم وعن بجهادهم، والحديث عن بعض المسائل المختلفة، مثل: تقرير رسمي عثماني عن بدايات دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، وعن أتاتورك وبغضه للطربوش.[٢]

وتناول الحديث عن بعض الشخصيات العلمية البارزة، مثل شيخ الإسلام "مصطفى صبري"، المهندس المعماري "سنان"، والخطّاط "حامد"، والرحالة العثماني المشهور "أوليا جلبي".[٢]

"تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة" لمحمد سهيل طقوش

في هذا الكتاب نجد بأنّ الكاتب قد وُفق في عرضه وسرده للأحداث والتاريخ السياسي للدولة العثمانية، إضافة إلى أسلوبه اللغوي العلمي البسيط والمباشر؛ حيث ارتكز الكاتب إلى منهج علمي موضوعي ركّز على مراجعة الأحداث التاريخية من مصادرها الرئيسية، وعدم اللجوء إلى الأيدولوجية في التفسير للأحداث.[٣]

وهذا ما يجعل هذا الكتاب مقدمة موثوقة لتاريخ العثمانيين؛ إذ هناك موضوعات تناولها الكاتب وقلَّما تناولها من تحدثوا عن تاريخ العثمانيين، وهذا ما يحسب له، على سبيل المثال فقد تناول حركة الشيخ بدر الدين.[٣]

والتي تعتبر الأصل الذي تعود إليه الحركات الصوفية الطوارنية المعادية للعرب في وقتنا الحاضر، كما أنَّ عرضه وتقديمه لمسألة الإصلاحات كان موفقاً، إذ إنَّه تجنّب جزئيات النزاعات والمؤامرات غير المفيدة.[٣]

"تاريخ الدولة العثمانية (النشأة/الازدهار)" للدكتور سيد محمد السيد محمود

يعتبر هذا الكتاب من أكثر المؤلفات والكتب العربية تميزاً في هذا المجال، نجد فيه أنَّ الدكتور "سيد محمد" قد ارتكز فيه على الاطلاع على مصادر ومراجع تركية وعثمانية معاصرة بشكل كبير للدولة العثمانية، الأمر الذي من شأنه إنتاج بحثاً مميزاً يدرس ويناقش أحداث بوجهة نظر تعتبر بأنَّها الأقرب من جهة الحدوث في الماضي.[٤]

كما يبيّن أسباب منطقية لقضايا مختلفة، مثل: مسألة انتقال السلطة في التاريخ العثماني على أساس مراكز القوى في الدولة، وغياب قانون ونص واضح لآلية انتقال السلطة بعد موت السلطان الحاكم، مما نتج عن ذلك حروب كبيرة وشهيرة بين الأخوة في التاريخ العثماني.[٤]

"تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار" لخليل إينالجيك

تتلخص أهمية هذا الكتاب في الشخصية المرموقة علميّاً التي قامت بتأليفه وهو البروفسور "خليل إينالجيك"، الذي يعتبر من ضمن المؤرخين العثمانيين المشهورين عالميًا، والذي قدَّم لمكتبة الأبحاث التاريخية العثمانية الكثير من المجلدات الكبيرة، وتحدث في القسم الأول من الكاتب عن جذور الدولة العثمانية وكيف انتقلت من إمارة حدودية إلى إمبراطورية وتحولت إلى قوة عالمية في عصر سليمان القانوني.[٥]

أما في القسم الثاني بعنوان "الدولة" تناول فيه الحديث عن إدارة الدولة وإدارة الولايات التابعة لها، وعن مدى التزام العثمانيين بالشريعة الإسلامية، وفي القسم الثالث بعنوان "الحياة الاقتصادية والاجتماعية" تناول فيه الحديث عن التجارة الدولية في الدولة العثمانية، وتناول فيه أيضاً الحديث عن المدن العثمانية والمواصلات فيما بينها وعن أصناف التجار فيها.[٥]

أمّا في القسم الرابع والأخير وعنوانه "الدين والثقافة" تحدث الكاتب عن المدارس والتعليم والعلماء في الدولة العثمانية وعن العلوم الإسلامية في ذلك الوقت، ومن أهم المآخذ على هذا الكتاب -رغم قيمته-، الخلفية الفكرية لدكتور خليل مؤلف الكتاب، حيث إنَّه لا ينظر للتاريخ العثماني من منظور إسلامي، إضافة إلى اعترافه ببعض القضايا التاريخية التي تم ثبوت بُطلانها، كقتل الفاتح لأخيه الرضيع.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب يلماز أوزتونا، تاريخ الدولة العثمانية، صفحة 7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "كتاب العثمانيون في التاريخ والحضارة"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة"، كتاب بيديا، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2022. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "كتاب تاريخ الدولة العثمانية - النشأة والازدهار - وفق المصادر العثمانية المعاصرة والدراسات التركية الحديثة"، فولة بوك، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "❞ كتاب تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الإنحدار ❝ ⏤ خليل اينالجيك"، مكتبة الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2022. بتصرّف.
4845 مشاهدة
للأعلى للسفل
×