مضاعفات مرض الصفراء

ما هو مرض الصفراء؟

يُعدّ مرض الصفراء أو اليرقان من أكثر الأمراض شيوعًا عند المواليد الجُدد، ويُمكن القول إنّه مُصطلح طبي يُعبّر عن اصفرار لون الجلد ومنطقة بياض العينين؛ بسبب ارتفاع مستويات البيليروبين-bilirubin في الدّم، وقد تسبب المستويات العالية جدًّا من البيليروبين تحول الجلد إلى اللون البني^[١]، وأظهرت الدراسات أن الرُضع الخُدج قد يُصابون باليرقان بنسبة أكبر من الرضع الناضجين، فحوالي 80% من الإصابات عند الخدج، أما عند الرضع تنخفض هذه النسبة إلى 60%.^[٢]

ما هي مضاعفات مرض الصفراء؟

تتضمن المضاعفات المحتملة لارتفاع البيليروبين-bilirubin في الدّم المُسبب لحالة الصّفار أو الصفراء الآتي:

المضاعفات عند الرضع

يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البيليروبين التي تسبب اليرقان الشديد إلى حدوث مضاعفات خطيرة عند إهمال العلاج، ومن أهم هذه المضاعفات ما يأتي:^[٣]

• اعتلال الدماغ الحاد بالبيليروبين: يعد البيليروبين سامًّا لخلايا الدماغ، فإذا كان الطفل يعاني من اليرقان الشديد فقد يدخل البيليروبين إلى الدماغ، وهو حالة تسمى اعتلال الدماغ الحاد بالبيليروبين، وتحتاج هذه الحالة إلى العلاج الفوري الذي قد يمنع حدوث ضرر دائم، ومن أهم الأعراض الظاهرة عند الأطفال الخمول، وصعوبة الاستيقاظ، والبكاء العالي، وسوء التغذية أو الرضاعة، وتقوّس الرقبة والجسم إلى الخلف، بالإضافة إلى الحمّى.
• اليرقان النووي (Kernicterus): هو متلازمة قد تحدث إذا تسبّب اعتلال الدماغ الحاد بالبيليروبين التلف الدائم للدماغ، الذي قد يؤدي إلى: الحركات اللاإرادية وغير المنضبطة، والنظر إلى أعلى بثبات، وفقدان السمع، والنمو غير الصحيح لمينا الأسنان.

المضاعفات عند البالغين

تختلف المضاعفات التي تحدث عند البالغين باختلاف المسبب الذي يؤدي إلى اليرقان، فقد لا يعاني بعض الأشخاص من مضاعفات خطيرة على المدى البعيد، أما البعض فقد يكون اليرقان لديهم علامةً من علامات حالات طبية خطرة، مثل:^[٤]

• اضطراب مستويات أملاح الدّم.
• فقر الدّم.
• النزيف.
• العدوى.
• التهاب الكبد المزمن.
• السرطان.
• تليف الكبد.
• الفشل الكلوي.
• اعتلال الدماغ الكبدي.
• الموت.

ما هي أعراض مرض الصفراء؟

تتضمن أعراض الإصابة بمرض الصّفراء ما يأتي:

الأعراض عند الرضع

من أهم أعراض اليرقان اصفرار جلد الطفل واصفرار منطقة بياض العينين خلال 2-4 أيام بعد الولادة، ثم ينتشر إلى جميع أجزاء الجسم، وفي أغلب الأحيان تصل مستويات البيليروبين إلى الذروة بين 3-7 أيام بعد الولادة، ويمكن التعرّف ما إن كان الطفل مصابًا باليرقان من خلال الضغط بالإصبع على الجلد، فإذا تحولت هذه المنطقة إلى اللون الأصفر فمن المحتمل أن يكون الطفل مصابًا.^[٥]

الأعراض عند البالغين

من أهم أعراض اليرقان عند البالغين هو اصفرار الجلد والعينين، أما الأعراض الشائعة فتتضمن الآتي:^[١]

• أعراض اليرقان الشائعة: اصفرار الجلد ومنطقة بياض العين، ويبدأ عادةً من الرأس وينتشر في الجسم، وبهتان لون البراز، والبول الداكن، والحكة.
• الأعراض الناتجة عن انخفاض مستويات البيليروبين: تتضمن الإعياء، والألم في البطن، وفقدان الوزن، والاستفراغ، والحمى، والبول الداكن، وبهتان لون البراز.

ما هي عوامل خطر الإصابة بمرض الصفراء؟

تتضمن عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالصّفراء ما يأتي:

عوامل خطر الإصابة عند الرضع

من أهم العوامل التي تزيد خطر الإصابة باليرقان عند الرضع ما يأتي:^[٦]

• الرضيع المولود قبل 38 أسبوعًا: قد يصاب الطفل المولود قبل أوانه بأمراض الكبد أو خلل في حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى عدم القدرة على إزالة البيليروبين بالسرعة نفسها عند طفل لا يعاني من هذه المشكلات.
• الكدمات الدموية أثناء الولادة: يسبّب وجود الكدمات الدموية إنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء التي يتم تحويلها إلى البيليروبين، مما يرفع من مستوياته في مجرى الدم.
• صعوبة الرضاعة الطبيعية: إنّ مواجهة صعوبة في الرضاعة الطبيعية قد تزيد خطر إصابة الطفل بالجفاف وسوء التغذية واليرقان.

عوامل خطر الإصابة عند البالغين

من أهم العوامل الشائعة لمرض الصفراء عند البالغين ما يأتي:^[٧]

• فشل الكبد.
• انحلال الدم، مما يسبب إنتاج البيليروبين أكثر مما يستطيع الكبد تحمّله.
• التهاب الكبد.
• أمراض الكبد الكحولية.
• انسداد القناة الصفراوية بسبب حصوة المرارة أو الورم.
• رد فعل سام بسبب دواء أو أعشاب طبيّة.

كيف يتم تشخيص مرض الصفراء؟

يكون تشخيص الإصابة بالصّفراء على النّحو الآتي:

التشخيص عند الرضع

يمكن معرفة إن كان الرضيع مصابًا باليرقان من خلال اصفرار الجلد ومنطقة بياض العينين، ثمّ يُجرى فحص الدّم للتحقق من مستويات البيليروبين، لكن في بعض الأحيان يستخدم جهاز يقيس البيليروبين في الجلد، فإذا كانت النتائج عاليةً يُجرى فحص الدّم للتأكد.^[٨]

التشخيص عند البالغين

يتم تشخيص البالغين المصابين بمرض الصفراء من خلال الفحص البدني، ومستويات البيليروبين، وفحوصات الكبد، فهي من الفحوصات المهمة للكشف عن اليرقان، إذ تُفحَص وظائف الكبد للكشف عن وجود مشكلة صحية، وفي حال عدم معرفة السبب تُجرى الفحوصات الآتية:^[١]

• فحوصات مستويات البيليروبين: إذ يشير ارتفاع مستوى البيليروبين إلى الإصابة باليرقان.
• فحص تعداد الدم الكامل (CBC): هو الفحص الذي يقيس مستويات خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
• فحوصات الالتهاب الكبدي: هي فحصوات لمجموعة التهابات الكبد A ،B ،C.
• فحص الكبد: من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي والموجات فوق الصوتية؛ للكشف عن وجود انسداد في الكبد.
• فحص البنكرياس والقنوات الصفراوية من خلال المنظار (ERCP): هو فحص يجمع بين التنظير الداخلي والتصوير بالأشعة السينية.
• خزعة الكبد: التي قد تكشف عن وجود الالتهاب، وتليّف الكبد، والسرطان، والكبد الدهني.

كيف يمكن علاج مرض الصفراء؟

يكون علاج هذا المرض كالآتي:

العلاج عند الرضع

يتم علاج اليرقان عند الرضع من خلال أحد العلاجات الآتية:^[٥]

• التغذية المتكررة ما بين 8-12 مرةً في اليوم.
• العلاج بالضوء لحالات اليرقان الشديدة، وهو من الطرق الفعالة، إذ يُستخدم الضوء لتحليل البيليروبين في جسم الطفل.
• نقل الدّم في الحالات الشديدة، فقد يُستبدل دم الطفل بخلايا الدم الحمراء الصحية، مما يزيد من عدد هذه الخلايا لديه ويقلل من مستويات البيليروبين.

العلاج عند البالغين

يتم علاج اليرقان عند البالغين بناءً على المسبب والأعراض، وذلك كما يأتي:^[٧]

• إذا كان اليرقان ناتجًا عن التهاب الكبد الفيروسي الحاد فقد يختفي تدريجيًا دون حاجة إلى علاج.
• للحكة الناتجة عن حالات الكبد يمكن أن يساعد دواء الكوليسترامين-cholestyramine في علاجها، لكن قد يكون هذا الدواء غير فعال في حالة انسداد القناة الصفراوية.
• إذا كان السبب انسداد القناة الصفراوية فقد يستخدم منظار (ERCP) لفتحها.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الصفراء؟

تتمثّل الوقاية من الإصابة بمرض الصّفراء بالآتي:

الوقاية عند الرُّضع

من أهم الطرق للوقاية من اليرقان عند الرضع هي التغذية، إذ يجب أن تكون رضاعة الطفل رضاعةً طبيعيّةً 8-12 مرةً في اليوم خلال الشهور الأولى من عمره، أما الأطفال الذين يرضعون رضاعةً صناعيّةً فيجب أن تكون كمية الحليب 1-2 أونصة؛ أي حوالي 30-60 ملليلترًا كل ساعتين إلى ثلاث ساعات في الأسبوع الأول من الولادة.^[٣]

الوقاية عند البالغين

يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الصفراء (اليرقان) من خلال اتباع الإجراءات الآتية:^[٤]

• تناول الأدوية وفقًا للتعليمات لتجنب خطر فشل الكبد المحتمل أو الجرعة الزائدة غير المقصودة، وقد يتجنب بعض الأشخاص الأدوية، لذا يجب مراجعة الطبيب في هذا الأمر.
• تجنب السلوكيات الخطرة، مثل: الجماع غير المحمي، أو تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
• أخذ التطعيمات ضد التهاب الكبد A والتهاب الكبد B.
• تجنب المنتجات الغذائية التي يُحتمل أن تكون ملوّثةً أو من مصدر ماء غير صحي؛ للتقليل من خطر الإصابة بالتهاب الكبد A.
• اتخاذ إجراءات السلامة عند السفر، خاصّةً في الأماكن التي تنتشر فيها الملاريا.
• تجنب المشروبات الكحولية التي يمكن أن تسبب التهاب الكبد الكحولي، والتليف الكحولي، والتهاب البنكرياس.
• تجنب التدخين؛ لأنّه يزيد خطر الإصابة بسرطان البنكرياس وسرطانات أُخرى.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} "Everything you need to know about jaundice", medicalnewstoday, Retrieved 22-5-2020. Edited.
2. ↑ "The epidemiologic study of neonatal jaundice, relation between jaundice and liver and alternative methods to cure jaundice", openaccessjournals, Retrieved 22-5-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Infant jaundice", mayoclinic, Retrieved 22-5-2020. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "Jaundice in Adults (Hyperbilirubinemia)", medicinenet, Retrieved 22-5-2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "Understanding Newborn Jaundice", healthline, Retrieved 22-5-2020. Edited.
6. ↑ "Infant Jaundice", familydoctor, Retrieved 22-5-2020. Edited.
7. ^ ^{أ ب} "Jaundice in Adults", msdmanuals, Retrieved 22-5-2020. Edited.
8. ↑ "Jaundice in Newborns", kidshealth, Retrieved 22-5-2020. Edited.