مظاهر الازدهار الحضاري

كتابة:
مظاهر الازدهار الحضاري

ازدهار الأمم والحضارات

ازدهرت عبر التاريخ الإنساني أعدادٌ كبيرةٌ من الأمم والحضارات، التي تعاقبت على كافّة مناطق الأرض، حيث أسهمتْ كل أمة وكل حضارة منها في إثراء التّاريخ الإنساني والمسيرة الإنسانية بشتى صنوف التّطور والارتقاء، وهذا إن دلَّ على شيء فإنّما يدل على الجدية التي توفرتْ عليها هذه الأمم، والتي سعت من خلالها إلى الوصول بركبِ الإنسانية نحو برِّ الأمان.


تنوّعت مظاهر الازدهار لدى الحضارات المختلفة؛ فكلّ حضارة ازدهرت في مجالٍ أو أكثر من المجالات المهمة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ مظاهر الازدهار الحضاري تعمل كلها بشكلٍ متضافرٍ ومتكامل؛ فازدهار ناحيةٍ من النواحي يَنعكس على النّواحي الأخرى، والعكس صحيح. وفي هذا المقال سنلقي الضوء على أبرز وأهم مظاهر الازدهار الحضاري التي توافرت ولا تزال تتوافر في الأمم والحضارات الإنسانية العظيمة المختلفة.


مظاهر الازدهار الحضاري

  • النظم السّياسية والتّشريعات: تعتبر الأنظمة السياسية من أهم عوامل الاستقرار والأمان في أي دولة أو بقعة على وجه الأرض، ومن هنا فكلما كان النّظام السياسي نظاماً توافقياً بين أبناء الشعب، يأخذ فيه الحاكم بآراء من حوله، ولا يستبد لا برأي ولا بحكم أدى ذلك إلى ازدهار الدّولة، وبنائها بالشكلِ الصحيح، والمطلوب. إلى جانب ذلك فإنَّ تشريع القوانين وسنِّها يُعتبر من الأمور التي تجلب التّطور والارتقاء إلى الدّول، وأفضل القوانين هي تلك التي تُحقق العدل وتحفظ الحقوق، وتُعرِّف من سيخضعون لها بواجباتهم، وتراعي التطورات المكانية والزّمانية وأحوال النّاس وظروفهم المختلفة.
  • الاقتصاد القوي: إنَّ الأوضاع الاقتصادية السّائدة في بقعة ما من سطح الأرض تعتبر من أكثر العوامل أهميةً بالنسبةِ لعامةِ النّاس، وقوةُ الاقتصاد تُؤثر بشكلٍ مباشرٍ على كافةِ مناحي الحياة في الدّولة، ومن هنا فإنَّ ازدهار الاقتصاد يعتبر من أساسيات ازدهار الحضارات والأمم.
  • الدّين المزدهر: يُعتبر الدين من المعتقدات الأساسية التي تسهم في تشكيل الثقافة، وإعطاء هوية خاصة للشعوب والأمم، وازدهار الأديان يتمثل بشكلٍ رئيسيٍ في قدرتها على تحسين أخلاق النّاس، وتهذيب نفوسهم، وجعلهم أكثر رحمة وطمأنينة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى انعكاس ذلك على الواقع العملي، وحياة النّاس المعيشة، فتصير أكثر تلاحماً وجمالاً.
  • العلوم المتطورة: لا تخفى أهميةُ التّطور العلمي على أحد، ولعلَّ أكثر الأمم رجعية هي تلك التي لا تُلقي بالاً للعلوم، والتي لا تتعاطى معها على أنّها من كواشف السّنن الكونية، بل تستبدلها بالخرافات، والشّعوذات، والأقوال، وما إلى ذلك.
  • الفكر الحر: إن الحَجْرَ على الأفكار وعدم السّماح لحامليها بالتّعبير عنها بحرية، ومقارعة الحجة بالسّيف، أو بالسّجن؛ كل هذه من الأمور التي تؤدي إلى تراجع الحضارات، وإدخالها في مرحلةِ الاحتضار.
  • العمران والفنون: لا تزال الأبنية والآثار الفنية الحضارية باقيةً حتى يومنا هذا، وهي مؤشرٌ قويٌ على عظمةِ الأمم والحضارات التي أنتجتها، وعلامة مهمة على التحضر والرّقي.
5768 مشاهدة
للأعلى للسفل
×