مظاهر حماية البيئة في التراث الإسلامي

كتابة:
مظاهر حماية البيئة في التراث الإسلامي

البيئة

تعرف البيئة بأنّها الوسط الذي يعيش فيه الكائن الحي أو غيره من مخلوقات الله عزّ وجل، فهي مجموعة الظروف والعوامل التي تساعد الكائن الحي على بقائه وديمومة حياته، وهناك من ذهب إلى انّها المحيط الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان، فهي بهذا الوصف تشمل كل ما يحيط بالإنسان، فتشمل الجمادات والنباتات والهواء، فلا تستقيم حياة الكائن الحي دون وجود هذا الوسط من حوله، وهذا الوسط حتى يؤدي عمله بشكل سليم لا بد من خلوه مما يلوثه أو الحدَّ منه قدر الإمكان، لما يترتب على هذا التلوُّث من أضرارٍ صحيٍّة جسيمة، وهناك مظاهر ومكوّنات للبيئة، والتي اهتم بها التراث الإسلامي.  

عناصر البيئة

  • العناصر الحيَّة: وتشمل كل ما يتصف بالحياة، كالإنسان، والنبات، والحيوان، والحشرات، والطيور، وتقوم بين كل هذه العناصر علاقات تكامليَّة تحقق مفاهيم الحياة وعناصرها، وتحقق في ذات الوقت التوازن البيئي بعناصره وأشكاله المختلفة، فلم يخلق الله تعالى أياً من هذه المكوّنات عبثاً، وإنّما لوظيفة مهمّة تضمن للبيئة توازنها
  • العناصر غير الحيَّة: وتشمل الماء، والهواء، والتربة، وهذه هي المكوِّنات الأساسية للبيئة، وهي الأساس في وجود العناصر الحيَّة في البيئة، وبدونها تستحيل حياتها، وكلُّ عنصر منها له محيطه الخاص به، ودور الإنسان يتمثل في حسن التصرف مع عناصر البيئة المختلفة ومظاهرها المتعددة، من غير إفسادٍ أو تخريب.


مظاهر حماية البيئة في التراث الإسلامي

  • دعوة الإسلام المتكررة إلى استصلاح البيئة بالزراعة والتشجير.
  • تحريم الإسلام للإفساد بكل صوره، حتى أنّه كان من الوصايا الموجهة للجيوش الإسلاميَّة في فتوحاتها تحريم قطع الأشجار.
  • جعل صلى الله عليه وسلم أجراً مضاعفاً في إماطة الأذى عن الطريق، حيث في الحديث الشريف: (وإماطتُك الأَذى والشَّوكَ والعَظمَ عن الطَّريقِ لكَ صدقةٌ) [صحيح] وهذا نص صريح في العمل على تحقيق الأمن البيئي، فالنظافة والحفاظ عليها أضحت في إسلامنا الحنيف عبادة.
  • الدور العظيم الذي كان يقوم به المحتسب في مراقبة كل ما يتعلَّق بالأسواق، كالنظافة والأسعار، وجودة السلع.
  • ما تناولته كتب التراث الإسلامي، من تنظيم للمدن، والمحافظة على نظافتها، ومظاهر الجمال فيها.
  • الآداب التي تناولتها السنَّة النبويّة الشريفة فيما يتعلَّق بحق الطريق، والتي منها: النهي عن الجلوس في الطرقات إلّا للضرورة، وشريطة أن يكون هذا الجلوس مقيداً بشروط، منها: غض البصر، وإماطة الأذى من الطريق، وردُّ السلام.
  • ممّا تضمنته كتب التراث الإسلامي، مراقبة رجال الحسبة لجودة المباني، ومطالبتهم إزالة المباني والجدران الآيلة للسقوط، بعد أخذ رأي المختصين، والفنيين في ذلك.
  • الحثُّ المتكرر للإسلام، بضرورة الاهتمام بزراعة الأراضي وتشجيرها، بل عنون الفقهاء مواضيعاً تتعلق بإحياء الأرض الموات، وهي الأرض غير المملوكة.
  • من روعة ما دعا إليه صلى الله عليه وسلم في هذا السياق، أنّه من باب المبالغة في الحيويَّة والنشاط والتفاؤل والإيجابية، والاهتمام بالزراعة، المطالبة بالاستمرار في الزراعة حتّى لو قامت الساعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا) [صحيح].
4333 مشاهدة
للأعلى للسفل
×